فاطمة الشيخ«نحرص على وضع الزينة على منازلنا فرحاً بقدوم رمضان، وتعطى هذه المهمة للأطفال لتعريفهم بقدسية هذا الشهر الفضيل بطريقة محببة لهم»، بهذه الكلمات تصف الأثيوبية المتجذرة من أسرة مسلمة عائشة واشو استقبال مسلمي أثيوبيا شهر رمضان المبارك، وتقول: «وسط أجواء روحانية تغلب عليها روح الجماعة، يتجمع المصلون في المساجد لأداء الفرائض وصلاة التراويح والتهجد، والالتحاق بالحلقات الدينية، وفي رمضان نبحث عن الأشخاص ذوي الحاجات لنقوم بمساعدتهم لزيادة حسناتنا، كما نسعى بالالتحاق بحلقات القرآن في المسجد عصراً بعد مساعدة والدتنا في إعداد مائدة الإفطار».وتضيف عائشة قائلة: «تبدأ الأسر بشراء وإعداد الأغراض اللازمة لرمضان كل بما يستطيع، حيث تشهد الأسواق حركة دائمة، فالمسلمون يجتهدون بالاهتمام برمضان رغبة منهم في نيل رضا الله والتقرب إليه بالصالحات من الأعمال، من تقديم الصدقات، وصلة الرحم والإحسان إلى الفقراء والمساكين».وتذكر عائشة بلهجتها الأمهرية: «هناك أطباق يمتاز بها المطبخ الأثيوبي في رمضان، أشهرها «دورو ووت»، وتتكون من صلصة يغلب فيها الفلفل الأحمر الحار وبعض الخضروات، وتوضع مع «الأنجيرا» والأنجيرا خبز بالطريقة الأثيوبية يصنع من الطحين والقمح والزيت، ويشبه بذلك الطبق البحريني «الثريد»، بالإضافة إلى طبق «دورو فتفيت» الذي يحتوي على قطع الأنجيرا مع اللحم المقطع المطهو جيداً والمضاف له الصلصة الخاصة بهذا الطبق».وتضيف قائلة: «هناك «الدوليت» وهو لحم مقطع أو كبد مجفف يطبخ مع زبدة وأعشاب، بالإضافة إلى «العصيدة» وطبق «النيثيركيبي» والمكون من الزبدة مع اللحمة والفول، تطهى كلها مع بعض ثم تضاف عليها الصلصة الحارة. وما يميز أطباق المطبخ الأثيوبي الأطعمة الغنية بالبروتينات والكربوهيدرات».للقهوة مكانة وخصوصية في أثيوبيا وعنها تقول عائشة: «لا تخلو السفرة في أثيوبيا من (البونا) أي القهوة، إذ لها مكانة خاصة في التراث الأثيوبي، ويرى بعض الباحثون أن أصل القهوة يعود لأثيوبيا، فهي تمتاز بطريقة إعدادها وطريقة عرضها وأساليب التقديم، إذ تعد القهوة بتجفيفها ليتحول لون قشرتها الأحمر إلى أسود ثم تقلى حبوب القهوة، ويليها غليها بالماء، وتشرب مالحة أو حلوة المذاق، أما طريقة التقديم فتقدم في أبريق له شكل مميز، ويتم فرش نبات أخضر حتى يوحي بخضرة الطبيعة الأثيوبية حول المكان المقرر لشرب القهوة، وتوضع بعض الزهور والنباتات التي تعطي روائح فواحة ومنعشة، وقبل سكب القهوة تقدم عدد من الأطعمة الأثيوبية الشعبية منها «الحمباشة» وهو طبق مصنوع من الدقيق ويؤكل قبل تناول القهوة، ويحرص الأثيوبيون على تقديم القهوة إلى الضيوف، كما يفعل أهل الخليج ويعتبرون ذلك دليلاً على الكرم وحسن الضيافة، ومن لا يقدمها للضيف يعتبر بخيلاً».وتختم عائشة واشو بتوضيح جوانب الشبه بين الأجواء الرمضانية في أثيوبيا ومملكة البحرين بقولها: «من خلال عملي في البحرين لـ5 سنوات كمدبرة منزل أستطيع القول بأننا نتشابه في الحرص على ختم القرآن في شهر رمضان، ومد يد العون للفقراء والمحتاجين لكسب رضا الله ولنيل الحسنات».