كشف كتاب "الطموح الاحمر" لكاتبه #يوسف البنخليل تفاصيل جديدة ومعلومات مهمة عن طبيعة التدخل الأمريكي في عهد الرئيس الأمريكي باراك أوباما في الشؤون الداخلية للبحرين، والدور الذي قامت به واشنطن في أحداث 2011، واتصالاتها بالتنظيمات السياسية الراديكالية، وضغوطاتها على الحكومة، راصداً المبادرات التي قدمتها لحكومة البحرين أو للجمعيات السياسية.
ووثق الكتاب، الذي تنشره "الوطن" متسلسلاً، أبرز الأحداث التي شهدتها البحرين، وكان لإدارة الرئيس أوباما دوراً رئيساً فيها.
وعاد الكتاب إلى الوراء ليبحث في جذر العلاقة بين واشنطن والتنظيمات الراديكالية، وليكشف طبيعة العلاقة القائمة بين الإدارة الأمريكية ورجال الدين، والسياسيين، والحقوقيين، والإعلاميين.
وكشف الكتاب في قسمه الأول تحت عنوان "مدح أمريكي للسفير الإيراني في البحرين" عن وصف السفارة الأمريكية في البحرين لعيسى قاسم بأنه "متطرف يدعو إلى إدخال التعليم الطائفي في المدارس" بعيد الثورة الخمينية في إيران.
وبيّن أن السفير الأمريكي في المنامة أبلغ وزارة الخارجية الأمريكية في 28 فبراير 2005 بـ"أن موسم عاشوراء شهد تسييساً كبيراً، خصوصاً من عيسى قاسم وعلي سلمان. وأكد انتشار صور الخميني وخامنئي في معظم القرى الشيعية بشكل أكثر من المعتاد. وكشف عن إقامة مخيمات لتدريب الشباب البحريني أيديولوجياً من خلال معسكرات خاصة، ووصفها بـ"الخطيرة جداً""، مبيناً أن ذلك تزامن مع مدح أمريكي للمرة الأولى للسفير الإيراني في البحرين.
وكشف الكتاب عن أن وزيراً بحرينياً أبلغ السفير الأمريكي في 26 يونيو 2006 بأن المسؤولين الإيرانيين مستعدون لإجراء مباحثات مباشرة مع الولايات المتحدة.
وفي ما يلي تفاصيل العنوان الأول من القسم الأول في الكتاب:
بعد اندلاع الثورة الخمينية في إيران بخمسة شهور، وتحديداً في 19 يوليو 1979 أرسلت السفارة الأمريكية في المنامة رسالة إلى وزارة الخارجية في واشنطن تتحدث فيها عن تصعيد كبير في الصحافة البحرينية ضد إيران إثر تصريحات مستفزة من آية الله صادق روحاني تتعلق بعودة المطالبات الإيرانية بجزر البحرين، وإعلانه دعم المطالبات السياسية لمجموعة من الشخصيات الدينية الشيعية.
وكان روحاني آنذاك قد طلب من البحرين، عبر مقالة نشرها في صحيفة إيرانية، ضرورة تطبيق النظام الإسلامي وإلا سيتم تجديد المطالبات الإيرانية بالسيادة عليها. وانتقد روحاني ما أسماه "معاناة البحرينيين من سوء المعاملة والفقر، مستشهداً بمجموعة من المطالب قدمتها مجموعة من الشخصيات الدينية الشيعية".
نفت السفارة الأمريكية في تقريرها صحة الادعاءات بوجود مطالب مقدمة من شخصيات دينية شيعية، وقالت إن هناك مطوية رديئة المحتوى يتم تداولها، وقد يكون المتطرف الشيخ عيسى قاسم رئيس جمعية التوعية الإسلامية وراء هذه الخطوة، خاصة بعد مطالباته بمنع تدريس الموسيقى، وإدخال التعليم الطائفي في المدارس الحكومية.
قد تكون تلك الحادثة مهمة لمعرفة وإدراك مفارقات التاريخ التي تطورت عبر أربع عقود متواصلة في النظرة الأمريكية للعلاقات البحرينية ـ الإيرانية، فالتوتر الذي ساد دائماً هذه العلاقات لم يمنع واشنطن من النظر إلى عيسى قاسم قبل 40 عاماً بأنه متطرف وعمل على حظر تدريس الموسيقى في المدارس، ودعا إلى إدخال التعليم الطائفي في المناهج الدراسية.
أدى الغزو الأمريكي ـ البريطاني في مارس 2003 إلى تحولات جوهرية في المنطقة، وهو ما دفع السفارات الأمريكية في دول مجلس التعاون الخليجي إلى قياس تأثير تلك التحولات على الأوضاع الداخلية. هذا ما تم في البحرين، ففي 28 فبراير 2005 أبلغ السفير ويليام مونرو وزارة الخارجية في واشنطن بأن الحكومة البحرينية لديها مخاوف من تأثير نجاح الشيعة في العراق على الأوضاع الداخلية، وهو ما يشير إلى تزايد التدخلات الإيرانية في البلاد.
كما ذكر السفير بأن موسم عاشوراء شهد تسييساً كبيراً، خصوصاً من عيسى قاسم وعلي سلمان. وأكد انتشار صور الخميني وخامنئي في معظم القرى الشيعية بشكل أكثر من المعتاد. وكشف عن إقامة مخيمات لتدريب الشباب البحريني أيديولوجياً من خلال معسكرات خاصة، ووصفها بـ "الخطيرة جداً". وذكر أيضاً أن السلطات البحرينية اكتشفت شعارات لحزب الله داخل هذه المعسكرات، وعدداً من الأعلام الأمريكية والإسرائيلية التي تم رسمها على الأرض من أجل الدوس عليها.
علق السفير مونرو في اتصالاته مع خارجية بلاده، وذكر أن نجاح الانتخابات في العراق ـ التي أوصلت حزب الدعوة الشيعي ـ ستسهم في "تأثير إيجابي على العراق والمنطقة والبحرين، حيث ستدفع الانتخابات الناجحة في العراق شيعة البحرين المقاطعين للعملية السياسية إلى النظر بجدية في التصويت والمشاركة في انتخابات 2006".
تابعت السفارة الأمريكية تحركات السفير الإيراني في المنامة محمد فرازمند خلال الفترة من 2002 ـ 2006. وأكد السفير الأمريكي ويليام مونرو لوزارة الخارجية في واشنطن أن السفير فرازمند أوضح لأحد السفراء العرب بأن تمويل الوفاق يأتي بشكل أساس من عيسى قاسم الذي يتمتع بنفوذ كبير، ولديه سلطة جمع الخمس وإنفاقها بما يراه مناسباً. كما أوضح السفير نفسه أن قطر ترحب بتراجع العلاقات الخليجية ـ الإيرانية لأنها ترى أنها فرصة كبيرة للعب دور إقليمي أكبر.
وللمرة الأولى يتم وصف سفير إيراني بهذه الطريقة، حيث كتب السفير مونرو مذكرة إلى وزارة الخارجية امتدح فيها السفير الإيراني في البحرين بشكل لافت، وذكر: "كان السفراء الإيرانيون السابقون متهمون بالتدخل في الشؤون الداخلية للبحرين، لكن السفير فرازمند لديه سمعة جيدة في حسن التصرف، ويتمتع بالنظافة طبقاً للمعايير الدبلوماسية. وكان نشطاً، واجتماعياً، ومحبوباً وفعالاً بشكل كبير، ويعتبر من الإيرانيين المعتدلين".
اجتمع أحد الوزراء البحرينيين مع السفير الأمريكي ويليام مونرو في 26 يونيو 2006، ودار الحديث في الاجتماع عن تفاصيل لقاء الوزير مع الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد خلال زيارة قصيرة قام بها الوزير مطلع يونيو 2006، والبرنامج النووي الإيراني، والعلاقات البحرينية ـ الإيرانية.
أطلع الوزير البحريني السفير الأمريكي حول المزاج العام السائد في إيران حول البرنامج النووي، وتطلع الإيرانيين لوقف المواجهة الدولية. وأكد الوزير أن المسؤولين الإيرانيين على استعداد لإجراء مباحثات مباشرة مع الولايات المتحدة الأمريكية. كما حث الوزير الإدارة الأمريكية على التمسك بالصبر بعد أن ظهرت مؤشرات إيرانية تؤكد استعدادهم للقيام بمباحثات مشتركة.
ووثق الكتاب، الذي تنشره "الوطن" متسلسلاً، أبرز الأحداث التي شهدتها البحرين، وكان لإدارة الرئيس أوباما دوراً رئيساً فيها.
وعاد الكتاب إلى الوراء ليبحث في جذر العلاقة بين واشنطن والتنظيمات الراديكالية، وليكشف طبيعة العلاقة القائمة بين الإدارة الأمريكية ورجال الدين، والسياسيين، والحقوقيين، والإعلاميين.
وكشف الكتاب في قسمه الأول تحت عنوان "مدح أمريكي للسفير الإيراني في البحرين" عن وصف السفارة الأمريكية في البحرين لعيسى قاسم بأنه "متطرف يدعو إلى إدخال التعليم الطائفي في المدارس" بعيد الثورة الخمينية في إيران.
وبيّن أن السفير الأمريكي في المنامة أبلغ وزارة الخارجية الأمريكية في 28 فبراير 2005 بـ"أن موسم عاشوراء شهد تسييساً كبيراً، خصوصاً من عيسى قاسم وعلي سلمان. وأكد انتشار صور الخميني وخامنئي في معظم القرى الشيعية بشكل أكثر من المعتاد. وكشف عن إقامة مخيمات لتدريب الشباب البحريني أيديولوجياً من خلال معسكرات خاصة، ووصفها بـ"الخطيرة جداً""، مبيناً أن ذلك تزامن مع مدح أمريكي للمرة الأولى للسفير الإيراني في البحرين.
وكشف الكتاب عن أن وزيراً بحرينياً أبلغ السفير الأمريكي في 26 يونيو 2006 بأن المسؤولين الإيرانيين مستعدون لإجراء مباحثات مباشرة مع الولايات المتحدة.
وفي ما يلي تفاصيل العنوان الأول من القسم الأول في الكتاب:
بعد اندلاع الثورة الخمينية في إيران بخمسة شهور، وتحديداً في 19 يوليو 1979 أرسلت السفارة الأمريكية في المنامة رسالة إلى وزارة الخارجية في واشنطن تتحدث فيها عن تصعيد كبير في الصحافة البحرينية ضد إيران إثر تصريحات مستفزة من آية الله صادق روحاني تتعلق بعودة المطالبات الإيرانية بجزر البحرين، وإعلانه دعم المطالبات السياسية لمجموعة من الشخصيات الدينية الشيعية.
وكان روحاني آنذاك قد طلب من البحرين، عبر مقالة نشرها في صحيفة إيرانية، ضرورة تطبيق النظام الإسلامي وإلا سيتم تجديد المطالبات الإيرانية بالسيادة عليها. وانتقد روحاني ما أسماه "معاناة البحرينيين من سوء المعاملة والفقر، مستشهداً بمجموعة من المطالب قدمتها مجموعة من الشخصيات الدينية الشيعية".
نفت السفارة الأمريكية في تقريرها صحة الادعاءات بوجود مطالب مقدمة من شخصيات دينية شيعية، وقالت إن هناك مطوية رديئة المحتوى يتم تداولها، وقد يكون المتطرف الشيخ عيسى قاسم رئيس جمعية التوعية الإسلامية وراء هذه الخطوة، خاصة بعد مطالباته بمنع تدريس الموسيقى، وإدخال التعليم الطائفي في المدارس الحكومية.
قد تكون تلك الحادثة مهمة لمعرفة وإدراك مفارقات التاريخ التي تطورت عبر أربع عقود متواصلة في النظرة الأمريكية للعلاقات البحرينية ـ الإيرانية، فالتوتر الذي ساد دائماً هذه العلاقات لم يمنع واشنطن من النظر إلى عيسى قاسم قبل 40 عاماً بأنه متطرف وعمل على حظر تدريس الموسيقى في المدارس، ودعا إلى إدخال التعليم الطائفي في المناهج الدراسية.
أدى الغزو الأمريكي ـ البريطاني في مارس 2003 إلى تحولات جوهرية في المنطقة، وهو ما دفع السفارات الأمريكية في دول مجلس التعاون الخليجي إلى قياس تأثير تلك التحولات على الأوضاع الداخلية. هذا ما تم في البحرين، ففي 28 فبراير 2005 أبلغ السفير ويليام مونرو وزارة الخارجية في واشنطن بأن الحكومة البحرينية لديها مخاوف من تأثير نجاح الشيعة في العراق على الأوضاع الداخلية، وهو ما يشير إلى تزايد التدخلات الإيرانية في البلاد.
كما ذكر السفير بأن موسم عاشوراء شهد تسييساً كبيراً، خصوصاً من عيسى قاسم وعلي سلمان. وأكد انتشار صور الخميني وخامنئي في معظم القرى الشيعية بشكل أكثر من المعتاد. وكشف عن إقامة مخيمات لتدريب الشباب البحريني أيديولوجياً من خلال معسكرات خاصة، ووصفها بـ "الخطيرة جداً". وذكر أيضاً أن السلطات البحرينية اكتشفت شعارات لحزب الله داخل هذه المعسكرات، وعدداً من الأعلام الأمريكية والإسرائيلية التي تم رسمها على الأرض من أجل الدوس عليها.
علق السفير مونرو في اتصالاته مع خارجية بلاده، وذكر أن نجاح الانتخابات في العراق ـ التي أوصلت حزب الدعوة الشيعي ـ ستسهم في "تأثير إيجابي على العراق والمنطقة والبحرين، حيث ستدفع الانتخابات الناجحة في العراق شيعة البحرين المقاطعين للعملية السياسية إلى النظر بجدية في التصويت والمشاركة في انتخابات 2006".
تابعت السفارة الأمريكية تحركات السفير الإيراني في المنامة محمد فرازمند خلال الفترة من 2002 ـ 2006. وأكد السفير الأمريكي ويليام مونرو لوزارة الخارجية في واشنطن أن السفير فرازمند أوضح لأحد السفراء العرب بأن تمويل الوفاق يأتي بشكل أساس من عيسى قاسم الذي يتمتع بنفوذ كبير، ولديه سلطة جمع الخمس وإنفاقها بما يراه مناسباً. كما أوضح السفير نفسه أن قطر ترحب بتراجع العلاقات الخليجية ـ الإيرانية لأنها ترى أنها فرصة كبيرة للعب دور إقليمي أكبر.
وللمرة الأولى يتم وصف سفير إيراني بهذه الطريقة، حيث كتب السفير مونرو مذكرة إلى وزارة الخارجية امتدح فيها السفير الإيراني في البحرين بشكل لافت، وذكر: "كان السفراء الإيرانيون السابقون متهمون بالتدخل في الشؤون الداخلية للبحرين، لكن السفير فرازمند لديه سمعة جيدة في حسن التصرف، ويتمتع بالنظافة طبقاً للمعايير الدبلوماسية. وكان نشطاً، واجتماعياً، ومحبوباً وفعالاً بشكل كبير، ويعتبر من الإيرانيين المعتدلين".
اجتمع أحد الوزراء البحرينيين مع السفير الأمريكي ويليام مونرو في 26 يونيو 2006، ودار الحديث في الاجتماع عن تفاصيل لقاء الوزير مع الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد خلال زيارة قصيرة قام بها الوزير مطلع يونيو 2006، والبرنامج النووي الإيراني، والعلاقات البحرينية ـ الإيرانية.
أطلع الوزير البحريني السفير الأمريكي حول المزاج العام السائد في إيران حول البرنامج النووي، وتطلع الإيرانيين لوقف المواجهة الدولية. وأكد الوزير أن المسؤولين الإيرانيين على استعداد لإجراء مباحثات مباشرة مع الولايات المتحدة الأمريكية. كما حث الوزير الإدارة الأمريكية على التمسك بالصبر بعد أن ظهرت مؤشرات إيرانية تؤكد استعدادهم للقيام بمباحثات مشتركة.