زينب الرمضان

يلجأ كثيرون للتخلص من السمنة إلى عمليات تسمى "تكميم المعدة" بعد أن ييأسوا من الحميات الغذائية. فما هي هذه العمليات وهل لها مضاعفات؟ معاذ صلاح خضع لعملية "تكميم المعدة" وخسر من وزنه 41 كيلوغراماً. يقول معاذ إنه اتخذ قرار العملية بعد أن فشل في اتباع نظام صحي رغم أن سمنته ناتجة عن الطعام غير الصحي، إذ لا يعاني أمراضاً. ويضيف أنه واجه في بداية الأمر بعد العملية صعوبة في الأكل وكان عليه أن يمارس الرياضة يومياً لشد الجسم وتجنب الترهلات الناتجة عن فقدان الوزن بشكل مفاجئ. ورغم اعتقاده أن العملية تنطوي على بعض المخاطر فإنه يشجع عليها غير القادرين على خفض أوزانهم، لتجنب الأمراض مستقبلاً. في حين يقول اختصاصي الأمراض الباطنية والسمنة الكويتي د.محمد جمال إن "عملية التكميم آمنة جداً وفعالة، ومضاعفاتها لا تتجاوز ١٪‏". ويضيف "عند حدوث فشل في عملية التكميم نلجأ لعملية تحويل مسار مصغر، أما إعادة التكميم فلا تصلح إلا في حالات خاصة جداً". ويلفت د.محمد إلى وجود عدة عمليات للسمنة يتم تقريرها حسب وزن المريض، ومنها التكميم وتحويل المسار وتحويل المسار المصغر. وفي عملية تحويل المسار المصغر يتم تصغير المعدة عبر فصلها ثم عمل وصلة واحدة بين المعدة الجديدة الصغيرة والأمعاء، بينما توضع وصلتان في عملية تحويل المسار. وتكون المعدة في تحويل المسار المصغر أصغر من المعدة بعد التكميم، كما تكون نسبة الامتصاص أقل بسبب الوصلة. وتعتبر عملية تحويل المسار، حسب د.محمد، أكثر فاعلية من التكميم لجهة فقد الوزن والشفاء من السكري والضغط، كما تقلل من "الحموضة" و"الحارج"، و يمكن مستقبلاً إرجاع المعدة إلى وضعها الطبيعي. ويقول د.محمد إن عمليات السمنة اكتشفت في الخمسينات إذ كانت بالأساس لعلاج سرطان المعدة عبر تحويل المسار. وعندما أجريت على مرضى السكري انخفضت أوزانهم وتشافوا من السكري. وبدأ الاهتمام بأثرها على خفض الوزن بعد نشر بحث عن إجراء العملية لـ6 أشخاص ولوحظ انخفاض أوزانهم. ويلفت د.محمد جمال إلى علاج السمنة بـ"البالونة" العادية أو الحديثة، والأخيرة اسمها العلمي "الكبسولة المبرمجة" يجري بلعها دون منظار أو تخدير ولا تحتوي على منتجات حيوانية ولا توسع المعدة وتخرج من نفسها مع الفضلات بعد ٤ أشهر عن طريق الذوبان، لكنها لا تصلح لمن أجرى عملية تكميم. فيما تختلف البالونة العادية بأنها تعبأ بالهواء وتحتاج إلى منظار وتخدير لإزالتها، مشيرا إلى أن هذا النوع من العلاج يخفض الوزن بمعدل 15% من الوزن الكلي، وتصل النسبة أحياناً إلى أكثر من ذلك. أما عن مسببات السمنة فيرى د. محمد أن المسبب الرئيس "سهولة ووفرة الطعام. فقبل ١٠٠ سنة لم يكن هناك مطاعم أو ثلاجات ولا توصيل للمنازل، و لكي يأكل الإنسان كان عليه أن يتعب. بينما نلاحظ في هذا الزمن سوء توزيع الطعام فنجد من يموت من السمنة بينما هناك من يموت من الجوع. ونجد 800 مليون إنسان يعانون من المجاعة، في حين يكفي الطعام الملقى في القمامة لإطعام 3 مليارات إنسان".