مروة علي
تسبقني عبراتي حينما أتذكر ليالي الشهر الفضيل وعمقها في قلبي، هكذا بدأ الحاج علي بن الحاج عبدالله علي صاحب أقدم مجلس رمضاني بمنطقة الخارجية في جزيرة سترة عندما سألته عن مجلسهم، وتابع في حديثه بأن المجلس قائم منذ أكثر من أربعين سنة وبأنه عائد لوالده الحاج عبدالله علي.
يقول الحاج علي إن المجلس كان مكتضاً بالمستمعين الذين كانوا يتوافدون من جميع أنحاء المنطقة وخارجها، وكان عبارة عن غرفة من العريش وجريد النخيل وكنا نحتمي داخلها عندما يكون الطقس بارداً وعندما يكون حاراً كنا نجلس في رواق المنزل.
وذكر بعدها بأن والده من كان يقرأ القرآن وكان معه أهل القرية يتبادلون القراءة بين الفينة والأخرى، وبعد ذلك أخذه والده لتعلم القرآن الكريم لدى جده المرحوم علوي المعلم الذي كان حينها يعلم صبية القرية القرآن والآداب الإسلامية الأخرى من تعاليم الصوم والصلاة وغيرها. تمكن بعدها من قراءة القرآن الكريم بصورة سليمة وقام بالقراءة مع والده في الشهر الفضيل، وبعد فترة من الزمن تمكن بقية إخوته من القراءة حتى أصبحوا يقرؤون بشكل أساسي في المجلس. وكانت القراءة تتمثل في عمل ختمتين طوال الشهر، الختمة الأولى ليلة الخامس عشر والأخرى ليلة العيد.
وأسرد بعد ذلك ذكرياته مع هذه الأيام بأنه كان يستيقظ باكراً ليذهب مع والده إلى القصاب لشراء اللحم ومن ثم شراء باقي مقتضيات المنزل لتعد والدته أصنافاً متعددة للضيوف، وكان سيد هذه الأصناف هو الهريس الذي كان الحاج علي وإخوته يتسابقون في المطبخ لإكمال تحضيره مع والدتهم ليتفوق بعدها ويكون أفضل طبق يقدم في ضيافة المجلس.
ويأتي من بعده أصناف متعددة من الأطباق الشعبية ومن أبرزها خبز الرقاق، والخنفروش واللقيمات، ويقول الحاج علي كانت والدتي المرحومة شريفة المعلم ذات نفس جميل في المطبخ وكانت لا تمل من إعداد هذه الأصناف للضيوف والجميع كان يشهد بلذة الهريس التي تعده حتى يظلون يتذكرونه لأعوام عديدة.
{{ article.visit_count }}
تسبقني عبراتي حينما أتذكر ليالي الشهر الفضيل وعمقها في قلبي، هكذا بدأ الحاج علي بن الحاج عبدالله علي صاحب أقدم مجلس رمضاني بمنطقة الخارجية في جزيرة سترة عندما سألته عن مجلسهم، وتابع في حديثه بأن المجلس قائم منذ أكثر من أربعين سنة وبأنه عائد لوالده الحاج عبدالله علي.
يقول الحاج علي إن المجلس كان مكتضاً بالمستمعين الذين كانوا يتوافدون من جميع أنحاء المنطقة وخارجها، وكان عبارة عن غرفة من العريش وجريد النخيل وكنا نحتمي داخلها عندما يكون الطقس بارداً وعندما يكون حاراً كنا نجلس في رواق المنزل.
وذكر بعدها بأن والده من كان يقرأ القرآن وكان معه أهل القرية يتبادلون القراءة بين الفينة والأخرى، وبعد ذلك أخذه والده لتعلم القرآن الكريم لدى جده المرحوم علوي المعلم الذي كان حينها يعلم صبية القرية القرآن والآداب الإسلامية الأخرى من تعاليم الصوم والصلاة وغيرها. تمكن بعدها من قراءة القرآن الكريم بصورة سليمة وقام بالقراءة مع والده في الشهر الفضيل، وبعد فترة من الزمن تمكن بقية إخوته من القراءة حتى أصبحوا يقرؤون بشكل أساسي في المجلس. وكانت القراءة تتمثل في عمل ختمتين طوال الشهر، الختمة الأولى ليلة الخامس عشر والأخرى ليلة العيد.
وأسرد بعد ذلك ذكرياته مع هذه الأيام بأنه كان يستيقظ باكراً ليذهب مع والده إلى القصاب لشراء اللحم ومن ثم شراء باقي مقتضيات المنزل لتعد والدته أصنافاً متعددة للضيوف، وكان سيد هذه الأصناف هو الهريس الذي كان الحاج علي وإخوته يتسابقون في المطبخ لإكمال تحضيره مع والدتهم ليتفوق بعدها ويكون أفضل طبق يقدم في ضيافة المجلس.
ويأتي من بعده أصناف متعددة من الأطباق الشعبية ومن أبرزها خبز الرقاق، والخنفروش واللقيمات، ويقول الحاج علي كانت والدتي المرحومة شريفة المعلم ذات نفس جميل في المطبخ وكانت لا تمل من إعداد هذه الأصناف للضيوف والجميع كان يشهد بلذة الهريس التي تعده حتى يظلون يتذكرونه لأعوام عديدة.