كشفت افتتاحيات الصحف الإماراتية ومقالاتها وتقاريرها ما أسمته "حقيقة التورط القطري في دعم وتمويل بعض الجماعات التي استهدفت الأمن الداخلي للدولة"، معتبرة أن "الأمر لم يتوقف على المال القطري فحسب، بل الانخراط المباشر في تهديد وحدة وسلامة الأراضي الإماراتية"، في إشارة إلى القضية التي جرى الكشف عنها باتهام ضباط مخابرات قطريين عام 2015 بإنشاء حسابات وهمية لتشويه منجزات الشعب الإماراتي.

وقالت صحف الإمارات إن "التورط القطري تجاوز حدود التمويل المباشر للمنظمات الحقوقية والثقافية التي استهدفت شباب الدولة بداعي التدريب على القيادة تارة وتعزيز الحوار تارة أخرى، وامتد إلى التعاون المباشر ضد مصالح الأمة بأسرها مع أعتى أعدائها، سيما إيران وإسرائيل، فضلا عن جماعات التطرف".

وكتبت صحيفة الخليج في افتتاحيتها أن "منهج الإمارات والمملكة العربية السعودية والدول المتضامنة معهما يمثل النقيض الموضوعي لمنهج قطر، وأنه في حالة الأخيرة تكدست الأخطاء المترتبة على العمد والإصرار حتى غدت منهجاً"، مشيرة إلى أنه "بعد كل تلك التجارب المريرة التي عركتها الدوحة، حان لها الدخول في لحظة من الصدق مع نفسها أولاً، ومع الآخر أولاً وثانياً، فهل يعود نظام قطر إلى عقله، وإلى بعض الرشد".

وقالت صحيفة البيان في كلمتها إنه "لا يمكن لقطر أن تواصل سياساتها، وتعادي كل جوارها العربي والخليجي، فالعزلة التي تتسبب بها تلك السياسات، عزلة مؤذية للشعب القطري أولاً، ولوجود قطر في محيطها العربي والخليجي".

وتابعت أن "خروج قطر من عزلتها، ممكن، إذا قررت فعلياً، التخلي عن تلك السياسات، وقدمت الدليل تلو الدليل، على ذلك، بعيداً عن بيانات حسن النوايا، أي نحو إجراءات فعلية".

قضية بو عسكور

وأبرزت صحيفة الاتحاد القضية المعروفة إعلامياً بـ"قضية بوعسكور" مايو 2015، و"تورط بها ضباط من المخابرات القطرية للإساءة للإمارات عبر حسابات إلكترونية وهمية باعتبارها مجرد قمة جبل الجليد من الممارسات القطرية للنيل من الإمارات، لكنها اصطدمت وتكسر نصالها أمام اليقظة العالية والاحترافية المهنية الكبيرة للعيون الساهرة على سلامة الوطن ومن فيه من رجال أمن الدولة، الذين نجحوا في كشف المؤامرة، وتقديم المتآمرين للعدالة التي قالت الكلمة الفصل بحقهم".

ورصدت صحيفة الاتحاد في تقرير ثان "طبيعة التحالف القطري الإيراني المباشر والإسرائيلي غير المباشر، الذي تآمر ضد الإمارات والمنطقة"، مشيرة إلى "خطط تجنيد شباب إماراتيين تحت ستار برامج تنمية ودعم القادة بتمويل قطري قيمته 3 ملايين إسترليني وذلك في فبراير 2015، حيث أشارت التحقيقات إلى تورط أجهزة استخبارات إيرانية وعراقية ولبنانية وإسرائيلية في تحريك 4 آلاف منظمة من 43 دولة أعضاء في شبكة "آناليند الأورومتوسطية للحوار بين الثقافات" ـ وهي منظمة غير حكومية هدفها العمل من أجل تعزيز الحوار والتعرف على الآخر، ويتم تمويلها من الدول الأعضاء في الشراكة الأورو-متوسطية والمفوضية الأوروبية ـ لإجبار العرب على التطبيع ضمن برامج تعزيز الحوار والثقافة، وتنفيذ مخططات التخريب بالمنطقة".

ونقلت الصحيفة عن باحثة في الشؤون السياسية والعلاقات الدولية "حقيقة التحالف الذي يربط قطر بإيران بإسرائيل لدعم الحركات التخريبية والإرهابية بمنطقة الخليج والدول العربية بشكل عام، وأن قطر قامت من خلال منظمات ومبادرات المجتمع المدني الوهمية، بتنفيذ مخططها داخل الإمارات، وكلفت قطر ثلاث قيادات قطرية بإدارة مبادرة جون سميث - الخليج والإشراف عليها".

وأوضحت أن أهم المبادرات المؤثرة في المنطقة التي تتقاطع مع المؤسسة في عملها وغاياتها، مبادرة الشراكة العربية التابعة لوزارة الخارجية البريطانية، ومبادرة جون سميث للشرق الأوسط، ومبادرة جون سميث للخليج، ومبادرة الزائر الدولي التابع لوزارة الخارجية الأميركية، ومبادرة الشراكة الأميركية الشرق أوسطية.

العالم تغير

مكرم محمد أحمد في صحيفة البيان طالب أمير قطر "إعادة النظر في مجمل سياسات بلاده خاصة بعد مؤتمر الرياض وتداعياته وصولاً إلى قرار قطع العلاقات، لافتا إلى أن الأمير تميم يعرف على وجه اليقين أن العالم قد تغير بعد أن أصبحت شوكة الإرهاب قوية فاعلة قادرة على تهديد أمن العالم واستقراره وأن ما كان يصلح قبل عقدين لخدمة دول الغرب وفي مقدمتها الولايات المتحدة لم يعد يصلح الآن بعد أن كبر وحش الإرهاب وبات يمثل تهديداً للجميع".

وقال د.رضوان السيد بصحيفة الاتحاد أن لقطر "دورا خبيثا في سوريا ولبنان ومصر وليبيا"، مستفيضا في الحديث عن المسألة، وكيف أن قطر "استغلت الأوضاع في هذه الدول لتجيير الأوضاع لصالح أعداء الأمة، ناهيك عن علاقاتها مع إيران، وهو ما كان يدفع باتجاه التحالف ضد الجوار العربي والخليجي".

وأوضح ابن الديرة بصحيفة الخليج أن الإجراءات التصعيدية "تقصد النظام لا الشعب في قطر، وتؤسس لمرحلة جديدة من أمن واستقرار شعوب المنطقة، والشعب القطري ليس استثناء، بل هو في القلب والصميم". وشدد على أن "مجلس التعاون، فكرة ووجوداً، حاضراً ومستقبلاً، خط أحمر، علينا جميعاً المحافظة عليه، فغير مسموح لأي من أعضائه، والحديث للجارة قطر، العبث بمفهوم المنظومة أو الخروج عليها، وعلى ثوابتها ومبادئها وأهدافها".

وكتب د. عبدالله جمعة الحاج بصحيفة الاتحاد أن "سلوكيات قطر الخارجية مثيرة للجدل ومحيرة في العديد من جوانبها وتتضارب مع بعضها بعضاً، ولا تجعل سلوك قطر الخارجي ذا منهج يمكن من خلاله إدراك المصالح والأهداف السياسية والاقتصادية والاستراتيجية الحقيقية التي تسعى قطر إلى تحقيقها".

وأضاف أن "جميع الدول الصغيرة تحرص على أن تكون توجهاتها وسياساتها متوازنة تراعي فيها اعتبارات ترتبط بحجمها وإمكانياتها، وأن هناك تراجعات خطيرة تحدث في اندفاع التوجهات الخارجية لقطر، ودليل ذلك هو تردي العلاقات مع واشنطن ودول مجلس التعاون وعدد من الدول العربية".