أكد خبراء ومحللون أن البحرين، بتاريخها العريق وأصالة شعبها العربي، ستبقى منارة للعلم والثقافة والحضارة، وقبلة لكل الباحثين عن الحرية في ظل المشروع الإصلاحي الذي أطلقه حضرة صاحب الجلالة الملك المفدى، والذي يعتبر نقطة مضيئة في تاريخ المنطقة الحديث، مطالبين حكام قطر بإعادة قراءة التاريخ ليعرفوا عراقة البحرين وحضارتها وأصالة شعبها.
جاء ذلك في حلقة جديدة من برنامج "ما وراء الخبر"، والذي يبث يومياً على تلفزيون البحرين، بمشاركة نائب رئيس مجلس أمناء مركز عيسى الثقافي، الشيخ د.خالد آل خليفة، ومن السعودية الرئيس السابق لمجلس إدارة جمعية الثقافة والفنون سلطان البازعي، ورئيس مركز الخليج للدراسات الاستراتيجية د.عمر الحسن، للرد على مهاترات بعض وسائل الإعلام القطري التي تحاول الاستخفاف بالبحرين وبعراقة تراثها وأصالة شعبها.
وقال د.الشيخ خالد آل خليفة، إن البحرين لديها من التاريخ والحضارة والبنية التحتية، ما لم يوجد في قطر، لذلك فمن المضحك أن نسمع مثل هذه الفبركات والأكاذيب، خصوصاً من قطر، مضيفاً أنه لا يوجد وجه مقارنة بين البحرين وقطر على كثير من المستويات، خصوصا الحضاري والتاريخي والثقافي.
وأوضح أن تاريخ قطر مرتبط بالكيان الأول للدولة التي قامت على أكتاف العتوب عام 1766، حيث إن هجرة العتوب من الكويت إلى شبه جزيرة قطر ساهمت في تحويل المنطقة ذات الكثبان الرملية إلى مدينة كبيرة ومهمة وهي الزبارة، مضيفاً أنه في عام 1766، أسس آل خليفة الكرام نواة الدولة الأولى التي توسعت فشملت البحرين؛ فالنواة في الزبارة، وبالتالي لا يوجد تاريخ لقطر إلا بالعتوب، حيث ظلت هذه الدولة قائمة بكيانها إلى عام 1937، وظلت الزبارة تخضع لحكم مباشر من آل خليفة.
وأضاف الشيخ د.خالد آل خليفة أن قطر ورغبة في صناعة تاريخ لها، قامت بإنفاق الملايين من الدولارات على اقتناء الآثار واللوحات من مختلف بقاع العالم وعرضها في ما يعرف عندهم بالمتحف الوطني.
أما الجانب الحضاري؛ فالبحرين لديها تاريخ يمتد إلى ما يزيد عن 5 آلاف عام، هي عمر الحضارة البحرينية، والتي تواصلت مع الحضارات المجاورة والامبراطوريات والدول والكيانات السياسية القائمة آنذاك في بلاد الرافدين والهند والسند.
ونوه الشيخ د.خالد آل خليفة إلى أنه عندما هاجم آل ثاني الزبارة عام 1937، كان هناك فيها 6 أو 7 مساجد، وهو ما يدلل على ما كانت تتمتع به من استقرار وعمران واقتصاد متطور.
وعن الإنجازات البحرينية الحضارية، أشار د.خالد آل خليفة إلى أن البحرين بلد محدود الموارد، ولكن هذه المحدودية لم تحد من قدرة البحريني وطموحاته، فأنشأ البنى التحتية منذ عشرينيات القرن الماضي، وشهدت البحرين تطوراً إدارياً وقوانين قبل ما يزيد على 100 عام، مقابل محاولات قطرية لم يتجاوز عمرها الـ20 عاماً، وأغلبها تم شراؤه بالمال، إضافة إلى أن البنية التحتية في قطر ضعيفة للغاية رغم ما تراه من ناطحات سحاب، ولكن في الحقيقة أكثر من 70% منها فارغاً ولا يتم استغلاله.
وتطرق د.خالد آل خليفة إلى ما يروجه الإعلام القطري من فبركات وأكاذيب وإسفاف، بهدف إقناع الشعب أنهم يعيشون في دولة قوية وعظيمة وتستطيع أن تؤثر في التطورات السياسية.
وعن الريادة البحرينية في البناء الحضاري والثقافي، أوضح أن البحرين اعتمدت منذ عقود طويلة على أبنائها، واستثمرت فيهم استثماراً حقيقياً، ولذلك كانوا البناة الحقيقيون للنهضة البحرينية، ما أكسبهم خبرة كبيرة، ساهمت في تحقيق الإنجازات التي نراها اليوم.
واستشهد آل خليفة بالانتخابات الحرة والمباشرة التي يمارس فيها المواطن البحريني حقوقه السياسية، والتي انطلقت قبل حوالي 90 عاماً، عندما انتخب البحرينيون أول مجلس بلدي على مستوى الوطن العربي عام 1919، وقد توسعت هذه التجربة مع المشروع الإصلاحي لحضرة صاحب الجلالة الملك المفدى، فشهدت البحرين ثلاث دورات انتخابية، نيابية وبلدية، أشاد بنزاهتها العالم أجمع، في حين لا يمكن أن ترى أيا من مظاهر المشاركة الشعبية في صنع القرار في قطر.
وأضاف أن الحراك السياسي والمجتمعي في البحرين دليل آخر على التحضر والمدنية التي يعيشها الشعب، حيث الجمعيات السياسية، بما فيها الجمعيات المعارضة والتي تشكل جزء من الكيان السياسي في تركيبتنا، ما يساهم في تعزيز حرية الرأي والتعبير والتي كفلها الدستور والتشريعات المختلفة، بينما في قطر تم الحكم بالسجن لمدة 15 عاماً على شاعر كتب قصيدة اعتبرت أنها مسيئة، وبالتالي فإنه لا يجور لقطر أن تتحدث عن الديمقراطية أو حرية الرأي والتعبير.
وعن الأزمة السياسية الحالية، أوضح د.خالد آل خليفة أن هناك محاولات جادة لحل الأزمة القطرية، لكن في الحقيقة أن البحرين لديها معلومات أكيدة عن التورط القطري الإيراني في زعزعة الأمن والاستقرار، من خلال ما قدمته قطر من دعم مادي ولوجستي وإعلامي للجماعات الإرهابية الذين أرادا الاستيلاء على البحرين بكاملها، ما يؤكد أن قطر لاتزال ترتبط بتاريخها الدموي الطويل والصراع بين ساستها وقياداتها، في حين أن البحرين لم تعرف مثل هذه الصراعات، بل وجهت كل إمكانياتها وجهودها للبناء والتطور وتأسيس حياة مدنية وإدارة حديثة، فيما الجانب القطري عاش تاريخاً طويلاً على التنازع والحروب، لذلك ليس مستغرباً على قطر اليوم أن تنتهج مثل هذه السياسات.
وأكد نائب رئيس مجلس أمناء مركز عيسى الثقافي، أن حكام قطر لم يستطيعوا فهم الحكمة والمرونة من قبل البحرين والسعودية والإمارات، واعتبروها تنازلات من قبلهم، ولكن هذه الحكمة كانت حفاظاً على وحدة الصف الخليجي والنسيج الاجتماعي بين شعوب الخليج العربي، وهو ما حاولت قطر استغلاله والإساءة والتدخل في الشؤون الداخلية لهذه الدول، ولكن الحقيقية أن دولة بعمر قطر لا تستطيع الوقوف أمام دول عملاقة ذات تاريخ عريق.
فيما أشار الرئيس السابق لمجلس إدارة جمعية الثقافة والفنون، إلى أن ما يمكن أن يقال عن البحرين الحضارية كثير جدا، والسبب العراقة التاريخية للمنطقة والحضارة التي نشأت على أرضها منذ آلاف السنين.
وقال "حتى في العصر الحديث، كانت البحرين معروفة دائماً كمنارة إشعاع ثقافي وتعليمي للمنطقة، حيث أنها أول مجتمع وجد به التعليم للأولاد والبنات بشكل منتظم، وأول مجتمع يقبل الآخر، فكانت البحرين واحة السلام ولطلب الرزق والتجارة في الأوقات الصعبة التي مرت على منطقة وسط الجزيرة العربية، لذلك كانت منطقة وملاذاً للهجرة والتعلم.
واستعرض البازعي تجربته الشخصية خلال زياراته المتكررة إلى البحرين، موضحاً أن الزائرين للبحرين يشعرون بالعمق الحضاري من خلال الأماكن التاريخية والنشاط الحيوي في مجالات الثقافة والفنون.
وأكد أن البحرين كانت مقصداً لجميع الفنانين والمثقفين والشعراء، حيث يجدوا المناخ الملائم للحالة الإبداعية المستمرة والمنتظمة، وهذا سر من أسرار شعب البحرين، الذي يملك القدرة على الخلق والابتكار والإبداع، وقادر على إثبات نفسه من خلال قوة العطاء.
ووجه كلمة للأشقاء في قطر أعرب فيها عن أمنيته أن تستغل دولة قطر النعمة التي حباها الله بها لتطوير الجوانب الحضارية والفكرية والاقتصادية، وتنمية شعبها على مختلف الصعد، مبدياً أسفه على كون كل هذه الاستثمارات تذهب إلى خارج مسارها وخارج مصلحة الشعب القطري، بل تكون وسيلة للتعدي وسفك دماء شعوب مسالمة في العالم، وما يؤكد أن من يديرون هذه السياسة عناصر ضعيفة وغير مدركين لأبجديات حكم الدول.
وشارك في الحوار عبر الأقمار الاصطناعية من لندن رئيس مركز الخليج للدراسات الاستراتيجية، د.عمر الحسن، والذي استهل حديثة بالقول إن "البحرين في القلب دائماً"، مضيفاً أنه كانت ومنذ 5 آلاف سنة منبعاً للعلم والثقافة والحضارة، وخلال هذا التاريخ الطويل فالبحرين مر عليها كثير من الجنسيات والأنظمة، لكنها ظلت بلداً عربياً، وكل ما فيها عربي.
وأضاف الدكتور الحسن أنه ومع توالي حكام آل خليفة الكرام تحولت البحرين إلى واحة حضارية، إلى أن تولى الحكم المغفور له بإذن الله، الشيخ عيسى بن سلمان آل خليفة، حيث شهدت البحرين نقلة نوعية، رغم أنها كانت تحت الحماية البريطانية، فمارست الحكومة البحرينية السيادة كاملة، وكان فيها مرتكزات هامة للعمل السياسي والاقتصادي والاجتماعي، موضحاً أن ذلك ليس بغريب على البحرين وأهلها، حيث كان في البحرين مدارس منذ عام 1819م، وبدأ التعليم النظامي للأولاد في عام 1919 تبعه عام 1928 مدارس للبنات ، وكل ذلك بنى على خلفية تاريخية وحضارية ميزت البحرين عن محيطها الجغرافي، بل وجعلها مشعلا من مشاعل العلم والفكر.
وعن الاستهداف القطري لمملكة البحرين، ومحاولات الدوحة زعزعة الأمن والاستقرار، أشار الحسن الى أنه من المؤمل أن يعود حكام قطر إلى الحضن الخليجي، مضيفاً أن هذا النظام تمادى كثيراً وأعني بذلك نظام الوالد حمد بن خليفة، أما النظام الحالي فهو ينفذ تعليمات ولا يستطيع أن يغير ما تم رسم خطوطه سابقا، خصوصاً ما عمل عليه حمد بن جاسم طوال عقود.
وأكد الحسن أن على الأمير تميم بن حمد أن يتخلص من التركة الثقيلة لوالده ولحمد بن جاسم، وأن يفتح صفحة جديدة تجاه دول الخليج العربية، خصوصاً السعودية والبحرين، حيث أن النظام السابق أساء للخليج ولاتزال مفاصله تعمل في الدولة القطرية إلى اليوم.
ودعا الحسن الأمير تميم ومن معه من قيادات شابه أن ينتفضوا على التركة الثقيلة ويعودوا إلى الحضن الخليجي، لأن التحالف مع إيران وتركيا سيكون ضرباً من ضروب الانتحار السياسي.
{{ article.visit_count }}
جاء ذلك في حلقة جديدة من برنامج "ما وراء الخبر"، والذي يبث يومياً على تلفزيون البحرين، بمشاركة نائب رئيس مجلس أمناء مركز عيسى الثقافي، الشيخ د.خالد آل خليفة، ومن السعودية الرئيس السابق لمجلس إدارة جمعية الثقافة والفنون سلطان البازعي، ورئيس مركز الخليج للدراسات الاستراتيجية د.عمر الحسن، للرد على مهاترات بعض وسائل الإعلام القطري التي تحاول الاستخفاف بالبحرين وبعراقة تراثها وأصالة شعبها.
وقال د.الشيخ خالد آل خليفة، إن البحرين لديها من التاريخ والحضارة والبنية التحتية، ما لم يوجد في قطر، لذلك فمن المضحك أن نسمع مثل هذه الفبركات والأكاذيب، خصوصاً من قطر، مضيفاً أنه لا يوجد وجه مقارنة بين البحرين وقطر على كثير من المستويات، خصوصا الحضاري والتاريخي والثقافي.
وأوضح أن تاريخ قطر مرتبط بالكيان الأول للدولة التي قامت على أكتاف العتوب عام 1766، حيث إن هجرة العتوب من الكويت إلى شبه جزيرة قطر ساهمت في تحويل المنطقة ذات الكثبان الرملية إلى مدينة كبيرة ومهمة وهي الزبارة، مضيفاً أنه في عام 1766، أسس آل خليفة الكرام نواة الدولة الأولى التي توسعت فشملت البحرين؛ فالنواة في الزبارة، وبالتالي لا يوجد تاريخ لقطر إلا بالعتوب، حيث ظلت هذه الدولة قائمة بكيانها إلى عام 1937، وظلت الزبارة تخضع لحكم مباشر من آل خليفة.
وأضاف الشيخ د.خالد آل خليفة أن قطر ورغبة في صناعة تاريخ لها، قامت بإنفاق الملايين من الدولارات على اقتناء الآثار واللوحات من مختلف بقاع العالم وعرضها في ما يعرف عندهم بالمتحف الوطني.
أما الجانب الحضاري؛ فالبحرين لديها تاريخ يمتد إلى ما يزيد عن 5 آلاف عام، هي عمر الحضارة البحرينية، والتي تواصلت مع الحضارات المجاورة والامبراطوريات والدول والكيانات السياسية القائمة آنذاك في بلاد الرافدين والهند والسند.
ونوه الشيخ د.خالد آل خليفة إلى أنه عندما هاجم آل ثاني الزبارة عام 1937، كان هناك فيها 6 أو 7 مساجد، وهو ما يدلل على ما كانت تتمتع به من استقرار وعمران واقتصاد متطور.
وعن الإنجازات البحرينية الحضارية، أشار د.خالد آل خليفة إلى أن البحرين بلد محدود الموارد، ولكن هذه المحدودية لم تحد من قدرة البحريني وطموحاته، فأنشأ البنى التحتية منذ عشرينيات القرن الماضي، وشهدت البحرين تطوراً إدارياً وقوانين قبل ما يزيد على 100 عام، مقابل محاولات قطرية لم يتجاوز عمرها الـ20 عاماً، وأغلبها تم شراؤه بالمال، إضافة إلى أن البنية التحتية في قطر ضعيفة للغاية رغم ما تراه من ناطحات سحاب، ولكن في الحقيقة أكثر من 70% منها فارغاً ولا يتم استغلاله.
وتطرق د.خالد آل خليفة إلى ما يروجه الإعلام القطري من فبركات وأكاذيب وإسفاف، بهدف إقناع الشعب أنهم يعيشون في دولة قوية وعظيمة وتستطيع أن تؤثر في التطورات السياسية.
وعن الريادة البحرينية في البناء الحضاري والثقافي، أوضح أن البحرين اعتمدت منذ عقود طويلة على أبنائها، واستثمرت فيهم استثماراً حقيقياً، ولذلك كانوا البناة الحقيقيون للنهضة البحرينية، ما أكسبهم خبرة كبيرة، ساهمت في تحقيق الإنجازات التي نراها اليوم.
واستشهد آل خليفة بالانتخابات الحرة والمباشرة التي يمارس فيها المواطن البحريني حقوقه السياسية، والتي انطلقت قبل حوالي 90 عاماً، عندما انتخب البحرينيون أول مجلس بلدي على مستوى الوطن العربي عام 1919، وقد توسعت هذه التجربة مع المشروع الإصلاحي لحضرة صاحب الجلالة الملك المفدى، فشهدت البحرين ثلاث دورات انتخابية، نيابية وبلدية، أشاد بنزاهتها العالم أجمع، في حين لا يمكن أن ترى أيا من مظاهر المشاركة الشعبية في صنع القرار في قطر.
وأضاف أن الحراك السياسي والمجتمعي في البحرين دليل آخر على التحضر والمدنية التي يعيشها الشعب، حيث الجمعيات السياسية، بما فيها الجمعيات المعارضة والتي تشكل جزء من الكيان السياسي في تركيبتنا، ما يساهم في تعزيز حرية الرأي والتعبير والتي كفلها الدستور والتشريعات المختلفة، بينما في قطر تم الحكم بالسجن لمدة 15 عاماً على شاعر كتب قصيدة اعتبرت أنها مسيئة، وبالتالي فإنه لا يجور لقطر أن تتحدث عن الديمقراطية أو حرية الرأي والتعبير.
وعن الأزمة السياسية الحالية، أوضح د.خالد آل خليفة أن هناك محاولات جادة لحل الأزمة القطرية، لكن في الحقيقة أن البحرين لديها معلومات أكيدة عن التورط القطري الإيراني في زعزعة الأمن والاستقرار، من خلال ما قدمته قطر من دعم مادي ولوجستي وإعلامي للجماعات الإرهابية الذين أرادا الاستيلاء على البحرين بكاملها، ما يؤكد أن قطر لاتزال ترتبط بتاريخها الدموي الطويل والصراع بين ساستها وقياداتها، في حين أن البحرين لم تعرف مثل هذه الصراعات، بل وجهت كل إمكانياتها وجهودها للبناء والتطور وتأسيس حياة مدنية وإدارة حديثة، فيما الجانب القطري عاش تاريخاً طويلاً على التنازع والحروب، لذلك ليس مستغرباً على قطر اليوم أن تنتهج مثل هذه السياسات.
وأكد نائب رئيس مجلس أمناء مركز عيسى الثقافي، أن حكام قطر لم يستطيعوا فهم الحكمة والمرونة من قبل البحرين والسعودية والإمارات، واعتبروها تنازلات من قبلهم، ولكن هذه الحكمة كانت حفاظاً على وحدة الصف الخليجي والنسيج الاجتماعي بين شعوب الخليج العربي، وهو ما حاولت قطر استغلاله والإساءة والتدخل في الشؤون الداخلية لهذه الدول، ولكن الحقيقية أن دولة بعمر قطر لا تستطيع الوقوف أمام دول عملاقة ذات تاريخ عريق.
فيما أشار الرئيس السابق لمجلس إدارة جمعية الثقافة والفنون، إلى أن ما يمكن أن يقال عن البحرين الحضارية كثير جدا، والسبب العراقة التاريخية للمنطقة والحضارة التي نشأت على أرضها منذ آلاف السنين.
وقال "حتى في العصر الحديث، كانت البحرين معروفة دائماً كمنارة إشعاع ثقافي وتعليمي للمنطقة، حيث أنها أول مجتمع وجد به التعليم للأولاد والبنات بشكل منتظم، وأول مجتمع يقبل الآخر، فكانت البحرين واحة السلام ولطلب الرزق والتجارة في الأوقات الصعبة التي مرت على منطقة وسط الجزيرة العربية، لذلك كانت منطقة وملاذاً للهجرة والتعلم.
واستعرض البازعي تجربته الشخصية خلال زياراته المتكررة إلى البحرين، موضحاً أن الزائرين للبحرين يشعرون بالعمق الحضاري من خلال الأماكن التاريخية والنشاط الحيوي في مجالات الثقافة والفنون.
وأكد أن البحرين كانت مقصداً لجميع الفنانين والمثقفين والشعراء، حيث يجدوا المناخ الملائم للحالة الإبداعية المستمرة والمنتظمة، وهذا سر من أسرار شعب البحرين، الذي يملك القدرة على الخلق والابتكار والإبداع، وقادر على إثبات نفسه من خلال قوة العطاء.
ووجه كلمة للأشقاء في قطر أعرب فيها عن أمنيته أن تستغل دولة قطر النعمة التي حباها الله بها لتطوير الجوانب الحضارية والفكرية والاقتصادية، وتنمية شعبها على مختلف الصعد، مبدياً أسفه على كون كل هذه الاستثمارات تذهب إلى خارج مسارها وخارج مصلحة الشعب القطري، بل تكون وسيلة للتعدي وسفك دماء شعوب مسالمة في العالم، وما يؤكد أن من يديرون هذه السياسة عناصر ضعيفة وغير مدركين لأبجديات حكم الدول.
وشارك في الحوار عبر الأقمار الاصطناعية من لندن رئيس مركز الخليج للدراسات الاستراتيجية، د.عمر الحسن، والذي استهل حديثة بالقول إن "البحرين في القلب دائماً"، مضيفاً أنه كانت ومنذ 5 آلاف سنة منبعاً للعلم والثقافة والحضارة، وخلال هذا التاريخ الطويل فالبحرين مر عليها كثير من الجنسيات والأنظمة، لكنها ظلت بلداً عربياً، وكل ما فيها عربي.
وأضاف الدكتور الحسن أنه ومع توالي حكام آل خليفة الكرام تحولت البحرين إلى واحة حضارية، إلى أن تولى الحكم المغفور له بإذن الله، الشيخ عيسى بن سلمان آل خليفة، حيث شهدت البحرين نقلة نوعية، رغم أنها كانت تحت الحماية البريطانية، فمارست الحكومة البحرينية السيادة كاملة، وكان فيها مرتكزات هامة للعمل السياسي والاقتصادي والاجتماعي، موضحاً أن ذلك ليس بغريب على البحرين وأهلها، حيث كان في البحرين مدارس منذ عام 1819م، وبدأ التعليم النظامي للأولاد في عام 1919 تبعه عام 1928 مدارس للبنات ، وكل ذلك بنى على خلفية تاريخية وحضارية ميزت البحرين عن محيطها الجغرافي، بل وجعلها مشعلا من مشاعل العلم والفكر.
وعن الاستهداف القطري لمملكة البحرين، ومحاولات الدوحة زعزعة الأمن والاستقرار، أشار الحسن الى أنه من المؤمل أن يعود حكام قطر إلى الحضن الخليجي، مضيفاً أن هذا النظام تمادى كثيراً وأعني بذلك نظام الوالد حمد بن خليفة، أما النظام الحالي فهو ينفذ تعليمات ولا يستطيع أن يغير ما تم رسم خطوطه سابقا، خصوصاً ما عمل عليه حمد بن جاسم طوال عقود.
وأكد الحسن أن على الأمير تميم بن حمد أن يتخلص من التركة الثقيلة لوالده ولحمد بن جاسم، وأن يفتح صفحة جديدة تجاه دول الخليج العربية، خصوصاً السعودية والبحرين، حيث أن النظام السابق أساء للخليج ولاتزال مفاصله تعمل في الدولة القطرية إلى اليوم.
ودعا الحسن الأمير تميم ومن معه من قيادات شابه أن ينتفضوا على التركة الثقيلة ويعودوا إلى الحضن الخليجي، لأن التحالف مع إيران وتركيا سيكون ضرباً من ضروب الانتحار السياسي.