لاتزال "الجزيرة" القطرية تمارس سياسة التدليس والكذب ضد البحرين ورموزها وشعبها، بل وتحاول أن تطمس الحقائق الدامغة تحقيقاً لأهدافها وتنفيذاً لسياسات القائمين عليها والممولين لها، ما يجعلها جزءاً أساسياً من مشروع عدواني لبث الفوضى في الشرق الأوسط، وكانت البحرين إحدى محطاته الهامة.
وطبقا لتقرير نشرته "بنا" فقد بذلت تلك الفضائية المشبوهة جهداً غير مثمر لتحقيق أهدافها المخطط لها مستغلة في ذلك الوفورات المالية التي توفرت لدولة قطر، وعدم توفر مؤسسات سياسية فعالة هناك أو منظمات مجتمع مدني قادرة على المعارضة أو رفض خطط النظام في الدوحة، وسعت من وراء ذلك إلى تنفيذ السياسة الإيرانية وتفتيت المنطقة تحت شعارات براقة مثل الثورة والتغيير والديمقراطية.
لقد عملت "الجزيرة" كأداة متقدمة للسياسة القطرية، واعتمدت الدوحة في سبيل تحقيق أجندتها التي روجت لها القناة، على عدة آليات، أهمها:
1- استقطاب عضو الكنيست الإسرائيلي، عزمي بشارة، ليكون المخطط والمراقب لأداء الدوحة، والمدير التنفيذي الفعلي لمشروعها العدواني، والذي اُختير بعناية لعلاقته الاستخبارية المشبوهة، وقربه من "حزب اللات" اللبناني ومرجعياته في إيران.
2- إنشاء العديد مما سمي بمراكز الأبحاث والدراسات، التي بلغ عددها 39 مركزاً، وخطرها على الإطلاق ما كان ومازال يديره بشكل مباشر عزمي بشارة، إضافة إلى فروع لعدد من المراكز، وعلى رأسها معهد بروكنغز، الذي يرأس مجلس إدارته رئيس الوزراء ووزير الخارجية السابق حمد بن جاسم.
3- إنشاء العديد من الجمعيات تحت ستار العمل الخيري، تولى إدارة أغلبها أعضاء من العائلة الحاكمة، وهي التي عملت على تسهيل إيصال الدعم المالي للعديد من المنظمات الإرهابية حول العالم، بل وسهلت عمل المخابرات القطرية في مناطق النزاع، وقد بلغ عدد هذه الجمعيات ما يزيد عن 20 جمعية، حسب المركز الدولي للأبحاث والدراسات، وقد وضعت 4 من هذه الجمعيات في القائمة المشتركة التي أصدرتها الدول الداعية لمكافحة الإرهاب، ومن أهم هذه المنظمات؛ مؤسسة عيد آل ثاني، والهيئة القطرية للأعمال الخيرية، مؤسسة جاسم بن جبر، مركز قطر للعمل التطوعي، مؤسسة ثاني بن عبدالله للأعمال الخيرية.
4- رعاية منظمات تتستر بعباءة حقوق الإنسان في بعض الدول العربية والأوروبية، حيث أغدقت عليها الدوحة مئات الملايين من الدولارات ليتم استغلالها في التحريض على الدول العربية، من خلال ملفات حقوق الإنسان، مثل الكرامة والمستقبل وفرونت لاين وغيرها والتي تعمل في العديد من الدول، وكانت البحرين ضمن أبرز اهتماماتها.
5- إقامة مجموعة من المؤسسات الإعلامية، سواء داخل قطر أو خارجها، من أجل الترويج لمشروعها الخاص، وكانت قناة الجزيرة أحد أهم تلك المؤسسات، حيث أقيمت بمنحة مالية وصلت إلى 150 مليون دولار من الأمير السابق حمد بن خليفة، كما تقدم لها الحكومة القطرية مبالغ شهرية تصل إلى 30 مليون دولار.
وإضافة إلى الجزيرة، قامت الدوحة بتمويل عدد من المشاريع التي ظهرت خلال السنوات الأخيرة، منها: صحيفة "العربي الجديد" وتلفزيون "العربي" في لندن، والذي يديرهما ولو بطريق غير مباشر "عزمي بشارة" نفسه، حيث يتم تمويلهما بمبلغ 50 مليون دولار.
ومن المشاريع الأخرى جريدة "وطن" في لندن، و"موقع هافنغتون بوست العربي" في تركيا ويرأس تحريره مدير قناة الجزيرة الاسبق وضاح خنفر، إلى جانب العشرات من المواقع الإلكترونية الإعلامية حول العالم، والتي تصدر بالعربية والإنجليزية أيضاً.
لقد عملت "الجزيرة" منذ إنشائها في منتصف التسعينيات كأحد المحركين لمشروع الفوضى في الشرق الأوسط، واستهدفت من وراء ذلك الأمن القومي العربي، والتشكيك في الثوابت الوطنية.
ولأن البحرين كانت في عين التغيير والفوضى، فقد عملت القناة على وضعها في بؤرة تركيزها واهتمامها، وذلك عبر نشر الأكاذيب تارة وتضليل الرأي العالم المحلي والعالمي تارة أخرى، وتكفي الإشارة إلى أن موقع الجزيرة نت قد نشر عن البحرين ما يزيد عن 889 خبراً منذ مطلع عام 2011 وحتى منتصف يونيو 2017، كانت في معظمها أخبار سلبية وتخدم الجماعات الإرهابية وتروج لها.
وبنظرة سريعة وفاحصة على ما تحتويه رؤية ومضامين موقع الجزيرة نت بشأن البحرين، يظهر للقارئ حجم التدليس والتحيز ضد المملكة، ويلاحظ من خلال تحليل موضوعي لأهم ما تضمنه الموقع من معلومات عن البحرين أن المعالجة اتسمت بتشويه متعمد لصورة البحرين وتقديم الدعم اللامحدود للجماعات الإرهابية ولقيادتها، ويبدو ذلك واضحا من قراءة العديد من عناوين الأخبار والتقارير التي نشرها الموقع.
يضاف إلى ذلك أن الموقع ساهم في الترويج للجماعات الإرهابية وإظهارها على أنها حركات نضالية ساعية إلى الحرية والديمقراطية، وتعمد إظهار الأعمال الإرهابية التي ارتكبت في البحرين إبان أحداث 2011 على أنها احتجاجات ومطالبات سلمية، وهو ما يخالف الحقيقة، إضافة إلى تجاهل واضح للتطور الديمقراطي في البحرين، منذ انطلاق المشروع الاصلاحي لحضرة صاحب الجلالة.
وكانت آخر المصائب تلك التي تداولتها بعض وسائل الإعلام القطرية ومنها قناة الجزيرة، حيث فبركت خبرا على لسان صحيفة النبأ البحرينية الأسبوعية، وهو ما استدعى رداً قوياً من جانب جمعية الصحفيين البحرينية يوم 7 يوليو الجاري أعربت فيه عن شديد استنكارها لما قامت به الجزيرة من محاولة فبركة افتتاحية صحيفة النبأ البحرينية للعدد رقم (469) الصادر صباح الأربعاء الموافق 5 يوليو الجاري، والتلاعب عمداً بما تم نشره للإيحاء بافتراءات وأكاذيب مضللة لا تستند إلى واقع أو مصدر.
وأشارت الجمعية إلى أن ما تبثه (قناة الجزيرة) يؤكد يوماً بعد آخر مدى التزييف الإعلامي المستمر لأكثر من عقدين، ومحاولاتها المشبوهة لتفتيت مكونات شعوب المنطقة والتحريض على بث الفرقة ودعم الإرهاب، وهي السياسة التي طالما انتهجتها الجزيرة منذ منتصف تسعينات القرن الماضي، متجاهلة أخلاقيات العمل الإعلامي والمهنية الصحفية في نقل الخبر والتحقق من مصادره، وفبركة أخبار مشوهة تفتقد للمصداقية وتهدف لتحقيق أغراض مشبوهة.
إن ما قامت وتقوم به "الجزيرة" من تحريض واضح ضد مملكة البحرين، ما هو إلا غيض من فيض، في ذات الوقت الذي تتجاهل فيه هذه القناة وتوابعها كل الأحداث في قطر، بل لا تكاد تذكر شيئاً عما يجري هناك من انتهاكات جسيمة، وعلى رأسها الانتهاكات التي تقع بحق العمالة الاجنبية، حيث سقط ما يزيد عن 1200 عامل أجنبي تحت أنقاض المنشآت الرياضية التي تعمل الدوحة عليها استعداداً لاستضافة كأس العالم عام 2022.