سلسبيل وليد

اعتبر رجال دين مطالبات قطر بتدويل الحج "مطالبات مسمومة ووراءها أغراض فاسدة لا تريد إلا الشر بالمسلمين"، مشيرين إلى أن "المملكة العربية السعودية معروفة برعايتها للحجاج باختلاف توجهاتهم ودولهم، فهي تستقبل حجاجاً حتى من الدول التي تعادي المملكة".

وقالوا لـ"الوطن" إن "الدوحة أصبحت تتكلم بلسان إيران وتحرض الدول غير الإسلامية على دولة إسلامية تقوم بواجبها الديني. وهذا يخالف نصوص الشريعة الإسلامية"، مؤكدين أن "ذلك لم ولن يغير من مكانة السعودية في قلوب المسلمين".

تحريض على المسلمين

وأوضح الشيخ عدنان القطان أن السعودية "لم تقصر في رعايتها الحرم المكي، ورحبت بالحجاج القطريين، ومن المعروف بأن السعودية تستقبل جميع الحجاج باختلاف توجهاتهم السياسية ودولهم منذ عشرات السنين فلا ينبغي لقطر أن تدعو لتدويل الحج لأن هذا الأمر خطير، وهو دعوى إيرانية دون شك"، مضيفاً أن إيران كانت تدعو دائما إلى تدويل الحج وموافقة قطر على هذه الدعوة يعني أن الدوحة تتكلم بلسان إيران. فلا ينبغي أن تخرج هذه الدعوة من دولة خليحية شقيقة فتتصرف هذا التصرف المسيء لها وينبغي أن تتقي الله ولا تحرض على المسلمين".

وطالب القطان قطر بمراجعة نفسها والاستجابة لمطالب الخليج، حتى تسير الأمور بمسارها الطبيعي، لافتاً إلى أن "قطر تطاولت على السعودية، فلا أحد يشكك بدور السعودية في توفير أفضل حج للمسلمين وتوفير الخدمات والرعاية لهم، لكن إيران ومن يتبعها يدعون إلى إشاعة الفوضى في الحرمين".

ليس في مصلحة قطر

وقال الشيخ عبداللطيف المحمود إن "ما حدث بين قطر من جهة ومجلس التعاون الخليجي والدول العربية من جهة أخرى شيء مؤسف وغير منتظر من أشقاء تجمعنا معهم الجيرة والدين والترابط العائلي. وإذا تركنا هذا الموضوع للساسة وقيادات الدول فإن الموقف الأخير من الحكومة القطرية بتدويل موضوع الحج أمر أشد أسفاً مما حدث في السابق".

وأضاف المحمود أن "السعودية أثبتت أهليتها للعناية بالحرمين الشريفين عبر الجهود الكثيرة التي تقدمها للحرمين من صيانة ونظافة وتوسعة وفتح الأبواب لجميع المسلمين في العالم للحج والعمرة. حتى مع الدول التي لديها خلافات مع السعودية كانت المملكة دائماً تتخذ مواقف موضوعية حتى لا يمنع أحد من حج بيت الله تعالى أو من زيارته".

ولفت المحمود إلى أن "قطر تسعى لتجييش الدول غير الإسلامية ضد دولة إسلامية تقوم بواجبها الديني، وهذا أمر يخالف نصوص الشريعة الإسلامية والله تعالى يقول موجها نداء للمومنين "ولا يجرمنكم شنآن قوم على ألا تعدلوا"، فيجب أن يعدلوا أقرب للتقوى"، مؤكداً أن "ما يحدث ليس في مصلحة قطر أبداً ولن يؤثر على موقف السعودية ومكانتها. حاولت قبلها بعض الدول العربية الاشتراكية في فترة الستينات، كما حاول نظام ولاية الفقيه منذ أن قامت الثورة إلى أيامنا الحاضرة ولكنها جميعها باءت بالفشل".

لا يجوز شرعاً

فيما قال الشيخ صالح غالب "لا أحد ينكر الجهود الكبيرة للسعودية بتقديم جميع الخدمات والرعاية للحجاج، فجهودها تذكر وتشكر ولا ينكرها إلا جاحد. ومن ينظر إلى بيت الله الحرام يجد أن هذا الجهد واضح وجلي".

وأضاف أن المطالبة بتدويل الحرمين "مسمومة ووراءها أغراض فاسدة لا تريد إلا الشر بالمسلمين وإشاعة الفوضى في البلاد المسلمة فمن يطالب بهذه المطالبات لا هم له إلا إثارة الفوضى في العالم الإسلامي والعربي. نذكر القطريين برابطة الأخوة والنسب فلا ينبغي أن تكابر الدوحة في هذه المواقف وتدخل بهذه المتاهات، فمطالباتها خاطئة ولا تجوز شرعاً ويجب أن تعود إلى رشدها ولا تجعل نفسها مطية لإيران".

وأكد غالب أن الخطاب القطري المتعلق بالحج "خارج عن المألوف واصطياد في الماء العكر. كأنما الدوحة تتكلم بلسان ايران لكن ذلك لم ولن يؤثر على مكانة السعودية".