تحت رعاية صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة، تم إطلاق إعلان مملكة البحرين ومركز الملك حمد العالمي للحوار بين الأديان والتعايش السلمي في لوس أنجلوس بولاية كاليفورنيا الأمريكية، وقد أناب جلالة الملك المفدى سمو الشيخ ناصر بن حمد آل خليفة ممثل جلالة الملك للأعمال الخيرية وشؤون الشباب رئيس مجلس أمناء المؤسسة الخيرية الملكية لحضور حفل توقيع الإعلان، حيث أكد سموه الشيخ ناصر أن السلام يمكن تحقيقه فقط من خلال التفاهم والمشاركة الفعالة، مؤكداً سموه أن مملكة البحرين تدرك أهمية تهيئة بيئة معززة السلام من خلال تمكين الأفراد والمجتمعات للشعور بالرضا حيال أنفسهم.
جاء ذلك في كلمة ألقاها سموه بمدينة لوس أنجلوس الأمريكية لدى افتتاحه حفل إطلاق "إعلان مملكة البحرين" والإعلان الرسمي عن تدشين "مركز الملك حمد العالمي للحوار بين الأديان والتعايش السلمي" بالنيابة عن صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المفدى.
وقال سموه: "(حب جارك كما تحب نفسك) هو نداء لنا جميعاً لنؤكد حسن النية ونتواصل بشكل بناء وبتعاطف مع كل من حولنا، في مجتمعنا وفي أوطاننا وفي العالم كله. إنه لمن خلال التفاهم نستطيع تحطيم المفاهيم والافتراضات الخاطئة "للآخر".
وأضاف سموه: "عبر تعزيز الحرية الدينية للجميع مع التأكيد على الاحترام المتبادل والحب، إننا نؤمن بقدرتنا للحصول على عالم يزدهر بالتعايش السلمي، واليوم يمثل تذكير لنا جميعاً لما حققناه في مجال تعزيز الحوار والتفاهم بين الأديان بالإضافة إلى تذكير آخر بالعمل الذي يجب أن نستكمله لمكافحة خطاب الكراهية والتعصب".
وأكد سموه أنه سيتم تدشين مركز الملك حمد العالمي للحوار بين الأديان والتعايش السلمي في شهر نوفمبر من العام الجاري 2017، ليساهم في النقاش العالمي رفيع المستوى بما يخص وتعزيز الحوار والتسامح بين الأديان بالإضافة إلى توقيع "إعلان مملكة البحرين" وهي وثيقة عالمية تلتزم بتعزيز الحرية الدينية للجميع.
ولفت سموه إلى أن تدشين المركز يتبع الإطلاق المثمر لكرسي صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة في جامعة لا سبينزا روما لتدريس الحوار والسلام والتفاهم بين الأديان العام الماضي.
وأكد سموه أن مسؤولية تعزيز المشاركة لا تقتصر فقط على الدول والحكومات، مستطرداً سموه بالقول: "نحن جميعاً نحمل على عاتقنا مسؤولية المساهمة الإيجابية لهذا الموضوع من خلال مبادرات اللطف والرعاية في مجتمعاتنا. حين يلعب أطفالنا في الحديقة مع الأطفال الآخرين المختلفين عنهم، إن هذا تعزيز للتعايش".
وتابع سموه قائلاً: "حين تلقي التحية على جارك الذي يذهب إلى الكنيسة يوم الأحد أو الكنيس يوم السبت أو المسجد يوم الجمعة، فأنت شخص فعال في مجال التعايش، فهذه الأفعال الصغيرة اللطيفة التي تحول التعايش إلى جزء لا يتجزأ من حمضنا النووي كبشر".
واختتم سموه كلمته بالقول: "إنني أفخر بكوني مسلماً وعربياً، وإنساناً، ومواطناً في هذا العالم.. عالم يعتبر فيه الحب والاحترام فطرة، وهو عالم لا مكان فيه للكراهية والعنف.. عالم من السلام".
أنموذج في التعايش
من جهته، تحدث الحاخام مارفن هاير عميد ومؤسس مركز "سايمون ويزنثال" عن زيارته الأولى لمملكة البحرين في شهر فبراير الماضي ولقائه بجلالة الملك المفدى لمدة "ساعة لا تنسى" على حد وصفه.
ووصف هاير زيارته الأخيرة لمملكة البحرين بالمميزة والتي أظهرت له مدى ريادة المملكة في التعايش السلمي بين كافة الأديان والجنسيات واعتبارها أنموذجاً يحتذى به على مستوى العالم، فلا فرق بين مسلم أو مسيحي أو يهودي في مجتمع يقبل الآخر بكل مودة واحترام متبادل.
وبين هاير أن أبرز ما كان في زيارته لمملكة البحرين هو سماع كلمات مثلجة للصدر من جلالة الملك المفدى حول رؤية جلالته الطموحة لشرق أوسط جديد مبني على مبادئ احتواء الجميع واحترام حقوق وكرامة الإنسان ورفض التطرف.
وأكد هاير أن تجربة مملكة البحرين بقيادة جلالة الملك المفدى تعتبر لحظة مهمة في التاريخ والتي تبرز قائداً في العالم العربي يحث جميع المسلمين والمسيحيين واليهود على التسامح والتعايش السلمي بعيداً عن الكراهية أو التمييز على أساس مذهبي أو ديني، من أجل بناء مستقبل أكثر إشراقاً لا يمت بصلة البتة بأي شكل من أشكال الاستبداد أو التعصبية الدينية.
كما أكد هاير أن قصة البشرية يجب أن تكتب في الحقول الخصبة التي تغذي الجوعى، وأن تكتب في مختبرات الدواء التي تعالج المرضى، وأن تكتب في صفوف المدارس والجامعات التي تساعد في مكافحة الجهل، وأن تكتب في معابد اليهود والكنائس والمساجد التي تغذي الروح البشرية، وأن تكتب في قاعات السلطة التشريعية التي تحمي حقوق وحريات الرجال والنساء والأطفال، وذلك بدلاً من أن تكتب في ساحات المجازر المرتكبة بالأعمال الإرهابية.
وبين هاير أن التحدي الماثل أمامنا هو إيجاد الشجاعة لتغيير مسار الأحداث، لجعل هذه الحقبة من التاريخ فرصة للأمم لاختيار التعاون بدلاً من المجابهة، وهذا ما أرشدنا إليه جميع الأنبياء منذ قديم الزمان.
البحرين أرض مباركة
من جانبه، أكد القس جوني مور أن إعلان مملكة البحرين يمثل رؤية طموحة لإبراز أفضل خصال الإيمان في وقت يتم فيه استغلال الدين أبشع استغلال وعلى مرأى الجميع في العالم.
ولفت مور إلى أن رؤية إعلان مملكة البحرين تدعو إلى الحرية الدينية للجميع دون الانتقاص من أي ديانة، لتكون أنموذجاً حياً لما يمتلكه مجتمع البحرين من خصال حميدة قل نظيرها على مستوى العالم.
وأكد مور أن مضامين إعلان مملكة البحرين بإمكانها أن تغير العالم إلى غد أفضل، مستطرداً بالقول: "يدعونا إعلان صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة إلى لعب دور فاعل في بناء عالم شامل حيث يعتبر فيه إيماننا بالله نعمة لكل البشرية ومأسسة للسلام".
وأضاف مور: "تعتبر مملكة البحرين أرضاً مباركة بما تحويه من ثقافة التعايش السلمي بين المسيحيين واليهود والمسلمين والبوذيين والهندوس، لقد أوجدوا جميعهم طريقة مميزة للعيش معاً بسلام وانسجام تام لعقود طويلة".
ولفت مور إلى أن مملكة البحرين تقوم بتشييد أكبر كنيسة كاثوليكية في العالم العربي، إضافة إلى احتضانها لواحد من أقدم معابد الهندوس في المنامة الذي أنشئ قبل 200 عام.
وأبدى مور تفاؤله في أن يكون إعلان مملكة البحرين بارقة أمل لعالم يعمه السلام والتعايش بين جميع الأديان، معرباً عن أمله في أن تصبح تجربة البحرين الرائدة مصدر إشعاع وإلهام لباقي الأمم للاقتداء بنفس التجربة ونشر الخير والتعايش السلمي بين الجميع.
حجر زاوية تاريخي
بدوره، أكد سفير مملكة البحرين لدى دولة الكويت الشقيقة الشيخ خليفة بن حمد آل خليفة أنه يتواجد اليوم في هذا الحدث الضخم في لوس أنجلوس كمواطن بحريني فخور بإرث بلاده الغني بالتعددية الثقافية والتعايش الحضاري بين مختلف الأديان ومشارب المجتمع.
وأضاف الشيخ خليفة في كلمته خلال الاحتفالية: "ما يزيدني فخراً هو اختيار صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المفدى منذ تولي جلالته مقاليد الحكم السير على خطى أسلاف جلالته الكرام بالحفاظ على موروث الحرية الدينية والتعايش السلمي لعقود طويلة".
وأكد الشيخ خليفة أن جلالة الملك المفدى يعتبر الداعم الأكبر للتنوع الثقافي وتسخير جميع الفرص للحوار بين جميع الأديان والحضارات والثقافات، وأكبر دليل على ذلك زيارات جلالته للفاتيكان ولقاؤه آخر 3 بابوات في الفاتيكان، إضافة إلى استضافة شيخ الأزهر في البحرين وكبار رجالات الأديان اليهودية والهندوسية والبوذية والمسيحية.
وأكد الشيخ خليفة أن تقدير جلالة الملك المفدى المخلص لهذا التنوع الثقافي والتسامح الديني وسعي جلالته الدؤوب لتهيئة أرضيات خصبة للسلام قد تحول إلى سياسة راسخة يعكسها بوضوح "إعلان مملكة البحرين" الذي أعلن عنه اليوم.
ولفت الشيخ خليفة إلى أنه منذ العام 2002 وجلالة الملك المفدى يصدر توجيهاته السديدة لتنظيم حوارات ومؤتمرات بين الإسلام والمسيحية، والتي تعتبر الأول من نوعها على مستوى منطقة الخليج العربي، تبع ذلك النجاح الرائد توجيه جلالة الملك بتنظيم مؤتمر حوار الحضارات، مما يدل دلالة قاطعة على التزام جلالته المخلص للحوار بين الأديان والتعايش السلمي.
كما أكد الشيخ خليفة أن مركز الملك حمد العالمي للحوار بين الأديان والتعايش السلمي يمثل حجر زاوية تاريخياً في سبيل العمل على تنفيذ رؤية جلالة الملك المستندة على تقاليد مملكة البحرين المرحبة بالجميع بكل مودة وسعة صدر.
وثمن الشيخ خليفة جهود سمو الشيخ ناصر بن حمد والذي يمثل انعكاساً حقيقياً لما يؤمن به جلالة الملك المفدى من قيم ومبادئ سامية، والذي يعد قدوة لكل شباب يطمح لمستقبل واعد ومزدهر.
مفتاح التعايش السلمي
من جهتها، أكدت الأمين العام لاتحاد الجاليات الأجنبية في البحرين بيتسي ماثيسون أن مملكة البحرين حباها الله بملك ذي رؤية حكيمة وإيمان راسخ بأن الحرية الدينية هي مفتاح التعايش السلمي.
وبينت ماثيسون أن جلالة الملك المفدى كان في مسعاه الحثيث لتعزيز التعايش السلمي والحوار بين الأديان سباقاً وفريداً من نوعه على مستوى المنطقة والعالم، مؤمناً بفلسفة حكيمة أساسها أن جميع أتباع الأديان السماوية وغير السماوية بإمكانهم العيش معاً بسلام ووئام.
وأوضحت ماثيسون أن البحرينيين ترعرعوا منذ مئات السنين مع جيران لهم يعتنقون الأديان المسيحية واليهودية والبوذية والسيخ والمسلمين من مختلف المذاهب، وعاشوا معهم في حب ووئام، كما كان أصدقاؤهم منذ نعومة أظفارهم من مختلف الثقافات والطوائف، وبالتالي يمتاز البحرينيون بتفهم واحترام خاص لكافة الأديان والأعراق والثقافات الأخرى.
وأكدت ماثيسون أن الجميع على أرض البحرين يعيشون سواسية بدون أي تفرقة أو تمييز بينهم، ويعيشون حياة طبيعية ويؤدون صلواتهم في أماكن العبادة بكل حرية، مشددة على أن الجميع في البحرين يعيشون كأسرة واحدة.
واعتبرت ماثيسون إعلان مملكة البحرين ومركز الملك حمد العالمي للحوار بين الأديان والتعايش السلمي مبادرات رائدة من لدن جلالة الملك المفدى هدفها تعزيز الدعم الدولي لرؤية الملك الفريدة في التعايش السلمي والحوار بين الأديان.
وذكرت ماثيسون أن مركز الملك حمد العالمي للحوار بين الأديان والتعايش السلمي سيتضمن متحفاً لعرض إرث مملكة البحرين التاريخي الغني بالحريات الدينية والتعايش السلمي لقرون طويلة من الزمن.
واستعرضت ماثيسون جهود اتحاد الجاليات الأجنبية في البحرين وجولاته العالمية بدءاً بلندن وتلتها برلين وبروكسل وباريس وواشنطن ونيويورك وروما لإبراز تجربة البحرين الفريدة في التعايش السلمي والحوار بين الأديان.
جاء ذلك في كلمة ألقاها سموه بمدينة لوس أنجلوس الأمريكية لدى افتتاحه حفل إطلاق "إعلان مملكة البحرين" والإعلان الرسمي عن تدشين "مركز الملك حمد العالمي للحوار بين الأديان والتعايش السلمي" بالنيابة عن صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المفدى.
وقال سموه: "(حب جارك كما تحب نفسك) هو نداء لنا جميعاً لنؤكد حسن النية ونتواصل بشكل بناء وبتعاطف مع كل من حولنا، في مجتمعنا وفي أوطاننا وفي العالم كله. إنه لمن خلال التفاهم نستطيع تحطيم المفاهيم والافتراضات الخاطئة "للآخر".
وأضاف سموه: "عبر تعزيز الحرية الدينية للجميع مع التأكيد على الاحترام المتبادل والحب، إننا نؤمن بقدرتنا للحصول على عالم يزدهر بالتعايش السلمي، واليوم يمثل تذكير لنا جميعاً لما حققناه في مجال تعزيز الحوار والتفاهم بين الأديان بالإضافة إلى تذكير آخر بالعمل الذي يجب أن نستكمله لمكافحة خطاب الكراهية والتعصب".
وأكد سموه أنه سيتم تدشين مركز الملك حمد العالمي للحوار بين الأديان والتعايش السلمي في شهر نوفمبر من العام الجاري 2017، ليساهم في النقاش العالمي رفيع المستوى بما يخص وتعزيز الحوار والتسامح بين الأديان بالإضافة إلى توقيع "إعلان مملكة البحرين" وهي وثيقة عالمية تلتزم بتعزيز الحرية الدينية للجميع.
ولفت سموه إلى أن تدشين المركز يتبع الإطلاق المثمر لكرسي صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة في جامعة لا سبينزا روما لتدريس الحوار والسلام والتفاهم بين الأديان العام الماضي.
وأكد سموه أن مسؤولية تعزيز المشاركة لا تقتصر فقط على الدول والحكومات، مستطرداً سموه بالقول: "نحن جميعاً نحمل على عاتقنا مسؤولية المساهمة الإيجابية لهذا الموضوع من خلال مبادرات اللطف والرعاية في مجتمعاتنا. حين يلعب أطفالنا في الحديقة مع الأطفال الآخرين المختلفين عنهم، إن هذا تعزيز للتعايش".
وتابع سموه قائلاً: "حين تلقي التحية على جارك الذي يذهب إلى الكنيسة يوم الأحد أو الكنيس يوم السبت أو المسجد يوم الجمعة، فأنت شخص فعال في مجال التعايش، فهذه الأفعال الصغيرة اللطيفة التي تحول التعايش إلى جزء لا يتجزأ من حمضنا النووي كبشر".
واختتم سموه كلمته بالقول: "إنني أفخر بكوني مسلماً وعربياً، وإنساناً، ومواطناً في هذا العالم.. عالم يعتبر فيه الحب والاحترام فطرة، وهو عالم لا مكان فيه للكراهية والعنف.. عالم من السلام".
أنموذج في التعايش
من جهته، تحدث الحاخام مارفن هاير عميد ومؤسس مركز "سايمون ويزنثال" عن زيارته الأولى لمملكة البحرين في شهر فبراير الماضي ولقائه بجلالة الملك المفدى لمدة "ساعة لا تنسى" على حد وصفه.
ووصف هاير زيارته الأخيرة لمملكة البحرين بالمميزة والتي أظهرت له مدى ريادة المملكة في التعايش السلمي بين كافة الأديان والجنسيات واعتبارها أنموذجاً يحتذى به على مستوى العالم، فلا فرق بين مسلم أو مسيحي أو يهودي في مجتمع يقبل الآخر بكل مودة واحترام متبادل.
وبين هاير أن أبرز ما كان في زيارته لمملكة البحرين هو سماع كلمات مثلجة للصدر من جلالة الملك المفدى حول رؤية جلالته الطموحة لشرق أوسط جديد مبني على مبادئ احتواء الجميع واحترام حقوق وكرامة الإنسان ورفض التطرف.
وأكد هاير أن تجربة مملكة البحرين بقيادة جلالة الملك المفدى تعتبر لحظة مهمة في التاريخ والتي تبرز قائداً في العالم العربي يحث جميع المسلمين والمسيحيين واليهود على التسامح والتعايش السلمي بعيداً عن الكراهية أو التمييز على أساس مذهبي أو ديني، من أجل بناء مستقبل أكثر إشراقاً لا يمت بصلة البتة بأي شكل من أشكال الاستبداد أو التعصبية الدينية.
كما أكد هاير أن قصة البشرية يجب أن تكتب في الحقول الخصبة التي تغذي الجوعى، وأن تكتب في مختبرات الدواء التي تعالج المرضى، وأن تكتب في صفوف المدارس والجامعات التي تساعد في مكافحة الجهل، وأن تكتب في معابد اليهود والكنائس والمساجد التي تغذي الروح البشرية، وأن تكتب في قاعات السلطة التشريعية التي تحمي حقوق وحريات الرجال والنساء والأطفال، وذلك بدلاً من أن تكتب في ساحات المجازر المرتكبة بالأعمال الإرهابية.
وبين هاير أن التحدي الماثل أمامنا هو إيجاد الشجاعة لتغيير مسار الأحداث، لجعل هذه الحقبة من التاريخ فرصة للأمم لاختيار التعاون بدلاً من المجابهة، وهذا ما أرشدنا إليه جميع الأنبياء منذ قديم الزمان.
البحرين أرض مباركة
من جانبه، أكد القس جوني مور أن إعلان مملكة البحرين يمثل رؤية طموحة لإبراز أفضل خصال الإيمان في وقت يتم فيه استغلال الدين أبشع استغلال وعلى مرأى الجميع في العالم.
ولفت مور إلى أن رؤية إعلان مملكة البحرين تدعو إلى الحرية الدينية للجميع دون الانتقاص من أي ديانة، لتكون أنموذجاً حياً لما يمتلكه مجتمع البحرين من خصال حميدة قل نظيرها على مستوى العالم.
وأكد مور أن مضامين إعلان مملكة البحرين بإمكانها أن تغير العالم إلى غد أفضل، مستطرداً بالقول: "يدعونا إعلان صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة إلى لعب دور فاعل في بناء عالم شامل حيث يعتبر فيه إيماننا بالله نعمة لكل البشرية ومأسسة للسلام".
وأضاف مور: "تعتبر مملكة البحرين أرضاً مباركة بما تحويه من ثقافة التعايش السلمي بين المسيحيين واليهود والمسلمين والبوذيين والهندوس، لقد أوجدوا جميعهم طريقة مميزة للعيش معاً بسلام وانسجام تام لعقود طويلة".
ولفت مور إلى أن مملكة البحرين تقوم بتشييد أكبر كنيسة كاثوليكية في العالم العربي، إضافة إلى احتضانها لواحد من أقدم معابد الهندوس في المنامة الذي أنشئ قبل 200 عام.
وأبدى مور تفاؤله في أن يكون إعلان مملكة البحرين بارقة أمل لعالم يعمه السلام والتعايش بين جميع الأديان، معرباً عن أمله في أن تصبح تجربة البحرين الرائدة مصدر إشعاع وإلهام لباقي الأمم للاقتداء بنفس التجربة ونشر الخير والتعايش السلمي بين الجميع.
حجر زاوية تاريخي
بدوره، أكد سفير مملكة البحرين لدى دولة الكويت الشقيقة الشيخ خليفة بن حمد آل خليفة أنه يتواجد اليوم في هذا الحدث الضخم في لوس أنجلوس كمواطن بحريني فخور بإرث بلاده الغني بالتعددية الثقافية والتعايش الحضاري بين مختلف الأديان ومشارب المجتمع.
وأضاف الشيخ خليفة في كلمته خلال الاحتفالية: "ما يزيدني فخراً هو اختيار صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المفدى منذ تولي جلالته مقاليد الحكم السير على خطى أسلاف جلالته الكرام بالحفاظ على موروث الحرية الدينية والتعايش السلمي لعقود طويلة".
وأكد الشيخ خليفة أن جلالة الملك المفدى يعتبر الداعم الأكبر للتنوع الثقافي وتسخير جميع الفرص للحوار بين جميع الأديان والحضارات والثقافات، وأكبر دليل على ذلك زيارات جلالته للفاتيكان ولقاؤه آخر 3 بابوات في الفاتيكان، إضافة إلى استضافة شيخ الأزهر في البحرين وكبار رجالات الأديان اليهودية والهندوسية والبوذية والمسيحية.
وأكد الشيخ خليفة أن تقدير جلالة الملك المفدى المخلص لهذا التنوع الثقافي والتسامح الديني وسعي جلالته الدؤوب لتهيئة أرضيات خصبة للسلام قد تحول إلى سياسة راسخة يعكسها بوضوح "إعلان مملكة البحرين" الذي أعلن عنه اليوم.
ولفت الشيخ خليفة إلى أنه منذ العام 2002 وجلالة الملك المفدى يصدر توجيهاته السديدة لتنظيم حوارات ومؤتمرات بين الإسلام والمسيحية، والتي تعتبر الأول من نوعها على مستوى منطقة الخليج العربي، تبع ذلك النجاح الرائد توجيه جلالة الملك بتنظيم مؤتمر حوار الحضارات، مما يدل دلالة قاطعة على التزام جلالته المخلص للحوار بين الأديان والتعايش السلمي.
كما أكد الشيخ خليفة أن مركز الملك حمد العالمي للحوار بين الأديان والتعايش السلمي يمثل حجر زاوية تاريخياً في سبيل العمل على تنفيذ رؤية جلالة الملك المستندة على تقاليد مملكة البحرين المرحبة بالجميع بكل مودة وسعة صدر.
وثمن الشيخ خليفة جهود سمو الشيخ ناصر بن حمد والذي يمثل انعكاساً حقيقياً لما يؤمن به جلالة الملك المفدى من قيم ومبادئ سامية، والذي يعد قدوة لكل شباب يطمح لمستقبل واعد ومزدهر.
مفتاح التعايش السلمي
من جهتها، أكدت الأمين العام لاتحاد الجاليات الأجنبية في البحرين بيتسي ماثيسون أن مملكة البحرين حباها الله بملك ذي رؤية حكيمة وإيمان راسخ بأن الحرية الدينية هي مفتاح التعايش السلمي.
وبينت ماثيسون أن جلالة الملك المفدى كان في مسعاه الحثيث لتعزيز التعايش السلمي والحوار بين الأديان سباقاً وفريداً من نوعه على مستوى المنطقة والعالم، مؤمناً بفلسفة حكيمة أساسها أن جميع أتباع الأديان السماوية وغير السماوية بإمكانهم العيش معاً بسلام ووئام.
وأوضحت ماثيسون أن البحرينيين ترعرعوا منذ مئات السنين مع جيران لهم يعتنقون الأديان المسيحية واليهودية والبوذية والسيخ والمسلمين من مختلف المذاهب، وعاشوا معهم في حب ووئام، كما كان أصدقاؤهم منذ نعومة أظفارهم من مختلف الثقافات والطوائف، وبالتالي يمتاز البحرينيون بتفهم واحترام خاص لكافة الأديان والأعراق والثقافات الأخرى.
وأكدت ماثيسون أن الجميع على أرض البحرين يعيشون سواسية بدون أي تفرقة أو تمييز بينهم، ويعيشون حياة طبيعية ويؤدون صلواتهم في أماكن العبادة بكل حرية، مشددة على أن الجميع في البحرين يعيشون كأسرة واحدة.
واعتبرت ماثيسون إعلان مملكة البحرين ومركز الملك حمد العالمي للحوار بين الأديان والتعايش السلمي مبادرات رائدة من لدن جلالة الملك المفدى هدفها تعزيز الدعم الدولي لرؤية الملك الفريدة في التعايش السلمي والحوار بين الأديان.
وذكرت ماثيسون أن مركز الملك حمد العالمي للحوار بين الأديان والتعايش السلمي سيتضمن متحفاً لعرض إرث مملكة البحرين التاريخي الغني بالحريات الدينية والتعايش السلمي لقرون طويلة من الزمن.
واستعرضت ماثيسون جهود اتحاد الجاليات الأجنبية في البحرين وجولاته العالمية بدءاً بلندن وتلتها برلين وبروكسل وباريس وواشنطن ونيويورك وروما لإبراز تجربة البحرين الفريدة في التعايش السلمي والحوار بين الأديان.