قال مدرب اللياقة البدنية شريف محمد إن 90% من الرجال يفقدون لياقتهم بعد الزواج ، و لا يُستثنى منهم اللاعبين المحترفين ، مشيراً إلى أن النساء في هذا الجانب يفقدن لياقتهن أكثر من الرجا.
أوضح أستاذ علم النفس بقسم علم النفس في كلية الآداب بجامعة البحرين الدكتور محمد المطوع أن "زيادة الوزن ليست هي نفسها السمنة"، مضيفاً أن "الراحة على أثر العملية الجنسية لها دور في زيادة الوزن كما أن العمر له دور، فمثلاً من تجاوزت أعمارهم الـ50 يزيد وزنهم ، و لا علاقة للسمنة في الأمر"، و أشار إلى أنه "قبل الزواج تسود الأحلام الوردية و مبالغة الخطيبين في مستقبلهما، و بعد الزواج يكتشفان غلط تلك الرؤى و الأحلام مما يؤدي إلى تثبيط هممهما بما تشمله من ممارسة للرياضة و ربما تكون دافعا لتناول المزيد من الطعام على سبيل التفريغ".
وأضاف المطوع: "الشريك له دور كبير فإما يكون مثبط و إما محفز ، كمسألة الاتفاق على الطعام كنوع و ككمية"، وقال: "هناك مثل مُتداول مفاده "الوصول إلى قلب الرجل يكون عن طريق معدته" و هو و إن كان صالح في الزمن الماضي إلا أنه غير صالح اليوم بفعل مُتغيرات العصر، بالتالي فهناك حاجة لتغيير مثل هذه المفاهيم في ثقافة المجتمع".
وأوضح أستاذ علم النفس بقسم علم النفس في كلية الآداب بجامعة البحرين أنه "لا يمكن التعامل مع أمر زيادة الوزن على أساس أنها قضية جماعية فهي قضية فردية، فكل فرد هو حالة قائمة بشكل منفصل ، لذلك لا ينفع اسلوب النصيحة العامة"، وتابع المطوع: "التبريرات المُتداولة من قبيل "المسؤليات عديدة" و "ما في وقت" و "المشاغل كثيرة" ربما تكون صحيحة في كذا حالة فردية لكنها حتما غير صحيحة في حالة التعميم، فالتعميم غير صحيح ، و عادة ما يُلجئ له للتستر على البلادة و حالة عدم المبالاة بزيادة الجسم" .
من جهته أفاد مدرب اللياقة البدنية شريف محمد (7 سنوات قضاها بالتدريب) أن"عادة ترتبط ممارسة الرياضة عند الرجال باهتمامهم بشكل أجسادهم في فترة الخطوبة ، لكي يظهر في مظهر لائق أمام شريكته المستقبلية كما ليظهر بشكل جميل في صور الزفاف ، لذا فممارسته للرياضة مؤقتة و ليست دائمة، ما أن يتركها حتى يزيد وزنه و يفقد لياقته".
و أضاف مدرب اللياقة البدنية: "حتى اللاعبين المحترفين من كان يمارس الرياضة لزمن طويل تجده مع الزواج يترك أو تقل ممارسته للرياضة فينعكس ذلك على مظهره و لياقته ، لكن معظمهم مع السنة الثانية أو الثالثة يرجع لممارسة الرياضة ، مشيرا شريف إلى أنه "ليس الزواج بحد ذاته من يدفع لترك الرياضة لكنه الإنجاب و الإهتمام بالزوجة الحامل و المولود الجديد، وهي أمور تضاف إلى التزامات أخرى تشغل الرجل".
و قال شريف محمد مدرب اللياقة: "الشريك يلعب دور فإما يكون مثبط و إما محفز ، و مسألة الطعام وحدها تكفي"، وتابع: "الإنسان العادي تكفيه ممارسة الرياضة الصباحية "الأيروبكس" للحفاظ على لياقته و وزنه ، لكن لاعب الأثقال أو التمارين العنيفة فلا بد له من الرجوع إلى الأثقال و التمارين العنيفة ، و ختم بالإشادة بدور الرياضة في إزالة الضغوط النفسية و تصفية الذهن و تفريغ الطاقة و الحفاظ على الصحة البدنية".
أحمد التركي (27 سنة) متزوج حديثاً، وزنه قبل الزواج 82 كجم و بعده صار 90 كجم ، ويقول لـ"الوطن": "لم تكن عندي رغبة بترك ممارسة الرياضة ، لكن مع الزواج إنقطعت و حالياً أحاول العودة لكن الإرادة ضعيفة"، وأضاف: "أعتقد أن النسوان بطبيعتهن غير ميالات لممارسة الرياضة ، فأنا أدفع بزوجتي لنمارس الرياضة إلا أنها تثبط همتي لممارسة الرياضة".
وتابع التركي: "في مسألة الطعام، أنا إلى اللحظة لم أتنازل عن الطعام الصحي و بكميات معقولة ، لذا فزيادة الوزن عندي مرتبطة بقلة الحركة ، مضيفا أنه (( حصلت تغييرات طبعا في مسألة الطعام فالحلويات زادت، زوجتي جاءت من بيئة تعشق الحلوى"، وأضاف: "لعب الأثقال يكسب المرء ثقة عالية بالنفس إلا أنها رياضة مناسبة للعزّاب أكثر من المتزوجين من ناحية الوقت".
وأشار التركي إلى أن "جلّ وقت المتزوج هو لغيره و ليس لنفسه ، فزوجتي أخذت وقتي و سرقت لياقتي ، و قال (( الرجال تمارس الرياضة لأجل أنفسهم "حب الجمال" و أيضاً كورقة لإغراء النساء"، وتابع "قبل الزواج كانت لدي تصورات مثالية، و مع الزواج تقريباً كل شيء جاء بالعكس".
محمد أحمد (34 سنة) وزنه قبل الزواج 95 كجم، وبعده صار 120 كجم ، يقول إن "زيادة الوزن ليست بسبب الزواج ، لكن بسبب قلة الحركة و الإكثار من الطعام والحلويات ، و أضاف (( مع الزواج تزيد الشهية للطعام ، أنا مثلاً كنت قبل الزواج أتناول في اليوم ثلاث وجبات لا غير ، و الآن الوجبات في اليوم لا تقل عن خمس، على الرغم أنه لا يد و لا لسان لي في هذا التحوّل ، أنا فقط لم أعترض".
ويتابع: "لزوجتي دور تعدد الأطباق و الحلوى ، فهي بجانب الطعام المُعتاد عليه محليا تغامر بإعداد أصناف عالمية ، و أنا بدوري اضطر لتجربتها و انهاء الطبق"، ويضيف: "مرة قررت زوجتي إعداد "كيكة قهوة الصباح"، و كلفتني بقائمة المكونات التي تعبت في العثور عليها ، و في النهاية لم تتقن إعداد "الكيكة" إلا أني تناولتها حتى أنهيتها لقاء التعب الذي بذلته في جلب مكوناتها".
ويقول محمد أحمد :"خططت كذا مرة لممارسة الرياضة إلا أني و إن ألتزمت لفترة معينة أتركها ، و السبب مشاغل الحياة و أحباطي بممارسة الرياضة، نمط الحياة له دور في الدفع بالمرء لممارسة الرياضة من عدمها، فالعمل المكتبي و استعمال السيارة و الاهتمام بالأطفال و المحافظة على حق الزوجة بالوقت ، كلها أمور لها وقتها على حساب ممارسة الرياضة كما تدفع بالمرء إلى الخمول و الكسل ، دون أن ننسى المكيف "الأي سي" فهو آفة إذ يعودنا على الخمول و يضعفنا أمام الحر ويضرب في العظم و يحرمنا من فوائد الشمس.
وعن اهتمام الرجال بلياقتهم في فترة الخطوبة قال محمد أحمد "في البداية يبذل الرجل جهده للظهور بمظهر لائق، فيمارس الرياضة و يهتم بصحته ، لكن فيما بعد، لا يهتم بلياقته و لا بمظهره في العادة ".
خالد الحربي (22 سنة) شاب أعزب محافظ على لياقته قال: "أريد الحصول على حياة رياضية مع زوجتي، أريد تأسيس أسرة رياضية صحية، لدي عقدة من (الكرش)، لهذا ما أن اكتشف ان وزني زاد بضعة كليوجرامات ألجأ لحمية قاسية وأمارس الرياضة بعنف،حتى و إن كانت زوجتي راضية عني بأي شكل أكون، إلا أنني سأبقى أمارس الرياضة و أهتم بلياقتي، و ختم "أعرف أني مثالي .. و ذلك لكي أرفع تطلعاتي ".