قال الأستاذ المساعد بكلية الآداب بجامعة البحرين قسم الدراسات الإسلامية د.خالد الشنو، إن رب الشهور هو واحد وهو مطلع على الأحوال والأعمال، فما دام الإنسان يعبد لله في رمضان فليعبده قبل وبعد رمضان، فهو فرصة للعودة والازدياد في العبادات، وليس كما يقوم به البعض بأنه ما أن ينتهي رمضان حتى يتوقف الشخص عن الطاعات والعبادات.
وأضاف د.الشنو: "إن استمرار الإنسان بعد رمضان على الأعمال الصالحة دليل ومؤشر مبدئي لتقبل الله لعمله، فاستمرار الإنسان بالحسنة بعد هذا الشهر الفضيل هو من باب إتباع الحسنة بالحسنة، أما إذا رجع إلى سابق عهده وكأن لم يمر عليه موسم رمضان فكأنه لم يستفيد من هذا الشهر لا بتقوى الله ولا درب وتعاهد نفسه مع الله.
ورأى د,.الشنو بأن التهاون أمر طبيعي، حيث يمر الإنسان بمرحلة مد وجزر، وكل بني آدم خطاء وخير الخطائين التوابون، لكن على المسلم أن يتعاهد على استمرارية علاقته مع ربه، إذ ينبغي على الإنسان الاستقامة على العمل الصالح، فقليل دائم خير من كثير منقطع، ويمكن للشخص بعد رمضان صيام ستة أيام من شوال والإثنين والخميس والكثير من الأعمال التعبدية.
واستدل الشنو بآية قرآنية عظيمة (إن كيد الشيطان كان ضعيفاً)، فالإنسان هو أقوى بطاعته وقربه لله وأقوى من الشيطان الذي كيده ضعيف، لذا ينبغي أن يكون الشخص ربانياً وليس رمضانياً (ولا تكونوا كالتي نقضت غزلها من بعد قوة).
ومن جانبه يرى الأستاذ المشارك بجامعة البحرين قسم علم النفس د.أحمد سعد أن طبيعة النفس في رمضان تتقرب أكثر إلى الله، والسبب هو البيئة المحيطة بالشخص، حيث ارتبط في ذهن المسلمين أن هذا الشهر المفضل عن بقية الشهور، حيث يهتم المجتمع باستضافة علماء الدين والإسلام لتوجيه وإرشاد الناس، ولكن يجب أن يكون هذا الاهتمام طوال السنة وليس فقط في هذا الشهر الفضيل.
ويرى د.سعد أن "الشخص يجب أن يكون لديه وازع ديني من تلقاء نفسه، وكذلك العائلة التي يتوجب عليها توجيه أبنائها على الثبات وحمايتهم من الانحراف، ولا ننسى أن رفقاء السوء سبب للانحراف".
وختم د.سعد حديثه بالتأكيد على أهمية أن يبقى الشخص بنفس النمط والشخصية طوال السنة، فتغيير السلوك والشخصية خلال شهر واحد يدل على عدم ثبات، فالذي يريد أن يبقى على خط واحد يجب أن يبقى فيه طوال السنة.