حصة الفضالة
يسجل الخليج العربي معدلات سمنة عالية. واحتلت السمنة مرتبة متقدمة في قائمة الأسباب المؤدية للوفاة، ما أدى إلى زيادة إقبال الناس على الحميات الغذائية. بعضهم ينجح، وآخرون أصابهم اليأس.
ومع طغيان وسائل التواصل الاجتماعي انتشرت ملايين الأساليب والنصائح، يبدو معرفة الصحيح منها أمراً معقداً يحتاج إلى كثير من البحث.
نور عبدالجليل نجحت في إنقاص وزنها من 118 كيلوجراماً إلى 76. وتقول نور عن تجربتها إنها كانت تعاني السمنة المفرطة منذ الصغر. وحين قررت خفض وزنها استخدمت "شاي الأعشاب" لكنها لم تستفد. حاولت تطبيق حميات غذائية حصلت عليها من الانترنت لكن بضع الكيلوجرامات التي خسرتها لم تكن كافية، فقررت اللجوء إلى استشارة اختصاصي تغذية. تضيف نور أن الحمية التي اتبعتها نتيجة نصيحة الاستشاري كانت الأكثر نجاحاً ففقدت 35 كيلوhW من وزنها في سنتين.
وتلفت نور إلى أنها واجهت صعوبة في تطبيق النمط الغذائي إذ يحتاج إلى الوقت والعزيمة، خصوصاً أنها تحب تناول جميع أصناف الطعام لذا وجب عليها تكرار الوجبات لعدم وجود بديل وعدم توفر الأطعمة الصحية إلا في بعض المحلات. وتنصح نور من يعانون سمنة مفرطة باللجوء إلى استشاري تغذية قبل استخدام أي منتج.
الدعم النفسي أولاً
اختصاصية التغذية العلاجية د.هديل سعد عرفت السمنة بأنها "تجاوز مؤشر كتلة الجسم (BMI) عند أي شخص حاجز الـ35 "، مشيرة إلى أن "كثيراً من المرضى يواجهون صعوبة في تنزيل الوزن بالبرامج الغذائية فقط والعامل المساعد الأكبر الذي يستخدمه اختصاصيو التغذية هو الدعم النفسي للشخص الذي وصل لمرحلة السمنة".
وأكدت أنه "لا يوجد برنامج خاص لعلاج السمنة بل نعتمد على توزيع الحصص الغذائية حتى نعطي المريض راحة لاختيار الطعام لنفسه. وأول مرحلة في تنزيل الوزن لشخص سمين دعمه نفسياً، ثم نبدأ تغيير طبيعة حياته وسلوكه الغذائي".
وأضافت أن "المرضى يقبلون أكثر على الحميات الموزعة على 5 وجبات إذ تكون فيها بدائل كثيرة لتسهيل الاختيار"، لافتة إلى إقبال السيدات على الحميات الغذائية أكثر من الرجال نتيجة تراجع معدل الحرق لديهن لعوامل عدة منها الهرمونية والنفسية واتباع حميات متعددة تؤدي لتراجع مستوى الحرق.
وأشارت إلى أن بعض السيدات يتبعن الحميات من أجل موضة الملابس مثل أن تشتري السيدة فستاناً معيناً فتراه غير مناسب لجسمها وتلجأ لتنحيف بعض المناطق، لكن هذا التصرف خاطئ لأن لكل جسم ملابس تناسبه.
وقالت د.هديل إن أكثر المراحل العمرية المعرضة للسمنة 25 سنة فما فوق لعوامل عدة منها قلة الحركة واتباع نظام غذائي خاطئ، مشيرة إلى بعض الأمراض المرتبطة بالسمنة مثل السكري وارتفاع ضغط الدم وعدم الانتظام الهرموني وتكيسات المبايض والسرطانات، بسبب عدم توازن الحرق الدهني داخل الجسم ونقص بعض الفيتامينات مثل الفيتامين D إضافة إلى أمراض القلب والشرايين والجلطات والتهاب البنكرياس والمفاصل.
واستشهدت د.هديل بدراسات عالمية أكدت أن "السمنة ثاني مسببات الوفاة بعد التدخين".
لا لحبوب سد الشهية
وعن الوسائل الأنجع في اتباع الحميات الغذائية، قالت د.هديل إنها تعتمد عموماً على البرامج الغذائية الطبيعية، وتلجأ في بعض الحالات إلى عوامل مساعدة لتخفيف الكتلة الدهنية مثل "زيرولايبو" أو "الفيلاشيب"، وهي مرخصة من وزارة الصحة، وتساعد على تشكيل الجسم للأشخاص الذين يعانون كتلاً دهنية في منطقة معينة. في حين لا تفضل استخدام حبوب سد الشهية لأن الأخيرة تزيد بعد وقف الحبوب إلى الضعف.
ولفتت إلى وجود تفاوت بين شخص وآخر في مدة العلاج نتيجة طبيعة الجسم ومعدل الحرق والمشاكل الصحية، وتكون المدة عادة من 3 أشهر إلى سنة. ويبدأ النزول الفعلي من الشهر الثاني للحمية، ويكون الشهر الأول لتنزيل السوائل فقط والقليل جداً من الدهون. أما النزول السريع للوزن فتقابله عودة سريعة إلى الزيادة.
وكشفت د.هديل إلى أن 60 % من الحالات التي تعاملت معها تمكنت من ضبط وزنها، في حين لم يتمكن 40 % لأسباب عدة منها التعب من البرنامج الغذائي، والسفر، وأكثر الأسباب تكراراً مواجهة المريض صعوبة في سد الشهية وطلب علاجات لتخفيفها، في حين ترفض الاختصاصية ذلك، مشيرة إلى حدوث مضاعفات عندما يغير المريض البرنامج الغذائي، فبعض المرضى يفضلون ألا يأكلوا أبداً لأنهم لا يستطيعون تقليل كمية الطعام وتنظيم وجباتهم، وهذه الطريقة تسبب نقص الفيتامينات والحديد والسكر عند بعض الحالات.
نزل وزنها من 128 إلى 61 في 11 شهراً
لكن ماذا عن حالات السمنة المفرطة، وهل يتطلب بعضها تدخلاً جراحياً؟
قالت د.هديل إنها تنصح بالتدخل الجراحي عندما يصل مؤشر كتلة الجسم (BMI) من 50 إلى 55 ويؤدي لمشاكل صحية. لكنها أكدت أنه يمكن للشخص السيطرة على وزنه دون تدخل جراحي إذا كان قادراً على تغيير نمط حياته وهذا نابع من حالته النفسية. ولفتت إلى حالة تابعتها استطاعت انقاص الوزن من 201 إلى 137 كيلوجراماً خلال سنة فقط. وفي حالة أخرى نزل الوزن من 128 إلى 61 كيلوجراماً خلال 11 شهراً. وأوضحت "أنا مع التدخل الجراحي إذا أدت السمنة إلى مشاكل صحية كبيرة وصار من الصعب تنزيل الوزن بعد المحاولة بالبرامج الغذائية".
أما السمنة الوراثية، فقالت د.هديل إن نسبتها قليلة جداً وتعالج بالحياة الصحية دون أي صعوبة.
علاقة حب بين السمنة والطبق البحريني
ولفتت د.هديل سعد إلى وجود علاقة كبيرة بين السمنة والطبق البحريني، فهو طبق وافٍ وصحي ويتكون من الحبوب الكاملة والبروتين والخضروات مثل الهريس والثريد، ونكهته اللذيذة تكمن في دهونه، فعندما يأكل البحرينيون وجباتهم دون دهون يشعرون أن الوجبة ليست لذيذة. ويمكن معالجة هذه المشكلة بتقليل الدهون والاستعاضة بالدهن البروتيني الموجود في الدجاج واللحم والابتعاد عن الدهن الذي يوضع فوق الوجبات بعد طهوها مثل الهريس والمضروبة، مؤكدة أن الشعب البحريني مثقف ومتعلم لكن تنقصه كيفية تطبيق الحميات والدعم النفسي والمعنوي. وحذرت من "اتباع الحميات الموجودة على مواقع الإنترنت دون استشارة الطبيب، لأنها تسبب نقصاً في السكر والفيتامينات ومشاكل في حديد الدم وغياب الوعي فلكل شخص معدل من الحريرات حتى يكون في وضعه الطبيعي"، لافتة إلى أن "الأدوية المعروضة في وسائل التواصل الاجتماعي غير مرخصة من وزارة الصحة ومنظمة الغذاء ولها أضرار كثيرة مثل التسمم ونقص الفيتامينات والتأثير المباشر على هرمونات النساء".
يسجل الخليج العربي معدلات سمنة عالية. واحتلت السمنة مرتبة متقدمة في قائمة الأسباب المؤدية للوفاة، ما أدى إلى زيادة إقبال الناس على الحميات الغذائية. بعضهم ينجح، وآخرون أصابهم اليأس.
ومع طغيان وسائل التواصل الاجتماعي انتشرت ملايين الأساليب والنصائح، يبدو معرفة الصحيح منها أمراً معقداً يحتاج إلى كثير من البحث.
نور عبدالجليل نجحت في إنقاص وزنها من 118 كيلوجراماً إلى 76. وتقول نور عن تجربتها إنها كانت تعاني السمنة المفرطة منذ الصغر. وحين قررت خفض وزنها استخدمت "شاي الأعشاب" لكنها لم تستفد. حاولت تطبيق حميات غذائية حصلت عليها من الانترنت لكن بضع الكيلوجرامات التي خسرتها لم تكن كافية، فقررت اللجوء إلى استشارة اختصاصي تغذية. تضيف نور أن الحمية التي اتبعتها نتيجة نصيحة الاستشاري كانت الأكثر نجاحاً ففقدت 35 كيلوhW من وزنها في سنتين.
وتلفت نور إلى أنها واجهت صعوبة في تطبيق النمط الغذائي إذ يحتاج إلى الوقت والعزيمة، خصوصاً أنها تحب تناول جميع أصناف الطعام لذا وجب عليها تكرار الوجبات لعدم وجود بديل وعدم توفر الأطعمة الصحية إلا في بعض المحلات. وتنصح نور من يعانون سمنة مفرطة باللجوء إلى استشاري تغذية قبل استخدام أي منتج.
الدعم النفسي أولاً
اختصاصية التغذية العلاجية د.هديل سعد عرفت السمنة بأنها "تجاوز مؤشر كتلة الجسم (BMI) عند أي شخص حاجز الـ35 "، مشيرة إلى أن "كثيراً من المرضى يواجهون صعوبة في تنزيل الوزن بالبرامج الغذائية فقط والعامل المساعد الأكبر الذي يستخدمه اختصاصيو التغذية هو الدعم النفسي للشخص الذي وصل لمرحلة السمنة".
وأكدت أنه "لا يوجد برنامج خاص لعلاج السمنة بل نعتمد على توزيع الحصص الغذائية حتى نعطي المريض راحة لاختيار الطعام لنفسه. وأول مرحلة في تنزيل الوزن لشخص سمين دعمه نفسياً، ثم نبدأ تغيير طبيعة حياته وسلوكه الغذائي".
وأضافت أن "المرضى يقبلون أكثر على الحميات الموزعة على 5 وجبات إذ تكون فيها بدائل كثيرة لتسهيل الاختيار"، لافتة إلى إقبال السيدات على الحميات الغذائية أكثر من الرجال نتيجة تراجع معدل الحرق لديهن لعوامل عدة منها الهرمونية والنفسية واتباع حميات متعددة تؤدي لتراجع مستوى الحرق.
وأشارت إلى أن بعض السيدات يتبعن الحميات من أجل موضة الملابس مثل أن تشتري السيدة فستاناً معيناً فتراه غير مناسب لجسمها وتلجأ لتنحيف بعض المناطق، لكن هذا التصرف خاطئ لأن لكل جسم ملابس تناسبه.
وقالت د.هديل إن أكثر المراحل العمرية المعرضة للسمنة 25 سنة فما فوق لعوامل عدة منها قلة الحركة واتباع نظام غذائي خاطئ، مشيرة إلى بعض الأمراض المرتبطة بالسمنة مثل السكري وارتفاع ضغط الدم وعدم الانتظام الهرموني وتكيسات المبايض والسرطانات، بسبب عدم توازن الحرق الدهني داخل الجسم ونقص بعض الفيتامينات مثل الفيتامين D إضافة إلى أمراض القلب والشرايين والجلطات والتهاب البنكرياس والمفاصل.
واستشهدت د.هديل بدراسات عالمية أكدت أن "السمنة ثاني مسببات الوفاة بعد التدخين".
لا لحبوب سد الشهية
وعن الوسائل الأنجع في اتباع الحميات الغذائية، قالت د.هديل إنها تعتمد عموماً على البرامج الغذائية الطبيعية، وتلجأ في بعض الحالات إلى عوامل مساعدة لتخفيف الكتلة الدهنية مثل "زيرولايبو" أو "الفيلاشيب"، وهي مرخصة من وزارة الصحة، وتساعد على تشكيل الجسم للأشخاص الذين يعانون كتلاً دهنية في منطقة معينة. في حين لا تفضل استخدام حبوب سد الشهية لأن الأخيرة تزيد بعد وقف الحبوب إلى الضعف.
ولفتت إلى وجود تفاوت بين شخص وآخر في مدة العلاج نتيجة طبيعة الجسم ومعدل الحرق والمشاكل الصحية، وتكون المدة عادة من 3 أشهر إلى سنة. ويبدأ النزول الفعلي من الشهر الثاني للحمية، ويكون الشهر الأول لتنزيل السوائل فقط والقليل جداً من الدهون. أما النزول السريع للوزن فتقابله عودة سريعة إلى الزيادة.
وكشفت د.هديل إلى أن 60 % من الحالات التي تعاملت معها تمكنت من ضبط وزنها، في حين لم يتمكن 40 % لأسباب عدة منها التعب من البرنامج الغذائي، والسفر، وأكثر الأسباب تكراراً مواجهة المريض صعوبة في سد الشهية وطلب علاجات لتخفيفها، في حين ترفض الاختصاصية ذلك، مشيرة إلى حدوث مضاعفات عندما يغير المريض البرنامج الغذائي، فبعض المرضى يفضلون ألا يأكلوا أبداً لأنهم لا يستطيعون تقليل كمية الطعام وتنظيم وجباتهم، وهذه الطريقة تسبب نقص الفيتامينات والحديد والسكر عند بعض الحالات.
نزل وزنها من 128 إلى 61 في 11 شهراً
لكن ماذا عن حالات السمنة المفرطة، وهل يتطلب بعضها تدخلاً جراحياً؟
قالت د.هديل إنها تنصح بالتدخل الجراحي عندما يصل مؤشر كتلة الجسم (BMI) من 50 إلى 55 ويؤدي لمشاكل صحية. لكنها أكدت أنه يمكن للشخص السيطرة على وزنه دون تدخل جراحي إذا كان قادراً على تغيير نمط حياته وهذا نابع من حالته النفسية. ولفتت إلى حالة تابعتها استطاعت انقاص الوزن من 201 إلى 137 كيلوجراماً خلال سنة فقط. وفي حالة أخرى نزل الوزن من 128 إلى 61 كيلوجراماً خلال 11 شهراً. وأوضحت "أنا مع التدخل الجراحي إذا أدت السمنة إلى مشاكل صحية كبيرة وصار من الصعب تنزيل الوزن بعد المحاولة بالبرامج الغذائية".
أما السمنة الوراثية، فقالت د.هديل إن نسبتها قليلة جداً وتعالج بالحياة الصحية دون أي صعوبة.
علاقة حب بين السمنة والطبق البحريني
ولفتت د.هديل سعد إلى وجود علاقة كبيرة بين السمنة والطبق البحريني، فهو طبق وافٍ وصحي ويتكون من الحبوب الكاملة والبروتين والخضروات مثل الهريس والثريد، ونكهته اللذيذة تكمن في دهونه، فعندما يأكل البحرينيون وجباتهم دون دهون يشعرون أن الوجبة ليست لذيذة. ويمكن معالجة هذه المشكلة بتقليل الدهون والاستعاضة بالدهن البروتيني الموجود في الدجاج واللحم والابتعاد عن الدهن الذي يوضع فوق الوجبات بعد طهوها مثل الهريس والمضروبة، مؤكدة أن الشعب البحريني مثقف ومتعلم لكن تنقصه كيفية تطبيق الحميات والدعم النفسي والمعنوي. وحذرت من "اتباع الحميات الموجودة على مواقع الإنترنت دون استشارة الطبيب، لأنها تسبب نقصاً في السكر والفيتامينات ومشاكل في حديد الدم وغياب الوعي فلكل شخص معدل من الحريرات حتى يكون في وضعه الطبيعي"، لافتة إلى أن "الأدوية المعروضة في وسائل التواصل الاجتماعي غير مرخصة من وزارة الصحة ومنظمة الغذاء ولها أضرار كثيرة مثل التسمم ونقص الفيتامينات والتأثير المباشر على هرمونات النساء".