كشفت رئيسة نادي البحرين للحدائق زهرة عبدالملك أن النادي "بصدد إنشاء مركز تدريب لتوسيع مجال العمل مع مؤسسات التربية والتعليم"، مشيرة إلى أن المركز سينفذ جزءا من برامجه التعليمية والتوعوية في فترة الصيف كجزء من الأنشطة الصيفية لطلبة المدارس، وسيقدم على مدار العام دروساً عملية لربات البيوت".

وقالت عبدالملك في حوار لوكالة أنباء البحرين (بنا) إن "البحرين حققت طفرة كبيرة في المجال الزراعي والاهتمام بالحدائق والزهور، ونشر هذه الثقافة، بتوجيهات سديدة من جلالة الملك المفدى ورعايته إقامة معرض البحرين الدولي للحدائق، وبفضل الجهود العظيمة لصاحبة السمو الملكي الأميرة سبيكة بنت ابراهيم آل خليفة قرينة العاهل المفدى، حتى أصبح معرض البحرين الدولي للحدائق قبلة للعارضين من كل أنحاء العالم".

كأس الملك للحديقة المنزلية

وعن مشاركات النادي في المجال الزراعي، أشارت عبدالملك إلى "المشاركة المستمرة في معرض الحدائق الذي تحول لمعرض دولي منذ 2004، وكان يسمى معرض الزهور والخضراوات منذ 1966. كما ينظم النادي مسابقات لجميع فئات المجتمع، مثل "كأس سمو الشيخ عيسى بن سلمان آل خليفة" طيب الله ثراه، و"مسابقات تجارب" التي يجري فيها استخدام خامات جديدة وزراعتها في حديقة المتسابق، و"كأس جلالة الملك للحديقة المنزلية" وهو من أهم الكؤوس التي يقدمها النادي في المعرض، وهو قائم على زراعة المتسابق حديقة في منزله والاهتمام بها على مدار العام".

وأضافت "يزود النادي المزارعين والمهتمين بالمعلومات الرئيسة حول كيفية العناية بالحدائق وحمايتها من خلال استخدام أفضل الطرق لمكافحة الآفات والحشرات بشكل يتلاءم مع مناخ البحرين (..) العديد من المزروعات انتشرت بفضل جهود أعضاء النادي، عبر نقل نباتات من دول أخرى تختلف ظروفها المناخية عن البحرين، وتوفير الظروف المناخية المناسبة لها".

وأكدت عبدالملك أن "صاحبة السمو الملكي الأميرة سبيكة لا تدخر جهداً لتطوير عمل النادي من خلال دعمها لأنشطته، وتقديم المعلومات والمقترحات التطويرية والدعم المالي لمجال عمله. وأقام النادي تحت رعاية سموها معرض تاريخ النادي في صور. كما تشرّف سموها النادي بزيارتها لجناحه في معرض البحرين الدولي للحدائق".

تاريخ من العطاء

وعن تاريخ النادي، قالت عبدالملك "البحرين للحدائق نادٍ دولي تأسس في العام 1965، بفضل الله تعالى ودعم المغفور له سمو الشيخ عيسى بن سلمان آل خليفة. أعضاء النادي من الأجانب والبحرينيين جمعهم الاهتمام بالزراعة، ومستقبلها في البحرين، والنادي عضو في الجمعية الملكية للبستنة في بريطانيا، وعضو في الجمعية الملكية لاتحاد منسقي الزهور في بريطانيا"، مضيفة أن "الجهود الدؤوبة للمغفور له سمو الشيخ عيسى بن سلمان آل خليفة في الاهتمام بالزراعة أسهمت في تأسيس النادي ووضعه في مكان متميز، وفي 1967 أصبح المغفور له سمو الشيخ عيسى الرئيس الفخري للنادي برغبة ملحة من سيدات الأعمال البحرينيات. ومن بعده واصل جلالة الملك المفدى، ما بدأه المغفور له من اهتمام، وحتى اليوم صاحب الجلالة هو الرئيس الفخري للنادي، وهذا موضع فخرنا واعتزازنا".

وقالت عبدالملك "كانت هناك رغبة ملحة من سيدات الأعمال البحرينيات لتأسيس نادٍ للحدائق من شأنه أن يكون منصة لتبادل الأفكار والخبرات، ويلعب أدواراً مهمة في زيادة الترابط بين العضوات. بدأنا الإجراءات اللازمة وقدمنا رغبتنا هذه في طلب، وبحمد الله تمت الموافقة من قبل سمو الشيخ عيسى".

برامج تعليمية

وحول أنشطة وبرامج نادي البحرين للحدائق، أكدت عبدالملك أن "الإنتاجية في النادي لا تقاس بالحجم بل بالعطاء، وعطاء النادي مستمر حتى اليوم بجهود مخلصة لأعضائه في سبيل التطوير والتحديث، لا سيما أن النادي يقبل العضوية من أي جنسية من أجل الاستفادة من الخبرات المختلفة والمتنوعة بهدف نشر الوعي الزراعي البيئي، مع العلم أن 99% من برامج النادي تعليمية وتوعوية وإرشادية، فهو نادٍ مهني ذو توجه زراعي بيئي".

وأضافت أن "النادي ينظم برامجاً بشكل سنوي تبدأ من سبتمبر حتى نهاية يونيو بشكل أسبوعي تتضمن تنظيم محاضرات، وورش تعليمية، وزيارات خارجية لمواقع ذات علاقة بالبيئة والزراعة. ويوجد عمل متبادل بين النادي وشركات تهتم بالزراعة ومنها شركة البتروكيماويات، حيث توجد في الشركة حديقة نباتية وأحواض لتربية الأسماك (..) وينظم النادي محاضرات بالتعاون مع أصحاب المشاتل، كتعليم طريقة التقليم الياباني للأشجار وزراعتها. ويواصل النادي التعاون مع وزارة التربية لغرس حب الزراعة لدى الطلبة، بتقديم ورش عمل تدريبية لطلبة المدارس الخاصة والحكومية، في تعاون قائم مع الوزارة منذ 1974".

وفصلت عبدالملك عن التعاون مع وزارة التربية بالقول "كانت بداية هذا التعاون المثمر في اختيار مدرسة للأولاد والبنات في المنامة، والاتفاق على زراعة حدائق مدرسية، وجرى إنجاز ذلك بفضل الله. وتنظم مسابقات سنوية لتلك الحدائق، فالمجال مفتوح أمام الطلبة للاشتراك في أكثر من مسابقة على مستوى المدارس الحكومية والخاصة. وتجرى تصفيات في معرض الحدائق لجميع المراحل العمرية بمشاركة أكثر من 70 مدرسة حكومية".

وزادت "استمر العمل مع الوزارة من خلال تنظيم "مسابقة الحديقة المصغرة" للأطفال من عمر 6 سنوات حتى 11 سنة. وتقوم المسابقة على زراعة حديقة من مواد زراعية طبيعية في المدارس، ويعرض كل طالب بذور تلك الحديقة في معرض الحدائق".

50 سنة مثمرة

وعن الكتب والإصدارات، قالت عبدالملك إن النادي دشن كتابه التاريخي "خمسين سنة مثمرة" بمناسبة مرور خمسين سنة على تأسيسه، وهو كتاب يوثق تاريخ النادي باللغتين العربية والإنجليزية، وكتاب "الحدائق والبستنة في البحرين" باللغة الإنجليزية الذي حقق انتشاراً عالمياً"، مضيفة أن "النادي بصدد تحويل نشرته الإخبارية الشهرية لمجلة "الداليا" المهتمة بالمجال الزراعي وستصدر كل ثلاثة أشهر، كما يعمل أعضاء النادي على المشاركة في المسابقة العالمية "التصوير الفوتوغرافي للحدائق" باسم المملكة".