حصة الفضالة: أكدت شخصيات شبابية أن ظاهرة انتشار المخدرات بأنواعها المختلفة مازالت منتشرة وآخذة في التصاعد رغم الجهود الكبيرة المبذولة من الجهات المختصة لمكافحة الظاهرة. وقالت لـ "الوطن" إنه ترجع الإشكالية الأساسية لضعف عقوبات القضاء في قضايا المخدرات رغم إقرار القانون البحريني لمجموعة عقوبات شديدة تصل للإعدام. ولفتت إلى أنه من الملاحظ أن القضاء لا يصدر أحكاماً مشددة على المتورطين في قضايا المخدرات. وطالبت الشخصيات الشبابية بمزيد من التشديد والردع من جانب الأحكام القضائية في قضايا المخدرات مما يضاعف من عملية المنع والردع لهؤلاء المجرمين. وأشاروا إلى أهمية مشاركة جميع مؤسسات المجتمع وكافة فئاته وأطيافه في القضاء على تلك الظاهرة الخطيرة نهائياً. من جانبه، قال أمين سر مركز شباب البحير خالد المريسي إن "للجمعيات والمؤسسات الشبابية دوراً كبيراً في إبعاد الشباب عن المخدرات والإدمان عبر دمجهم في الأنشطة وتنمية مواهبهم، خصوصاً بالنسبة للشباب الذين يتركون الدراسة في الإعدادي أو الثانوي فالورشات الشبابية تساعدهم وتأخذ بأيديهم لبناء المستقبل". وأشار إلى أنه تكاد تجمع جميع الدراسات النفسية والاجتماعية التي أجريت على أسباب تعاطي المخدرات وبصفة خاصة بالنسبة للمتعاطي لأول مرة، على أن عامل الفضول وإلحاح الأصدقاء أهم حافز على التجربة كأسلوب من أساليب المشاركة الوجدانية مع هؤلاء الأصدقـاء. فيما يرى صالح يوسف أن "المؤسسات والوزارات هي المعنية بالدرجة الأولى بتوعية وردع المدمنين. ويأتي بعدها دور المراكز الشبابية"، مضيفاً "يجب شغل الشباب بشيء مفيد ليبتعدوا عن الإدمان والتطرف. ففي هذا السن يكون الشاب محباً للحماس والتجربة وإذا لم يستثمر حماسه بالمفيد فسينجر مع تجربة أي شيء (..) على الوزارات والمؤسسات أن تندمج مع الشباب وتأخذ بآرائهم وأفكارهم لكي يندمجوا في المجتمع ويصبحوا جزءاً فعالاً". وأكد أنه لاشك أن وجود الفراغ مع عدم توفر الأماكن الصالحة التي تمتص طاقة الشباب كالنوادي والمتنزهات وغيرها يعتبر من الأسباب التي تؤدي إلى تعاطي المخدرات أو المسكرات وربما لارتكاب الجرائم، مشيراً إلى أن أنه قد يرجع ذلك إلى ما يقوم به بعض المراهقين من محاولة إثبات ذاتهم وتطاولهم إلى الرجولة قبل أوانها عن طريق تقليد الكبار في أفعالهم وخاصة تلك الأفعال المتعلقة بالتدخين أو تعاطي المخدرات من أجل إطفاء طابع الرجولة عليهم أمام الزملاء أو الجنس الآخر. في حين يلفت عمر مختار إلى أن "للمؤسسات الشبابية دوراً كبيراً، لكن بعد الإدمان يصبح المدمن ميتاً في جسد حي ولا يتقبل النصيحة. وهؤلاء يجب ردعهم وتخويفهم من العقوبة فمن أمن العقوبة أساء الأدب"، مضيفاً "الشباب أكثر عرضة للمخدرات لأنهم يخالطون كل الأجناس في فترة المراهقة. وينبغي أن يتعزز الاتصال بين المجتمع والشرطة، وأن يكون هناك سلاح تخويف للمدمنين". وقال إن توفر المال في يد بعض الشباب بسيولة قد يدفعه إلى شراء أغلى الطعام والشراب وقد يدفعه حب الاستطلاع ورفقاء السوء إلى شراء أغلى أنواع المخدرات والمسكرات، وقد يبحث البعض منهم عن المتعة الزائفة مما يدفعه إلى الإقدام على ارتكاب الجريمة، لافتاً إلى أنه يقع بعض الشباب فريسة لبعض الأوهام التي يروجها بعض المغرضين من ضعاف النفوس عن المخدرات وخاصة المنبهات على أنها تزيد القدرة على التحصيل والتركيز أثناء المذاكرة وهذا بلاشك وهم كاذب ولا أساس له من الصحة بل بالعكس قد يكون تأثيرها سلبياً على ذلك.