إسراء هاشم

ازدادت المشاريع البحرينية الصغيرة في الفترة الأخيرة بشكل ملحوظ، وارتفعت حدة التنافس بين أصحاب المشاريع على تقديم المنتجات والخدمات للمستهلك في سوق صغيرة. فكيف ينظر المستهلك إلى هذا التنافس وهل أثر عليه إيجابا من حيث السعر والجودة؟

حسب استطلاع أجرته الوطن على عينة عشوائية من 1500 مشارك، رأى 83% من المستطلعة آراؤهم أن أسعار المنتجات والخدمات التي تقدمها المشاريع البحرينية الصغيرة "مبالغ فيها" فيما رأى 17% أنها "جيدة"

وفي استطلاع آخر شمل 1000 مشارك عن مدى تفضيل المستهلك للسلع البحرينية، قال 84% إنهم يفضلون شراء منتجات من ماركات عالمية معروفة فيما فضل 16% منهم منتجات المشاريع البحرينية.

وعلق أحد المشاركين بأن الجودة هي ما يبحث عنه المستهلك، وفي حال كانت الجودة متساوية فإن المنتج البحريني هو الأفضل.

وانتقد بعض المشاركين أسعار المنتجات البحرينية التي "تنافس الماركات العالمية بالسعر فقط، أما الجودة فعادة تكون أقل بكثير".

وقال أحدهم إن المنتجات البحرينية لا تفي باحتياجات المستهلك ولا يمكن الاستغناء عن الماركات العالمية.

ينقصها التسويق

حسين البوعركي (21 عاما) يعتقد بأن جودة المنتجات البحرينية "تتراوح بين الجيد والمقبول وقلما يوجد منتج بحريني ذو جودة عالية أو ممتازة". ويعزو البوعركي ذلك إلى "اعتماد أصحاب المشاريع على موارد أقل تكلفة لزيادة هامش الربح".

يفضل البوعركي شراء المنتجات من المشاريع البحرينية على الماركات العالمية "كنوع من الدعم لهذه المشاريع". ويقول "لو دعم غالبية المستهليكن المنتج البحريني لزادت الأرباح وارتفعت الجودة والقدرة على منافسة المشاريع العالمية. وهذا التوسع يخلق على المدى الطويل فرص عمل ويحسن النشاط التجاري في المملكة".

ويضيف "شريحة كبيرة من أصحاب المشاريع تنقصها المعرفة في التجارة والتسويق وتهدف إلى تحقيق الربح فقط، من خلال طرح أسعار مبالغ فيها تتجاوز التكلفة الفعلية للمنتج بنسبة تصل إلى 200% ما يؤدي إلى فشل المشروع في مرحلة ما".

وينصح البوعركي أصحاب المشاريع بـ"دراسة السوق والمبادئ الأساسية للتسويق والاقتصاد، وعدم البدء قبل وضع خطة كاملة للمشروع".

لا يفهمون القوة الشرائية

فيما تلفت هديل محمد (26 عاما) إلى عنصر التنظيم، بالقول إن "المشاريع الصغيرة في السنوات الست الماضية كانت مجرد مشاريع عشوائية تفتقر إلى التنظيم، أما اليوم فهنالك جهات ومؤسسات وبنوك تدعم هذه المشاريع وتصنفها بين صغيرة ومتوسطة فأصبح الجميع واعيا بأنواع هذه المشاريع وكيفية تنظيمها وتقييم جودتها وأسعارها".

وتضيف هديل إن كثيراً من أصحاب المشاريع البحرينية يفتقرون إلى فهم مستوى وطبيعة القوة الشرائية في السوق البحرينية.

وعما إذا كانت تقتني المنتجات المحلية أم تفضل الماركات المعروفة، تقول هديل "عندما يتعلق الأمر بشراء الملابس والأحذية أذهب إلى المحلات البحرينية إما اذا كنت أريد شراء مستحضرات تجميل أو أجهزة إلكترونية فأختار الماركات العالمية المعروفة. إن الامر يعتمد على نوع السلعة نفسها. ومع ذلك أحاول دعم المشاريع البحرينية قدر الإمكان خاصة المشاريع المختصة بالأطعمة. وأختار الشراء من المحلات المجربة تجنبا لأي مشكلة".

لا إبداع

تصف عائشة شويطر (29 عاما) بعض المشاريع البحرينية بأنها "مكررة وتفتقر للإبداع". وعلى الطرف المقابل، ترى عائشة أن "المستهلك البحريني أيضا ينقصه الوعي الكافي بالمنتج. فمثلا تعرض أحد أصحاب مشاريع الملابس الجاهزة والعبايات إلى الخسارة لأنه يستخدم خامة ذات جودة عالية مرتفعة السعر، في حين رأى المستهلك أن المنتج غالي السعر".

وتضيف عائشة "تلجأ غالبية أصحاب المشاريع إلى المواد الأقل سعرا لأن غالبية المستهلكين يبحثون عن الأرخص ويرفضون دفع أسعار عالية لمنتجات "صنعت في البحرين". ولا ننكر طبعا أن بعض المنتجات مبالغ بأسعارها".

وتتفق عائشة مع هديل في أن نوع السلعة يحدد مصدر شراءها "فمستحضرات التجميل والأجهزة الإلكترونية والحقائب والأحذية أفضل اقتناءها من الماركات العالمية، أما الأطعمة والملابس كالجلابيات والعبايات فيمكن شراؤها من مشاريع بحرينية كنوع من الدعم".