أكدت الأخصائية النفسية بمستشفى "رويال التخصصي" د.جاردينيا الصفار، أن التنمر أصبح ظاهرة منتشرة في أوساط المدارس يمارس من قبل طفل أو مجموعة من الأطفال يسببون أذىً نفسياً أو جسدياً ضد أطفال آخرين، مؤكدة أن تكثيف التواصل بين الأسرة والمدرسة هو العلاج الإيجابي للتنمر.
وأوضحت لـ"الوطن"، أن الأذى النفسي أو الجسدي، قد يمارس ضد الأضعف جسدياً أو ممن يعانون من أمراض أو إعاقات، مبينة أن الطفل المتنمر قد يعاني عواقب نفسية وسلوكية وبدنية لفترة طويلة مما يؤدي إلى الانتحار في بعض الأحيان.
وأضافت الصفار "هناك حالة استقبلها المستشفى عانت من التنمر، لطفلة تبلغ من العمر 13 سنة، حاولت الانتحار بسبب سخرية بعض الأطفال منها لوزنها الزائد، وأدى ذلك إلى الاكتئاب النفسي للطفلة".
وأكدت أن السبب الرئيس لانتشار ظاهرة التنمر، يتمثل في غياب التوعية المدرسية والأهلية، وفي بعض الأحيان يكون سبب التنمر هو مرض نفسي أو ضغوطات اجتماعية أو صعوبات تعلم ويجب معالجتها كي لا تزداد مع مرور الأيام.
وتابعت الصفار "في السنوات الأخيرة تعرف الناس على مفهوم التنمر وتأثيره الخطير على الحالة النفسية على المدى الطويل، حيث ازدادت معه الزيارات إلى العيادات النفسية"، مطالبة بتعليم المهارات الاجتماعية لدى الأطفال في المدارس، إلى جانب تعزيز دور الأسرة وبناء علاقة وطيدة بين الجانبين.
فيما أكد ستشاري ورئيس مستشفى "سيرين للطب النفسي" د.عبدالكريم مصطفى، أن البحرين كغيرها من المجتمعات تنتشر فيها ظاهرة التنمر، حيث تستقبل العيادات النفسية الكثير من الأطفال الذي يعانون التنمر، وهم مصابون بالاكتئاب وهو الأكثر انتشاراً والوسواس ورفض الذهاب للمدرسة واضطراب السلوك والإدمان والقلق وغير ذلك من الأمراض والمشاكل النفسية.
وعاد د.عبدالكريم، ليوضح أن أسباب التنمر عديدة منها ما يكون في الأسرة كتدليل الأطفال وعدم تعويدهم على مراعاة مشاعر الآخرين في البيت وأحياناً يكون المتنمر نفسه قد تعرض للتنمر في السابق فكأنه ينتقم في شخص ضحيته، وأحياناً يكون بسبب عدم اهتمام المدرسة بخطورة التنمر والاكتشاف المبكر له ومواجهته وتحذير الطلاب وأولياء أمورهم منه وإظهار الصرامة في التعامل معه وطمأنة الضحية بأن هناك من سيقف بجواره وأنه ليس وحده في المدرسة وأخذ الشكوى منه سواء كانت من الضحية أم ولي أمره على محمل الجد.
وقال "إن التنمر ينتشر أكثر لدى الأطفال والمراهقين وخاصة بين طلاب المدارس، ولكن إهمال التعامل معه قد يزداد مع الشخص ويشكل جوانب من شخصيته وعلاقاته بالآخرين ويظهر في مراحل عمرية أخرى بصور مغايرة ولكنها قد تكون ناشئة عن تعزيز سلوك التنمر لدى الشخص أثناء الطفولة أو المراهقة".
فيما أكد مصطفى، أن علاج التنمر يشمل السلوك نفسه وفي نفس الوقت علاج آثاره على الضحية، من خلال التعاون الجاد والمسؤول بين أولياء الأمور والمدرسة وإرسال رسالة للجاني والمجني عليه أن المجتمع لن يتحمل هذا السلوك ولن يقبله وسيقف له بالمرصاد.