لا إله إلا الله محمد يا رسول الله.. لا إله إلا الله سحور يا عباد الله قوم صل وقوم صوم ونُسبِّح ونهلل، ونقرع الطبول ونمزجها بهذه الأهازيج الشعبية في الشهر الفضيل، هكذا يصف سالم ربيعة أحد مسحري منطقة قلالي عن عادة توارثها أبناء البحرين عن أجدادهم منذ القدم وما زالوا يمارسونها إلى هذا اليوم بكل حب وشغف صغاراً وكباراً.
يجتمع أبناء قرية قلالي من الشباب المهتمين بهذا الموروث الشعبي مع بعضهم البعض، ليجهزوا الدفوف والطبول للخروج قبل صلاة الفجر عبر أزقة الحارات (الفرجان) معلنين دخول وقت السحور لإيقاظ أهل المنطقة بأناشيد تشتاق لها الآذان في شهر رمضان لتناول الطعام.
ويقول ربيعة إن الشباب يجتمعون في مجلس قلالي ليتفقوا على ترتيبات الفنون التي سيقدمونها في شهر رمضان مثل المسحر والقرقاعون والوداع وغيرها، ليخرجوا كل يوم في شهر رمضان المبارك كعادتهم لإيقاظ الناس للسحور بطريقتهم التقليدية المحببة لدى البحرينيين، فقد بدؤوا هذا الفن منذ نعومة أظفارهم عندما كانوا يشاركون آباءهم وأجدادهم وهم يمارسون هذه العادة القديمة فتوارثوها واستمروا في العطاء حباً لهذا الموروث الجميل، كما يجب علينا المحافظة عليه للأجيال القادمة وتفادي اندثارها.
يقول يوسف خميس أحد مسحري قلالي أيضاً إنه رغم تطور نمط الحياة واستيقاظ الناس على صوت المنبه إلا أن أهالي المنطقة لايزالون محافظين ويفضلون الاستيقاظ على أهازيج المسحر كما تعودوا عليها في السابق، وعندما نغيب عنهم يسألوننا عن سبب غيابنا ويعاتبوننا ويشجعوننا أيضاً على المحافظة على هذه العادة الجميلة، وهم متعاونون جداً لأنهم عايشوا هذا الفن وتربوا عليه، فمنطقة قلالي من المناطق المعروفة في البحرين بمحافظتها على فنونها الشعبية وتمسك أهاليها بها.
ويضيف: "لا ننسى الأجانب المقيمين عندنا فهم أيضاً منبهرون من ترابطنا المجتمعي وكيف أننا نستمتع بإيقاظ بعضنا البعض لتناول الطعام في وقت يشق على المرء الاستيقاظ فيه وأن أهالي المنطقة سعداء بذلك كما أنهم يرحبون بنا ويشاركوننا أيضاً.
ومن جانبها تقول أم محمد من أهالي منطقة قلالي بأنهم اعتادوا منذ الصغر على إحياء الفنون الشعبية في مناسباتهم وخصوصاً في رمضان، لأنها تمتزج بأناشيد دينية وهي تخلق الجو المناسب لإحيائها، وعندما نسمع الأهازيج والتسبيحات نستيقظ ونحن نستشعر حلاوة الزمن الماضي بتفاصيله التي يجب ألا تندثر.