إبراهيم الرقيمي

غالباً ما يفصل نسيم الأحمدي ثوبه في الأيام القليلة قبل العيد، ويبرر بأنه في البداية يصيبه الخمول والكسل للذهاب إلى الخياط، ويؤجل الذهاب للخياط من يوماً إلى آخر، ولكنه يتدارك الوقت ويزداد حماسه عندما يرى أن الجميع ممن حوله أصبحوا يتحدثون عن تفصيلهم للأثواب وحماسهم للعيد ، ومع أقتراب العيد يلجأ نسيم للبحث عن محل خياطه ليفصل به ثوبه ويلحق بممن حوله ، وأن عثر على محل يتقبله فأنه في الغالب يخضع للسعر الذي سيحدده الخياط ويكون من 15 إلى 18 ديناراً غالباً، ولا يملك نسيم الخيار في التحكم بمتى سيستلم ثوبه ، لأن الرد الذي سيستقبله سيكون "في ليلة العيد".

أما فهد البحيري فهو على النقيض تماماً، لا يهوى تأجيل الأمور وخاصة تلك المتعلقه بموعد محدد، فيفصل فهد ثوبه قبل العيد بحوالي شهر وأكثر، مبرراً بقوله "عندما أذهب للتفصيل قبل ازدحام العيد، فإن السعر سيكون أرخص من التأخير وتجهيز الثوب أسرع، وحتى لا تتراكم علي هموم العيد في نهاية الأيام".

من جانب آخر، يقول الخياط علي محيي الدين والذي يعمل في محلات عبدالله القائد للخياطه منذ أكثر من 20 عاماً والكائن في الرفاع الشرقي، بأنه يستقبل طلبات تفصيل أثواب العيد قبل العيد بقرابة الشهر، نظراً لكثرة وازدياد الزبائن لطلب تفصيل الأثواب ويتطلب من العاملين الجهد المضاعف للأنتهاء من تلبية طلبات الزبائن، ويضيف محيي الدين بأن المحل يفصّل من 7 إلى 9 أثواب يومياً لكل عامل وقابل للزياده في أيام الذروه.

أما زميله الآخر في العمل الخياط ريموت كومار ويعمل منذ 15 عاماً في الخياطه، يقول بأن الزبائن يفضلون في الغالب القماش الياباني أو الأندنوسي، وتختلف طلبات الزبائن لتفصيل أثواب العيد فالبعض يفضل الثوب العادي والذي يبدأ سعره من 12 ديناراً، والبعض يفضل الثوب مع التطريز ويكلف 5 دنانير مضافة إلى سعر الثوب العادي، وهناك من يفصّل ثوب "الشد" والذي يكلف سعره 45 ديناراً للثوب الواحد.

أما مالك محل أحمد حسن للخياطه في سوق المنامة الخياط أحمد الذي يعمل منذ أكثر من 60 عاماً في مجال الخياطه، بأنه يبدأ في تفصيل الأثواب للعيد من بداية شهر ذو القعدوة وحتى أول أيام ذي الحجه، ويفصل حسن جميع أنواع الأثواب، الكويتي الذي يحتوي على زر واحد في الأعلى ويكون مخفياً، والحجازي الذي تكون أزرته في الخارج، والقطري يحتوي على ياقة "كلر" تشبه القميص ذات كسرة للأسفل مع وجود الأزرار في الكم عند الذراعين، بالأضافة إلى تطريز الأثواب وأثواب "الشد".

ويضيف حسن بأن القماش المفضل لدى الزبائن والأكثر طلباً عليه هو الياباني، والباكستاني والهندي يتصف بالخفه ويطلبه أصحاب هذه الجنسيات، أما الكوري والأندنونسي يكون أكثر وسطية بين النوعين، ويختار الزبائن نوع القماش حسب دولته، وتتراوح أسعار الأثواب من 10 إلى 14 ديناراً للثوب، ويفصل حسن الأثواب الجاهزه وأسعارها تصل إلى 7 دنانير للثوب، وينتهي في اليوم الواحد من أعداد 3 إلى 6 أثواب يومياً، ولكنه يلجأ في بعض الأيام إلى البقاء فتره أطول والعمل لساعات طويله في المحل، للأنتهاء من تفصيل أثواب الزبائن وخاصة قبيل أيام العيد نظراً للازدحام.