أكدت أستاذة علم النفس الاجتماعي والمعرفي المشارك ومنسقة برنامج الإعاقات التعلمية بجامعة الخليج العربي د.نادية التازي، أهمية التعاون بين الأسرة والمدرسة لدعم ومساعدة الأطفال ذوي صعوبات التعلم، وتوجيه الاهتمام إلى تدريب الأسر وخصوصاً الأمهات على كيفية التعامل مع المشكلات السلوكية التي يتعرض لها أبناؤهم.

شاركت التازي في المؤتمر الدولي في التربية الخاصة والعلوم الاجتماعية الذي عقد أخيراً بجامعتي "ماك جيل" و"طورونطو" بكندا، بهدف مناقشة مجموعة من القضايا الأساسية في التربية الخاصة والعلوم الاجتماعية وطرح التجارب الرائدة في المجال التربوي والاجتماعي كقضايا الإدمان لدى فئة الطلاب المراهقين، وعلاقته بالوسط الاجتماعي ، واتجاهات الأسر نحو دمج الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة وغيرها من القضايا.

وأكدت د.التازي خلال مشاركتها في المؤتمر بورقة عمل حملت عنوان: برنامج تدريبي للأمهات لمساعدة أطفالهن ذوي صعوبات التعلم"، على أهمية التواصل بين الأسرة والمدرسة لمساعدة الأطفال ذوي صعوبات التعلم، أوضحت من خلالها الدور الأساسي الذي تلعبه أسرة الأطفال ذوي صعوبات التعلم من حيث التفاعل النفسي والاجتماعي منذ مرحلة الطفولة المبكرة، إضافة إلى المؤسسات الاجتماعية الأخرى، بما في ذلك التفاعل بين الأسرة والمدرسة والذي يلعب دوراً أساسياً في صقل شخصية الطفل وتطوير مهاراته الحياتية والاجتماعية والأكاديمية.

وقالت: "الطفل من ذوي صعوبات التعلم يتميز بخصائص سلوكية ونفسية واجتماعية معينة مقارنة بالأطفال لذين لا يعانون من صعوبات التعلم، وذلك فيما يخص الدافعية والانتباه ومهارات التفكير والسلوكيات نحو كل هذه الأمور التي تؤثر على الجوانب الأكاديمية للطفل.

هدف البحث إلى تشخيص بعض المشكلات السلوكية الشائعة لدى الأطفال ذوي صعوبات التعلم والتي تتطلب التعاون والتواصل بين كل من الأسرة والمدرسة لمساعدة أبنائهم على التقليص من هذه المشكلات من جهة، إلى جانب التعرف على طبيعة هذه المشكلات التي تساعد الأسرة على الكشف المبكر، كما هدفت الدراسة إلى بحث أثر برنامج تدريبي موجه إلى أمهات الأطفال ذوي صعوبات التعلم في خفض مجموعة من المشكلات السلوكية.

وبينت النتائج أهمية تدريب الأمهات على مجموعة من المهارات والتقنيات السلوكية لتجنيب أطفالهن مجموعة من المشكلات السلوكية داخل البيت وداخل المدرسة، كما دلت النتائج على استمرارية خفض بعض المشكلات السلوكية داخل البيت وداخل المدرسة لأطفالهن ذوي صعوبات التعلم بعد البرنامج التدريبي الموجه للأمهات.

وأوصت التازي بالمزيد من الاهتمام بالتواصل بين الأسرة والمدرسة، مؤكدة أهمية التعاون بين الأسرة والمدرسة لدعم ومساعدة الأطفال ذوي صعوبات التعلم، وتوجيه الاهتمام إلى تدريب الأسر وخصوصا الأمهات على كيفية التعامل مع المشكلات السلوكية التي يتعرض لها أبناؤهم.

وهدف المؤتمر إلى طرح مجموعة من القضايا المرتبطة بالمشكلات الأكاديمية مثل الأخطاء التي يرتكبها الطلاب في مهارة الكتابة سواء تعلق الأمر باللغة الأم أو باللغات الأخرى، وقضية التكيف السلوكي وعلاقته بطبيعة المعايير الاجتماعية، مستعرضاً مجموعة من الدراسات الخاصة بدراسة حالات مختلفة من الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة، إذ عرضت التازي ملصقاً بحثياً بجامعة "طورونطو" يستعرض ذات النتائج التي توصلت لها في بحثها الأخير.