"اختلفت التربية كثيراً عما كانت عليه، وكذلك وسائل تقويم الطفل" كانت هذه الجملة الأكثر تكراراً حين طرحت "الوطن" سؤالاً يحرض المقارنة بين وسائل الوالدين لتقويم أبنائهما على اختلاف الأجيال. ورداً على سؤال "كيف عاقبك أهلك عندما كنت طفلاً؟" أجاب غالبية المستطلعة آراؤهم "بالضرب والتأنيب والحرمان من المصروف والتلفاز"، فيما ذهب بعضهم إلى وسائل تبدو طريفة للوهلة الأولى كوضع الفلفل الحار في فم الطفل، خصوصاً حين يسيء لمن يكبره عمراً أو يتلفظ بألفاظ بذيئة، حتى أنهم اعتبروها العقوبة الأكثر إيلاماً، فلا يمكن أن تنسى.
كل شيء يتحول فجأة إلى سلاح
ويعود الكبار اليوم بالذاكرة للوراء ليستعيدوا ذكريات العقوبات التي فرضت عليهم، ففي حال التأخر عن المنزل يكون أحد الوالدين المستشيط غضباً منتظراً عند الباب ممسكاً بخرطوم الماء بيده، يلوح به يميناً وشمالاً بانتظار اللحظة التي سيغنم بها بطفله ليريه "نجوم الظهر"، وكان الخرطوم سلاحاً فتاكاً يثير الرعب حقاً.
ولا ينتهي الأمر عنده فأي شيء في متناول اليد قد يتحول فجأة إلى سلاح سواء كان ملعقة أو "عقال" أو حذاء. وتتوقف دقة إصابة الهدف عادة على الحظ وسرعة الحركة لتفادي المقذوف. وكثيرون لم ينسوا بعد قرصة الأذن وسحبها كقطعة مطاط حتى أنها تكبر بعد كل قرصة.
تقول روزل نصار إنها لم تكن تشاغب كثيراً لكنها نالت نصيباً جيداً من العقوبات كالحرمان من التلفاز وتجاهل جميع أفراد العائلة.
كذلك رحمة عمر التي كانت عقوبتها غالباً منعها من مشاهدة التلفاز. وتؤكد رحمة أنها ستتبع أسلوباً حديثاً في تربية أطفالها بسبب التغير الكبير بين الأجيال، مشيرة إلى أن "ما تربينا عليه لن ينفع هذه الأيام فالأطفال يزدادون عناداً وهذا يتطلب منا تفهماً كبيراً".
جيل الآيباد
لكن ماذا يقول أطفال اليوم عن العقوبات؟
حمزة خالد (10 سنوات) يقول "لدي قائمة مهام يومية وقواعد ثابتة محددة إن تجاوزتها أتعرض للعقاب حسب المتفق عليه مسبقاً مع أمي ومنها الحرمان من الآيباد والرسوم المتحركة أو نسخ جملة في صفحة كاملة وهي العقوبة التي أكرهها كثيراً. كما أعاقب أحياناً بالوقوف على قدم واحدة و يداي للأعلى في زاوية الغرفة لعدة دقائق".
فيما يقول عبدالله (10 سنوات) "لا أتعرض للعقاب كثيرا لكن عندما أخطئ يتم حرماني من الآيباد لوقت قصير. ولا يعاملني والداي بالضرب إلا مرات معدودة جداً على كف يدي مع أنها لا تؤلم". فيما تبرر والدته استخدام الضرب أحياناً ليكون "عقاباً نفسياً ولا يقصد به الأذى أبداً، لكنها تؤكد النتائج السلبية التي يخلفها الضرب وترى أن "الأسلوب الحديث مع الطفل أفضل ليفهم خطأه".