لولوة المحميد

في بعض ألعاب الفيديو، أن تنتصر يعني أن تقتل الخصم وتدمره. وفي ألعاب أخرى أن تفوز يعني أن تقود سيارتك بسرعة جنونية محاولاً أن تقلب سيارة الخصم وتحطمها. أي عنف يتسرب إلى عقول أطفالنا ومشاعرهم من ألعاب الفيديو؟ سؤال قديم متجدد ما تزال إجابته غائبة عن الممارسة رغم استقرارها في المسامع.

اختصاصي العلاج النفسي والسلوكي د.أحمد حازم يقول إن "الأبحاث الحديثة أجابت عن هذا السؤال وحسمت الأمر إلى حد كبير، فبعد دراسة نتائج أكثر من 130 دراسة أجريت على أكثر من130 ألف فرد في مختلف أنحاء العالم خلصت الدراسات إلى أن هناك تأثيرات سلبية واضحة لألعاب الفيديو العنيفة على الأطفال والمراهقين بصفة خاصة وبصورة أقل على البالغين. ومما خلصت إليه الدراسات أن ألعاب الفيديو تزيد من الأفكار العنيفة ومشاعر الغضب والتوتر النفسي، كما تزيد معدل خفقان القلب والسلوك العدواني، إضافة إلى أنها تقلل من مشاعر التعاطف والرغبة في مساعدة الآخرين."

فيما أكدت دراسة نشرت في مجلة علم النفس اليوم psychology today أن لألعاب الفيديو تأثير سلبي واضح على التحكم في النفس إذ تبين أن الشخص الذي يمارس ألعاب الفيديو العنيفة حتى لفترة قصيرة يكون أقل قدرة على التحكم في انفعالاته وأقل قدرة على الصبر حين تأخر تحقيق الرغبات، كما أن لممارسة هذه الألعاب تأثير سلبي على القيم والمفاهيم .

وتحتوي بعض الألعاب مقاطع وصوراً قد لا تكون مناسبة لمراحل الأطفال العمرية، حتى أن المحكمة العليا الأمريكية أصدرت حكماً بمنع بيع مثل هذه الألعاب للصغار.

وفيما يبحث الآباء عادة عن تحقيق فوائد لأبنائهم من ألعاب الفيديو كتقوية الذاكرة والمهارات الفراغية والتفكير المنطقي، فإن عليهم أن ينتبهوا، حسب الدراسات، إلى أنواع الألعاب التي يختارها أبناؤهم، كي ينجحوا في النهاية بتحقيق المتعة والفائدة لأولادهم.