يزداد الحديث عن مخاطر تناول السكر الصناعي على جسم البشر، غير أن الخطر الخفي الذي يكاد لا يتحدث عنه أحد هو "الإدمان".

تقول اختصاصية العلاج الطبيعي أسماء جاسم إن إدمان السكر الصناعي (غير السكر الطبيعي الموجود في الفواكه) تماماً مثل إدمان المخدرات، فهو يفوق الكوكايين 8 مرات في تأثيره على رغبة الإنسان، فتصبح عادة تناول السكر مترسخة في الدماغ البشري ولا يستطيع الإنسان إكمال يومه من دونها والدليل أن الفرد يشعر بالحزن والإحباط إذا لم يتناول السكر ليوم كامل بعد أن اعتاد عليه، فهو يمنح شعوراً بالسعادة ناتجاً عن إفراز مادة الدوبامين.

وتضيف أسماء أن السكريات تسبب الكسل والخمول، ففي بادئ الأمر تعطي الجسم الطاقة لكنها تسلبها بسرعة فتتحول إلى خمول وعوضاً عن ذلك فإن السكريات تثقل عمل العضلات في الجسم، ما يؤدي إلى ضرر بالمفاصل نتيجة قلة حركة العضلات، مشيرة إلى أن "كثيراً من الناس لديهم تصور خاطئ بأن السكر البني أكثر صحة من السكر الأبيض وهذا ليس صحيحاً فكلاهما مصنوع من قصب السكر لكن البني مضاف إليه عسل أسود وكلاهما مضر بالجسم إذ جرى تناولهما بكمية كبيرة".

ولكن إذا كان السكر إدماناً فهل يمكن التوقف عنه؟ تقول اختصاصية التغذية فجر الغتم إن السكر الصناعي يستهدف مراكز السعادة والنشوة، وعندما يصبح الإنسان مدمناً على السكر يصعب عليه تركه، وإذا حاول التخفيف منه سيؤثر ذلك سلباً على نفسيته فيعاني من تقلبات المزاج والصداع، لكنها تنصح بتخفيف استهلاك السكر تدريجياً، مشيرة إلى أن ذلك يثمر إيجابيات كثيرة تجعل الإنسان نشيطاً وأقل عرضة للأمراض الخطيرة، كما أن خسارة الوزن تصبح أسهل.

وتبلغ الكمية الموصى بها لاستهلاك السكر من منظمة الصحة العالمية ١٥٠ سعرة حرارية أو ٣٧.٥ غرام للرجل، و١٠٠ سعرة حرارية أو ٢٥ غراماً للمرأة.

وتضيف فجر أن من أضرار السكر أنه يسبب مرض السكر ويقلل فعالية جهاز المناعة، ما يجعل الإنسان أكثر عرضة للأمراض.

كما يقلل الرقم الهيدروجيني، ما يجعل الجسم بيئة مناسبة للسرطانات، كما أنه غذاء الخلايا السرطانية. ويزيد السكر الشعور بالجوع في حين لا يحتوي أي عناصر غذائية مفيدة، إضافة إلى أنه يزيد علامات التقدم في السن.

عبدالله سعيد أحد الذين تخلصوا من إدمان السكر. يقول "خففت من تناول السكر بشكر كبير جداً. بدل أن أضع ملعقتين في الشاي أصبحت أضع ربع ملعقة، وصرت حذراً في اختيار أطعمتي بحيث لا تتجاوز الحد الموصى به لتناول السكر".

ويضيف "انعكس هذا علي إيجاباً بشكل واضح، فبعد فترة قصيرة أصبحت حركتي أنشط من السابق ولم أعد اشعر بالكسل كثيراً، ولاحظت أن الحبوب التي كانت في وجهي خفت بشكل كبير وأصبحت بشرة وجهي نضرة. أصبحت لا أفكر بتناول الحلوى أو أي شي يحتوي على السكر ما ساعد في نقصان وزني وبدأت أشعر بتحسن في المزاج طول اليوم عكس ما كنت عليه في السابق إذ كان مزاجي لا يعتدل إلا إذا تناولت كمية كبيرة من السكر".