قالت دراسة لهيئة تنظيم الاتصالات بمملكة البحرين إن 37.9% من المراهقين في البحرين الذين تتراوح أعمارهم ما بين 12 إلى 18 عاماً، تعرضوا للتنمر الإلكتروني.

وأطلقت الهيئة "المراجعة الوطنية لوضع السلامة على الإنترنت في البحرين" على موقعها الإلكتروني www.tra.bh التي تهدف إلى قياس مدى تعرض الشباب للمخاطر على الإنترنت في البحرين ووعيهم بتلك المخاطر.

وتضمنت شريحة البحث حوالي 2,433 مشاركاً، من بينهم 1637 شاباً تتراوح أعمارهم ما بين 12 إلى 18 عاماً من مختلف المدارس بالمملكة.

ومن بين كافة المخاطر على الإنترنت التي تم تحديدها من خلال الدراسة، تبين أن التنمر الإلكتروني هو أكبر المخاطر التي تهدد الشباب حالياً.

والتنمر الإلكتروني هو الإساءة لشخص وإيقاع الأذى به، باستخدام الأجهزة الإلكترونية المرتبطة بالإنترنت عبر مواقع التواصل الاجتماعي والرسائل النصية وغيرها.

وقالت مدير شؤون المستهلك بالهيئة مريم المناعي: "إن الآثار المترتبة من التعرض للتنمر الإلكتروني هي بحد ذاتها مشكلة كبيرة. وعلى الرغم من أن بعض أولياء الأمور والقائمون على رعاية الأطفال قد يعتبرونها مشكلة بسيطة، إلا أنه يتعين عليهم أن يدركوا أن هذا الخطر الكبير له تأثير بالغ ومؤثر على المدى البعيد تحديداً على الأطفال بما في ذلك الشعور بالضغط النفسي وعدم الانخراط في الحياة الاجتماعية والاكتئاب الحاد، بل ويمكن أن يترتب عن ذلك تراجع في المستوى الدراسي".

وتبين من الدراسة أن التصدي للتنمر الإلكتروني يجب أن يكون على رأس قائمة أولويات الجهات الحكومية والتربوية لحماية الشباب على الإنترنت، حيث أوضحت الدراسة أن 37.9% من المشاركين تعرضوا للتنمر الإلكتروني، إلا أن ما ينذر بالخطر هو أن 30% أقروا بأنهم شاركوا بأنفسهم في التنمر الإلكتروني.

ومن خلال تحليل تلك البيانات، تبين أن 23.1% من الشباب شاركوا في التنمر الإلكتروني وتعرضوا له في الوقت نفسه.

ووفقاً للدراسة، فإن أكثر الوسائط الثلاثة التي يتم فيها التعرض للتنمر الإلكتروني في البحرين بشكل كبير هي تطبيقات الرسائل الفورية والرسائل النصية القصيرة ومواقع شبكات التواصل الاجتماعي. ومن الأخطار التي تم تسليط الضوء عليها هي احتمالية الالتقاء بالغرباء على الإنترنت شخصياً.

ومن الواضح أن عدد الأشخاص الذين يشاركون معلوماتهم الشخصية مع الغرباء على الإنترنت والالتقاء بهم قد انخفض بشكل ملحوظ منذ عام 2010، حيث بلغت نسبة الأشخاص ممن شملهم الاستطلاع والذين قاموا بالالتقاء بالغرباء على الإنترنت 16.4% في عام 2015 مقارنة بـ43% في عام 2010 نظراً للمبادرات التوعوية المتعلقة بالأمن السيبراني التي قامت فيها الهيئة. ورغم أن هذا يعد مؤشراً إيجابياً، فإن الالتقاء بالغرباء على الإنترنت لاتزال تشكل قضية كبرى نظرًا لمدى إمكانية تأثيرها على الشباب.

وترى الهيئة أنه من الضروري أن يأخذ صانعو السياسات وأفراد المجتمع التربوي نتائج هذه الدراسة بعين الاعتبار، وأن يتخذوا الإجراءات الوقائية اللازمة بشأن التنمر الإلكتروني، وأن يقوموا بتثقيف وإرشاد الأشخاص بهذا الخصوص.