ريانة النهام

"القرقاعون" في الماضي كان أجمل بكثير فالأطفال لا يحتفلون في الشوارع الآن"... هكذا تلخص نورة علي أو أم خالد كما تحب أن تنادى جوابها حول الفرق بين قرقاعون الآن والماضي وهو ما يشاركها فيه كثير من أبناء جيلها الذين يرون أن هذه المناسبة أفرغت من شعبيتها.

وتقول أم خالد:"اليوم هناك اختلاف كبير في "القرقاعون"بسبب ما طرأ عليه من تغيير، ولم تعد هذه المناسبة تجذب الأطفال كما في أيامنا بسبب كثرة البدائل وتغير المجتمع، وكم أتذكر تلك الأيام الجميلة عندما أرى الشوارع خالية من الأطفال في ليلة النصف من رمضان".

وعما إذا كان هناك تغيير على مكونات القرقاعون تبين أم خالد"كان القرقاعون في السابق يتكون من المكسرات فهو يحوي على ""النخي" و"البيذان" والجوز، أما اليوم فأصبح القرقاعون عبارة عن شكولاته ورقائق بطاطس وحلويات".

وتضيف:"يوضع اليوم القرقاعون في علب وأكياس جاهزة مزخرفة في حين أننا كنا نضع المكسرات في أكياس مطرزة نعدها في المنزل قبل المناسبة بفترة "وتعود لتقول:"لم تعد الأسعار كما في السابق فقد أصبح شراء القرقاعون مكلفاً بسبب الإضافات التي وضعت فيه والتغيرات التي طرأت".

وتستذكر مريم عبدلله "أم جميلة" كيف كان البحرينيون يستعدون لليلة القرقاعون، وتقول:" تفصل الأسر الدراعة والبخنق "غطاء أسود مصنوع من الشيفون يزين بنقوش ذهبية" للبنات، كما يجهز الثوب و"القحفية" والسيديري الأسود للأولاد احتفاء بهذه المناسبة".

وتسكت أم جميلة قليلاً لتعود بذكرياتها لتلك الأيام الجمية ثم تقول: "كانت لهذه المناسبة خصوصية، فالأولاد لهم نشيدهم الخاص كما للبنات أناشيدهن الخاصة، فالبنات يرددون" قرقاعون عادت عليكم أوه يا صيام الله يسلم ولدكم.."، أما الأولاد فينشدون"سلم ولدهم يا الله.. خله لأمه يا الله.. ييب المكده يا الله.. ويحطها في جم امه.. يا شفيع لأمه..".وتكمل شمه الخضاري "أم جاسم" على ما قالته أم جميلة وتصف تلك أجواء ليلة القرقاعون بقولها: "يخرج الأطفال بعد أذان المغرب كما يخرج بعضهم نهاراً لطرق أبواب البيوت وهم ينشدون الأزاهيج، منتظرين أصحاب المنزل ليحصلوا على "القرقاعون" الذي قد يكون نقوداً أو مكسرات تتكون من الفول السوداني والتين المجفف والجوز والفستق واللوز و"النخي".