أكد الدكتور ماجد بن علي النعيمي وزير التربية والتعليم وفد مملكة البحرين المشارك في القمة الإسلامية الأولى للعلوم والتكنولوجيا، أن المملكة تسعى دائماً إلى استقطاب مؤسسات تعليم عال عالمية لخدمة الطلبة في هذه المرحلة الدراسية.
بتكليف من حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المفدى، ترأس الدكتور ماجد بن علي النعيمي وزير التربية والتعليم وفد مملكة البحرين المشارك في القمة الإسلامية الأولى للعلوم والتكنولوجيا، والتي عقدت في العاصمة الكازاخستانية أستانا، يومي 10 و11 سبتمبر الجاري، بتنظيم من منظمة التعاون الإسلامي، وبمشاركة وفود من الدول الأعضاء بالمنظمة وعدد من المسؤولين بالمنظمات الإقليمية والدولية والمؤسسات الإنمائية.
وافتتح فخامة رئيس جمهورية كازاخستان نور سلطان نزاربايف فعاليات القمة، مؤكداً على أهمية نتائجها للعالم الاسلامي، ثم ألقى رؤساء الوفود المشاركة كلماتهم بهذه المناسبة، ومن بينها كلمة مملكة البحرين التي ألقاها وزير التربية والتعليم، ونقل من خلالها تحيات حضرة صاحب الجلالة الملك المفدى حفظه الله ورعاه، الى فخامة رئيس جمهورية كازاخستان، وتمنيات جلالته الكريم لهذه القمة بالخروج بنتائج مثمرة تعزز التعاون بين الدول الإسلامية في مجال العلوم والتكنولوجيا، معرباً الوزير عن اعتزاز المملكة بالمشاركة في أعمال هذه القمة الهامة التي تحمل على عاتقها مسئولية جليلة في الدفع بالعمل الإسلامي المشترك على طريق الإنجاز، وتطوير الشراكة الفاعلة بين الدول الأعضاء في المنظمة في مجال العلوم والتكنولوجيا، لمواجهة متطلبات التنمية الشاملة وتعزيز التقدم والرخاء والتضامن الإسلامي والإنساني.
وأكد رئيس وفد المملكة أن قيادة بلدنا، اهتمت منذ وقت مبكر بدور تقنية المعلومات والاتصال في الانتقال بالتعليم من مرحلته التأسيسية التقليدية إلى مرحلة الاستخدام الفعال للتقنية والتحول إلى التعلّم الإلكتروني، وذلك من خلال تدشين مشروع جلالة الملك حمد لمدارس المستقبل في العام 2005، والذي جاء بناءً على توجيهات ملكية سامية، وحقق نجاحاً كبيراً وأسهم في التحول إلى مرحلة التمكين الرقمي وإنتاج المحتوى الالكتروني، فضلاً عن التعاون مع منظمة اليونسكو في إنشاء المركز الإقليمي لتكنولوجيا المعلومات والاتصال على أرض المملكة، والذي استفاد من دوراته وورشه التدريبية آلاف التربويين على الصعيد المحلي والإقليمي، مشيراً إلى إطلاق جائزة اليونسكو-الملك حمد بن عيسى آل خليفة لاستخدام تكنولوجيات المعلومات والاتصال في التعليم، والتي حققت نجاحاً عالمياً باهراً في تشجيع الابتكار في مجال دمج التقنية في التعليم وأصبحت من الجوائز المهمة في اليونسكو. وكذلك إنشاء مكتبة الملك حمد الرقمية والتي تسهم في خدمة الباحثين وتوفير الخدمات المعرفية الرقمية لهم.
وعلى صعيد التعليم العالي والبحث العلمي، أشار الوزير إلى أن مملكة البحرين دشنت استراتيجيتين الأولى للتعليم العالي والاخرى للبحث العلمي مع التركيز على الجانب التكنولوجي، وباشرت في تطبيقها بدءاً من العام 2015، إيماناً منها بأن هذا القطاع الحيوي هو محور التنمية المستقبلية للاقتصاد والخدمات العامة والمجتمع، وأن المملكة تسعى دائماً إلى استقطاب مؤسسات تعليم عال عالمية لخدمة الطلبة في هذه المرحلة الدراسية.
وقد اعتمد مؤتمر القمة الإسلامية "إعلان أستانا" بشأن العلوم والتكنولوجيا والابتكار والتحديث في العالم الإسلامي، والذي ركز على العديد من الأمور، منها التأكيد على الالتزام بالمبادئ والاهداف المنصوص عليها في ميثاق منظمة التعاون الإسلام، ولاسيما النهوض باكتساب المعرفة وإشاعتها، بما ينسجم مع مثل الإسلام السامية، لتحقيق التميز الفكري والرقي بالعلوم والتكنولوجيا، والاهتمام بتعزيز التعاون بين الدول الإسلامية لتحقيق التنمية المستدامة ومواجهة التحديات المجتمعية للقرن الواحد والعشرين.
إضافةً إلى الدعوة إلى مراجعة أمن المحتوى الرقمي من خلال دراسة وتوحيد ماهو قائم من القوانين والسياسات والاستجابة المرتبطة بأمن الفضاء الإلكتروني، مع الإشادة بتدشين مجموعة البنك الإسلامي للتنمية لصندوق العلوم والتكنولوجيا والابتكار، لما من شأنه أن يسهم في تنفيذ خطة منظمة التعاون الإسلامي للعلوم والتكنولوجيا والابتكار وتلبية الاحتياجات الانمائية للدول الأعضاء بالمنظمة.
هذا وكانت مملكة البحرين قد شاركت في الاجتماعين الذين سبقا عقد القمة، حيث تم اعتماد جدول أعمال القمة وبرنامج عملها، فضلاً عن مناقشة واعداد الوثائق الختامية لهذه القمة الإسلامية.