أكدت نخبة من المهندسات البحرينيات ضرورة التزام المهندسة البحرينية بمسؤولياتها المهنية والمجتمعية، قبل مطالبة المجتمع بتقديرها، مشيرات إلى أن المرأة البحرينية واجهت الكثير من التحديات في مواقع العمل، واستطاعت التغلب عليها، وأثبتت على مر السنوات أنها لا تقل كفاءة عن زميلها المهندس.

وأكدت المدير الإداري لمركز الهندسة، المهندسة شهربان شريف في تصريح لوكالة أنباء البحرين "بنا" أن كل عمل يحقق الطموح يعد مناسباً للمرأة البحرينية في كافة المجالات لكونها اعتادت إنشاد الطموح على كافة الأصعدة، مشيرة إلى أن ظروف العمل الهندسي قد تشكل صعوبة أمامها، مطالبة بضرورة التزام المهندسة البحرينية بأخلاقيات المهنة وبتحملها مسؤولياتها المهنية والمجتمعية، قبل مطالبة المجتمع بتقديرها.

وأوضحت أن دراستها للهندسة جاءت بمحض الصدفة، عندما ابتعثت عقب حصولها على المركز الأول في الثانوية العامة لدراسة الطب في جامعة ببيروت، ومع ظروف الحرب في لبنان تم تحويل البعثة إلى الولايات المتحدة الأمريكية وهناك اقنعها أحد الزملاء بتحويل البعثة لدراسة الهندسة المدنية.

وأكدت أنه وفقاً لتجربتها الشخصية حيث حصلت على كل التقدير والاحترام من زملائها في العمل على كافة المستويات، وشددت على ضرورة أن تتحمل المهندسة البحرينية عبء المساهمة في إعلاء مستوى المهنة والانخراط في مسيرة بناء المجتمع عبر تنمية قدراتها الذاتية بالتعليم المستمر، وعليها أن تكون عضواً مساهماً وفاعلاً في المجتمع من خلال عملها المهني ونشاطها التطوعي في إطار الشراكة والمسؤولية الاجتماعية.

وأشادت شريف بجمعية المهندسين البحرينية مؤكدة أنها لا تزال تعد بيت المهندسين والبوتقة التي تجمعهم في مجال عمل مهني تطوعي متميز، مشيدة بدعم المهندس البحريني لزميلته البحرينية.

وأشادت بدور المجلس الأعلى للمرأة في دعم المهندسة البحرينية، مضيفة، "شعور جميل أن يخصص عام 2017 للاحتفاء بالمرأة البحرينية المهندسة، وبهذه المناسبة أتمنى من إنجاز دراسة ميدانية عن وضع خريجات الهندسة في كل تخصص واحتياجات سوق العمل بشكل دوري وأسباب تعثر دمج المهندسات فيه".

وأكدت ضرورة التركيز على التعليم القائم على المخرجات وذلك لسد الفجوة بين متطلبات سوق العمل ومخرجات البرامج الأكاديمية، متمنية من جمعية المهندسين إنشاء قاعدة بيانات موحدة لكل المهندسات البحرينيات في المملكة لحصر الكفاءات المتواجدة بشكل علمي ولتسهيل سبل التواصل معها، كما دعت إلى الاستفادة من طاقات وخبرات المهندسات المتقاعدات المهنية في مختلف اللجان الاستشارية وذلك لضمان استمرارية عطائهن.

وأعربت عن تطلعها في انضمام المهندسة البحرينية إلى مجلس إدارة "الاتحاد الهندسي الخليجي" و"اتحاد المهندسين العرب" ولجان "الاتحاد العالمي للمنظمات الهندسية" المختلفة، مطالبة بمساهمة الجهات المعنية في تمكين المهندسة البحرينية ودعم طموحاتها عبر تذليل الصعاب وإفساح تكافؤ فرص حقيقية لها.

من جهتها أكدت المديرة الإدارية لشركة "المهندسون المعماريون" المهندسة غادة المرزوق أن المهندسة البحرينية تواجه بعض الصعوبات، وقد يميز بينها وبين الرجل، وأن الوضع في مملكة البحرين يدعم المرأة المهندسة، وأن مختلف الجهات المعنية في المملكة تدعم المرأة المهندسة على مختلف الأصعدة.

وأشارت المرزوق إلى أنه في بداية عملها في المجال الهندسي منذ 35 عاماً كان بعض العمال يستغربون من وجود امرأة في مواقع العمل الهندسي، موضحة أنه مع الوقت بدأ العمال يعتادون على التعامل مع المرأة المهندسة في مواقع العمل.

وطالبت المرزوق جمعية المهندسين بدعم المهندسين والمهندسات، وبتعدد أدوارها تجاه منتسبيها، مشيرة إلى أن دور الجمعية يقتصر على الدور التدريبي والإعلامي للمهندسين أكثر مما يركز على قضاياهم وهمومهم، مؤكدة أن المهندسين يأملون أن تكون هناك جهة يرجعون إليها عندما تواجههم مشكلة ما، بالإضافة إلى توفر بعض المكتسبات سواء كانت مكتسبات تأمينية وإسكانية وطبية.

وتؤكد المرزوق أن المجلس الأعلى للمرأة يدعم المرأة في شتى مجالات العمل، وأن هذه المساندة سوف تفتح الميادين المختلفة أمام المرأة، لمساعدتها للحصول على مزيد من المكتسبات.

وأكدت المهندسة المتقاعدة إيمان الأنصاري أن التخصص الهندسي يتطلب مواصلة العلم والتطبيق والمجهود المتواصل.

وقالت إن المهندس لن يتطور إلا بمواصلة العلم والتطبيق المستمر، مشيرة إلى أن المهندسة البحرينية، لابد أن تحرص على امتلاك العلم الواسع والأفق المرن، والتطبيق الممتزج بالتمرس للوصول إلى درجات من التنمية المهنية في هذا التخصص.

وأوضحت أن المحاضرات العلمية المتخصصة التي تنظمها جمعية المهندسين البحرينية تمنح منتسبي الجمعية فرصة لتجديد المعلومات ومزيد من الأفاق المتطورة التي تخدم التخصص والمتخصصين، مشيدة بدور المجلس الأعلى للمرأة بدعم المهندسة البحرينية والاهتمام بها في كافة الميادين.