افتتحت هيئة البحرين للثقافة والآثار الأحد، معرض "صدف المسبك" للفنانة نورة فريدون، وذلك في مركز الفنون.
ويقدم معرض " صدف المسبك "، الذي يستمر حتى 28 سبتمبر الجاري، نماذج تجريبية تستكشف مفهوماً صناعياً تصميمياً فريداً من نوعه لمسبك فني محلي، حيث استلهمت جميع القطع المعروضة فيه من المسبك وطورت داخله بل وصنعت فيه أيضاً.
وحضر الافتتاح الأحد، الشيخ راشد بن خليفة آل خليفة وكيل وزارة الداخلية لشؤون الهجرة والجوازات والإقامة، الرئيس الفخري لجمعية البحرين للفنون التشكيلية، والشيخة هلا بنت محمد آل خليفة مديرة إدارة الثقافة والفنون بهيئة الثقافة وتواجد عدد من الفنانين والمهتمين بالشأن الثقافي في مملكة البحرين.
وكانت نورة فريدون فازت بالمركز الثاني في معرض البحرين السنوي للفنون التشكيلية في نسخته الثالثة والأربعين خلال يناير الماضي وكانت الجائزة عبارة عن معرض فنّي تقيمه هيئة البحرين للثقافة والآثار.
ويرتكز المعرض على مبدأ سد الفجوة ما بين الفنان والصانع، مما أدى بالفنانة إلى إنتاج قطع أكثر غنى من الناحية المفاهيمية تجمع بين عالمي الخيال والواقع، إذ تعتبر المصادفات والأخطاء والحوادث التي يمكن العثور عليها أثناء عملية "الصنع" في المسبك المصدر الرئيسي للإلهام.
كما يسعى معرض " صدف المسبك " أيضاً إلى إعادة اكتشاف الجمال والجماليات الكامنة داخل المواد، حيث تستعرض القطع المعروضة التحولات الطبيعية التي تحصل في المواد عند تعرضها لظروف معينة مثل التغيرات السريعة في درجات الحرارة، الجاذبية، الأكسدة، وغيرها من المحفزات الفيزيائية و الكيميائية، ما يجعل المعرض محاولة للاحتفاء بالجمال الأصيل للمواد التي جرى تجريدها من التدخل البشري المبالغ فيه والزخارف المضافة والجماليات المعدة مسبقاً.
يذكر أن الفنانة نورة فريدون مهندسة معمارية حاصلة على درجة الماجستير في الهندسة المعمارية من جامعة فيرجينيا بوليتكنيك. قادها عملها في مجال العمارة إلى اكتشاف شغفها بالمواد وجمالياتها الفطرية. وهي تقوم في تصاميمها بخلق حوار مع المواد للكشف عن الحقائق المخفية في المواد وشخصها هي.
تهتم نورة بمفهوم "التصميم / البناء"، حيث حصلت على جائزة "التصميم / البناء" السنوية من قبل كلية الهندسة المعمارية والدراسات الحضرية في جامعة فرجينيا بوليتكنيك، وهي تستخدم هذا المفهوم لسد الفجوة بين المصمم والصانع، ما يؤدي إلى مفاهيم أكثر غنى تحتفي بالجماليات من خلال المادية وبالعكس، كما يسمح هذا المفهوم أيضاً بحدوث تدفق متناغم بين المفاهيم المتخيلة والواقع الملموس.
تدير نورة حالياً مسبكاً للفن تتواصل فيه بشكل مستمر مع مواد مختلفة في حالتيها الخام والمشكلة، ما يسمح لها بفهم وتقدير جوهر المواد الحقيقي وينمّي الفضول لديها لاستكشاف الجمال الأصيل للمواد المجردة من التدخّل والتجميل المبالغ فيه من قبل الإنسان.