دعا الشيخ الدكتور عبد اللطيف آل محمود رئيس تجمع الوحدة الوطنية إلى الاهتمام بثلاثة مبادئ في التعليم، الأخلاق والتنمية العلمية واكتساب المهارات، وأن توضع هذه المبادئ وسط أعين البحرينيين، لبناء جيل بحريني يقود النهضة.
واستضاف مجلس علي حمود الفرج الشيخ آل محمود في محاضرة بعنوان التعليم في مملكة البحرين نعمة وبناء ومسؤولية .
ولفت الشيخ الدكتور آل محمود في مبتدر الندوة إلى أهمية تقدير المواطنين ميزة توفر فرص الدراسة والتعليم بمدارس مملكة البحرين للجميع وتوفر الكتب والمدرسين واهتمام الحكومة بأمر التعليم وقال هذه نعمة نحمد الله عليها ونحتاج أيضاً الى شكر القائمين على أمر هذه المرافق التعليمية وأضاف أن حرص طلابنا على الدرس هي القضية التي يجب أن نهتم بها كأسر وأولياء أمور لأن وضعية شعبنا الاقتصادية الجيدة مقارنة بالشعوب الفقيرة قد تجعل الكثير من أبنائنا لا يحرصون على العلم والدرس بما يكفي باعتبار أنهم يعيشون في بحبوحة من العيش .
وأشار آل محمود إلى أن حراك التعليم والمدارس يبعث بالحياة والحيوية في المجتمع، وقال: "جميعنا يلاحظ أن شوارع البحرين كانت قبل أيام وفي فترة الإجازة خالية في أوقات طلب الرزق من حركة الناس والآن وبعد عودة الطلاب إلى المدارس دبت فيها الحياة وهذه الحركة تعني أن هناك رغبة متنامية في بلادنا في التعلم وفي طلب العلم وقال إن مقياس هذه الرغبة يرتبط أيضاً بمعرفة نسبة تسرب الطلاب من المدارس فإن لم يكن هناك تسرب فنحن نقول إننا في خير وإن كان هناك تسرب فهذه مسؤولية على الأسرة والمدرسة".
ودعا رئيس تجمع الوحدة الوطنية إلى الاستفادة من المقارنة بين ظروف تلقي التعليم وفرصه في الماضي حين كانت المدارس قليلة والوعي بأهمية التعليم أقل من الآن واستطاع الكثيرون برغم ذلك من إكمال تعليمهم وتحقيق نجاحات كبيرة في ظروف كانت أصعب من اليوم .
وقال"ينبغي علينا وفي هذا الوقت بالذات أن نضع لنا أهدافاً محددة نسعى لتحقيقها بالعلم والمعرفة خاصة في زمن نرى فيه الفتن تدور ونرى الحرب من حولنا ونرى هناك من يخطط ضد امتنا العربية والإسلامية فإذا كان الشباب في البحرين قد وقفوا وتصدوا للمؤامرة والانقلاب فلابد أن تكون عندنا قضية هامة يغرسها الآباء في قلوب الأبناء أن هدفنا من التعليم ليس فقط من أجل التعليم بل أن نسعى إلى النهضة ببلدنا ونرفع من شأنها وليس مجرد أن نحصل على شهادة ونقوم بالبحث عن عمل وليس أمامنا ألا أن نقبل التحدي ونرفع في البحرين شعاراً بسيطاً في كلماته لكنه عظيم في معناه هو "أولادنا عماد نهضتنا".
وأضاف "هذه مسؤولية في عاتق كل أب وكل أم أن يحفظوا هذا الشعار ويعلمونه لأبنائهم وأبناء الوطن فلا ينهض وطن أو تنهض أمة إلا إذا كان أبناء هذا الوطن لديهم هدف محدد وكل أمة تستخلص من دينها ومن ثقافتها معايير معينة وفي تقديري أن هناك ثلاثة مباديء يجب أن نضعها نصب أعيننا المبدأ الأول هو الأخلاق اقتداءً بالرسول الكريم صلى الله عليه وسلم وأصحابه الكرام فالعلم بلا أخلاق يعني الدمار والفساد والمؤمن بأخلاقه يكون بذرة خير لا بذرة شر ومفتاح خير لا مفتاح شر ونحتاج من وزارة التربية والتعليم ان تعتمد هذا في مناهجها".
وتابع "أما القضية الثانية فهي التنمية العلمية إذ لا يجب أن يكون هدف طلابنا فقط هو إحراز النجاح في الاختبارات بل أن يتدبروا محتوى مناهجهم ويفهموا معاني كل المقررات فهماً صحيحاً حتى تتحقق التنمية العلمية ، فلا تترك أيها الطالب شيئاً في المقرر لا تعرفه إلا وتسأل عنه ولا ترضى بأن يمر عليك سطر أو كلمة تجهلها والطريق إلى ذلك هو السؤال فقد ورثنا من علمائنا أن السؤال نصف العلم ضع أمامك هدفاً ليس أن تنجح فقط بل تفهم".
وأشار إلى مقارنة بين منهج تعليمنا في البحرين ومناهج التعليم في دول أخرى، حيث حققت البحرين ما تصبو إليه من التعليم بسهولة أكبر وقال: "منهجنا في التعليم ورثتنا له بريطانيا بأن جعلت الدراسة النظرية هي الغالبة علينا وليس الدراسة العملية وقال نحن بحاجة لأن نغير منهجنا في التعليم لأننا ندرس مناهج بها أكثر من ٧٥% نظري بينما الدول التي تقدمت تدرس مناهج لا تزيد الجوانب النظرية فيها عن ٢٥% فقط".
وتابع: "أما القضية الثالثة يسمونها في التعليم المهارات ومنها مهارة الكلام ومهارة الفهم لما تقرأ ومهارة الإفصاح والتعبير تعبيراً صحيحاً عن ما تفهمه وهي أمور سهلة وبسيطة جداً لكننا أحياناً نستصعب العلوم وخاصة اللغة العربية التي يمكن تطويرها بالاستماع إلى القرآن وقراءته وهناك مهارات أخرى في الحياة يجب أن يحرص الجميع على أن يتعلموا منها شيئاً ينفعهم كالمشاركة في أعمال البيت واكتساب معرفة عامة بكل ما نستطيع معرفته من امور الحياة فلا تترك مجالاً يمكن ان تتعلم منه شيئاً مفيداً أو مهارة جديدة إلا وتنهل من معرفته ما يزيل عنك الجهل التام به".
وفي رده على مداخلات الحضور وتفاعلهم الكبير مع موضوع المحاضرة لفت آل محمود إلى أخطاء التربية وقال: "في الدول المتقدمة تبدأ التربية من الأم بعد الولادة مباشرة تجدها تتعلم كيف تتعامل مع الطفل قبل أن يذهب إلى المدرسة وهناك الآن برامج متوفرة على الشبكة العنكبوتية تقدم كل ما هو مطلوب لنتعلم التربية الصحيحة لأبنائنا وقال نحن بحاجة إلى أن نلفت الانتباه لمثل هذه الأمور وهذا جزء من تربية الأمة وتربية أجيال".