لا تخلوا الأعياد من العادات والتقاليد التي رسخت في كل بيت، ولا تخلوا هذه البيوت في الأعياد من غداء الأوليين، عادة تبادل توزيع أواني غداء العيد مع الجيران هل مازالت تحافظ على بريقها في كل عيد؟ أم اندثرت مثل بعض التقاليد.
تقول مروه أحمد بأنهم يمارسون هذه العادة سنوياً، فتقمن عماتها وزوجات عمامها قبل يوم بتبهير اللحم والدجاج من أجل أن يتخمر، ويقومون بتقطيع الخضروات ويجهزونها للصباح، وحينما يأتي الصباح تبدأ عملية الطهو، إلى أن ينضج ثم يقومون بتوزيع الغداء إلى عاشر جار، وأشارت إلى أن التوزيع يكون من الذبيحة نفسها.
بينما تقول أم عبدالرحمن بأن هذه العادة لا تفارق أهالي المحرق الأوليين، فهم يقومون في كل سنة بشراء أربع ذبائح، ويقومون بذبحها بعد صلاة العيد، ويقومون بالطهي بأنفسهم في "حوش" المنزل، إلى أن يجهز الأكل، وبعد صلاة الظهر يقومون بإعطاء الأواني للخدم من أجل أن يقوموا بتوزيعها على الجيران.
أما هيا الدوسري فتقول بأن هذه العادة اختفت من الرفاع الغربي، فنادراً ما تشاهد البيوت يتبادلون غداء العيد هناك ونادراً ما يقومون أهلها بتبادل أواني الغداء مع الجيران، وتابعت حديثها قائلة: بالقرب من بيت جدتي لا يوجد هناك بحرينيين، فأغلب السكان من أصول عربية ولا يعرفون التقاليد البحرينية، ولذلك افتقدنا لهذه العادة التى لطالما تواجدت في كل حي من الأحياء البحرينية.
أما أم يوسف فتقول بأن جدتها تقوم بهذه العادة في كل عيد حفاظاً على العادات والتقاليد، فتقول بأنهم منذ أن كانوا يسكنون في مدينة المنامة وهم يقومون بإجراء هذه العادة، ونقلوا هذه العادة إلى الرفاع حينما نقلوا منزلهم من هناك. وتابعت أم يوسف حديثها قائلة: نحن نقوم بشراء عدد من الذبائح ونسلمها للخدم، فتقوم جدتي بالإشراف عليهم من أجل المحافظة على طعم غدائها والنكهات التي تبرز فيه، وحينما يتجمع أطفال العائلة في بيتها تقوم بإعطائهم الأواني من أجل أن يقوموا بتوزيعها على الجيران، والجيران يقومون بالرد عليها بأواني من غدائهم.
بينما يقول يعقوب القطان بأنه لم يحس في يوم من الأيام بأن هذه العادة اختفت من أحياء منطقتهم "مدينة الحد" أو من أحياء البحرين، فهم دائماً ما يخصصون جزءاً من غداء العيد من أجل توزيعه على البيوت المجاورة كنقصة أو كثواب أحد الموتى من عائلتهم، وفي المقابل البيوت المجاورة يأتون بنقصة من غدائهم لهم وهكذا استمروا على هذا النمط منذ ذاك الزمان.