أكدت رئيسة مجلس إدارة المركز الإقليمي العربي للتراث العالمي الشيخة مي بنت محمد آل خليفة، ضرورة الاهتمام بمواقع التراث الإنساني المعرّضة للخطر قبل أن تطالها يد التخريب والدمار.
وعلى هامش الدورة 41 لاجتماع لجنة التراث العالمي والمنعقدة في كراكوف بولندا، عقد المركز بالإقليمي العربي للتراث العالمي بالتعاون مع المركز الدولي للبحوث في اقتصاديات الثقافة ودراسات التراث العالمي (إيطاليا) حلقة نقاش حول التراث العالمي والتنمية الاقتصادية بعنوان "تجديد المناطق الحضرية في المدن التاريخية"، وذلك يوم الأحد الموافق 9 يوليو 2017 بمركز المؤتمرات في كراكوف، بحضور الشيخة مي بنت محمد آل خليفة، والمدير العام المساعد للشؤون الثقافية بمنظمة اليونسكو فرانشسكو باندارين وعدد من المتخصصين في مجالات الثقافة والتراث.
وفي بداية اللقاء كان للشيخة مي آل خليفة كلمة افتتاحية أشارت فيها إلى مبادرة الاستثمار في الثقافة، وأهمية تكريس هذه المبادرة لخدمة المشاريع الثقافية، وتكثيف الجهود الدولية لحماية الإرث الإنساني والحضاري لمختلف دول العالم، كما أشارت إلى ضرورة الاهتمام بمواقع التراث الإنساني المعرّضة للخطر قبل أن تطالها يد التخريب والدمار.
وتعرضت الحلقة النقاشية إلى موضوعات أساسية أبرزها ما قدّمته هيئة البحرين للثقافة والآثار من دراسة بعنوان "التحديات والفرص للتأهيل الحضري على مشروع طريق اللؤلؤ، شهادة على اقتصاد الجزيرة" وهو ثاني موقع بمملكة البحرين يتم تسجيله في قائمة التراث الإنساني العالمي عام 2012 العالمي. حيث قدّمت المهندسة مديرة مشروع طريق اللؤلؤ نورا السايح عرضاً حول مراحل عمل المشروع بدءاً من مرحلة التصور الأولي للمشروع وصولاً إلى المرحلة الحالية منه، حيث من يتم استكماله العام المقبل تزامنًا مع تتويج مدينة المحرّق عاصمةً للثقافة الإسلامية 2018، بالإضافة إلى ما تناوله م.غسان الشمالي من فريق عمل مشروع طريق اللؤلؤ في شأن الخطة الشاملة للمحافظة على الإرث الإنساني لمدينة المحرّق بشكل عام، والمنازل الواقعة على طريق اللؤلؤ بشكل خاص.
كما تطرّقت حلقة النقاش إلى موضوع الحفاظ على التراث المعماري، وتكييف البيئة التاريخية القديمة لمواجهة التحديات الحديثة: إعادة إحياء مدينة القدس القديمة، والذي قدمته الدكتورة شاديا طوقان مديرة المركز الإقليمي العربي للتراث العالمي. من جانبه قدّم المركز الدولي للبحوث في اقتصاديات الثقافة ودراسات التراث العالمي بالتعاون مع جامعة تورينو عرضاً للباحث في شؤون الاقتصاد الثقافي إنريكو بيرتاتشيني حول موضوع "التراث والتنمية المستدامة: حالة خطة التنمية الاقتصادية المحلية في بورت لويس، موريشيوس وخطة استثمار موقع ستوبينيغي أحد مواقع التراث العالمي في إيطاليا، فضلاً عن الاهتمام بمواقع التراث الثقافي في إشارة إلى مشروع استثمار بيت سافوي الملكي في شمال إيطاليا.
يذكر أن المركز الإقليمي العربي للتراث العالمي هو مركز من الفئة 2 يعمل تحت رعاية اليونسكو، وهو مؤسسة عامة بحرينية قائمة بذاتها ومستقلة، أسست بموجب بالمرسوم الملكي 53/2010 الصادر عن مملكة البحرين في 16 ديسمبر 2010 ، ويقع مقره في العاصمة البحرينية المنامة، أما المركز الدولي للبحوث في اقتصاديات الثقافة و دراسات التراث العالمي، في تورينو، فهو مركز من الفئة 2 أيضاً ويعمل بالتنسيق مع منظمة اليونسكو على تنفيذ اتفاقية التراث العالمي وأجندة اليونسكو "للثقافة و التنمية". كما يعمل المركز كأرضية مشتركة للتدريب والبحوث و الأنشطة وتبادل وتقاسم الخبرات والممارسات، فيما بين مختلف الجهات الأكاديمية والتعليمية العاملة في مجال اقتصاديات الثقافة وإدارة ممتلكات التراث العالمي لليونسكو.