قال الباحث د.نوح خليفة إن خطى تطبيقات الإعلام الجديد تتجه نحو عولمة المشترك الجمعي بين الأقليات والهويات المحلية في مختلف الدول وتقوض المشتركات المصيرية المحلية بين الجماعات العرقية والسلالات.وأكد أن تطبيقات الإعلام الجديد التي أصبحت تقدم الصورة الإعلامية للدول والشعوب من خارج إطار الإعلام الرسمي، أسهمت في اختراق الهويات المحلية والأقليات وتقديمها على أساس أنها فئات مهمشة وتمكنت من تأسيس علاقات عبر حدودية بين فئات مختلفة تنتمي لمناطق عدة في العالم.ولفت خليفة، إلى أن تطبيقات الإعلام الجديد تملك إمكانيات التعرف على الجماعات الدينية والقبلية والعرقية "المتحالفة والمتخاصمة" والأفراد "المتوافقين والمتخالفين"، وهي معطيات من الممكن أن تشعل الاقتتال وتزايد ظهور التنظيمات والشبكات الإرهابية، وتتيح معطيات ديموغرافية يسهل توظيفها في زعزعة الشعور بالانتماء إلى نفس البيئة الجغرافية والمكانية لأنها صارت مشحونة بوجهات نظر مختلفة تعبر عن الأقليات والهويات المحلية التي تنتمي لايدلوجيات وأديان وأحزاب محددة في العالم.وقال خليفة إن وسائل الإعلام وتطبيقاتها الحديثة ساهمت في تشكيل فضاء جديد وإطار جديد للعلاقات الاجتماعية والسياسية والدولية وأرسلت صوراً إعلامية ساهمت في تأسيس شبكات وعلاقات جديدة تجمع بين أفراد مناطق مختلفة لكن ما يوحدهم هو الأيدلوجيات أو الأدلجة التي أسست لها وسائل التواصل الاجتماعي.وأوضح، أن شبكات التواصل الاجتماعي طرف رئيس في تكوين الصورة الإعلامية لدولنا وشعوبنا وجماعاتنا وخصوصياتنا المحلية وأصبحت الأجهزة الرسمية الإعلامية والدبلوماسية تدور في فلك التعامل مع هذا الفضاء المشحون بالتناقضات والحسابات الوهمية والمغالطات.وحذر من أن الصورة الإعلامية التي تنتجها وسائل الإعلام المختلفة تبني تصورات الأفراد وتحولها إلى سلوك وتحرُك ثقافي وعقائدي وتستطيع الصورة الإعلامية التي تنشرها وسائل الإعلام هدم وبناء كيانات اقتصادية واجتماعية وسياسية مع تكرار وسائل الإعلامية المختلفة للصورة الإعلامية الخاطئة ومنحها صبغة الحقيقة عبر التركيز على عناصر إبراز وسمات ثقافية محددة وإظهار الجزئيات المغلوطة في قالب مؤثر ومدعوم على أنه الصورة (الحقيقية؟).وقال خليفة إن تطبيقات الإعلام الجديد يجب أن تمر عبر الحكومات إلى شعوبها داعياً إلى التعمق في آليات اكتساب الحكومات في العالم صلاحيات تحكم في حسابات التواصل الاجتماعي في بلدانها من خلال إجراءات تنسيقية مع الإدارة المؤسسة لهذه التطبيقات ومن حق أي بلد التحكم في حجم الهجوم الإلكتروني الذي يستهدف أمنه واستقراره وأحقيته في استحداث نظام يمنح الدول المضيفة لهذه التطبيقات صلاحيات رقابية وإدارية محددة مراوحاً أن وسائل التواصل الاجتماعي تحولت إلى ميدان سياسي تدار من خلاله التحزبات والتنسيقات والشبكات ومنح دول العالم أحقية التحاور مع شعوب البلد الآخر.