أمرت النيابة العامة بحبس الزوج البحريني "52" المعتدى على طليقته زهراء صبحي السورية الجنسية "35 سنة" وأم أبنائه الخمسة أصغرهم طفلة عمرها لا يتعدى الشهرين في أبشع حادثة عنف هزت الرأي العام المحلي، لمدة أسبوع على ذمة التحقيقات بعد أن وجهت له تهمة الاعتداء على سلامة جسمها، فيما أكد محامي المعتدى عليها بأن عدد البلاغات التي قدمتها الأم ضد طليقها بلغت 11 بلاغ اعتداء قبل هذه الواقعة.
ومازالت زهراء صبحي تتلقى العلاج حتى اليوم، وأجرت لها أشعة مقطعية لرأسها بعد أن تعرضت لنزيف داخلي في الرأس، وكدمات بوجهها وعينيها حتى باتت تبكي دموعاً.
وأكدت مصادر للوطن بأن أربعة أطفال تم إيوائهم في دار الأمان، فيما بقت أختهم الطفلة البالغه من العمر شهرين لدى عمتها، ترعاها لحين خروج والدتها من المستشتفى لترافقها للدار مع بقية أخوتها.
إلى ذلك، باشرت نيابة المحافظة الشمالية التحقيق بالواقعة صباح يوم أمس، وصرح رئيس النيابة محمد صلاح بأنها تلقت بلاغاً من مركز شرطة الخميس بقيام شخص بالاعتداء على سلامة جسم طليقته وقد سبب لها إصابات في اماكن متفرقة من جسمها.
وبادرت النيابة العامة بمباشرة التحقيق فور ورود البلاغ إليها حيث انتقلت إلى مستشفى السلمانية الطبي وقامت بمناظرة المجني عليها ظاهرياً وسماع أقوالها وانتدبت الطبيب الشرعي للكشف عليها وبيان إصابتها وسببها وتاريخ حدوثها، كما استجوبت المتهم بحضور محاميه وأمرت بحبسه احتياطياً على ذمة التحقيق بعد أن وجهت إليه تهمة الاعتداء على سلامة جسم الغير وجاري استكمال التحقيقات بصورة عاجلة، في انتظار تقارير الطب الشرعي وسماع شهود الواقعة تمهيداً للتصرف بالقضية.
ومن جهته قال محامي المعتدى عليها سيد جعفر محمد معتوق بأن موكلته تعرضت لشتى أنواع العنف الجسدي والنفسي واللفظي، وهي ليست المرة الأولى بل سبقها عدة وقائع، حتى بلغت عدد البلاغات التي قدمتها زهراء صبحي ضد طليقها 11 بلاغ اعتداء على سلامة جسمها، حيث قبل 6 أشهر كسر أسنانها، وقدمت بلاغ لدى مركز شرطة لكن لم يحدث أي جديد، وهو أمر جعله يتمادى بفعله.
وأضاف بأن شقيقة المجني عليها متزوجة من رجل بحريني، ومن خلال صديقه علم برغبة المتهم بالزواج من فتاة خارج البحرين، ومن سوريا تحديداً من منطقة حمص بعدما فشل في الحصول على نصفه الآخر من جنسيته.
وبحسن نيه ولاعتقاده بأنه رجل طيب وهادئ أقدم زوج شقيقتها على خطبتها، وبالفعل سافر معه إلى سوريا وتقدم للزواج بها، وكان رجلاً طبيعياً ومسالماً لأبعد الحدود حينها، وبعد إتمام مراسيم الزفاف رافقت زهراء صبحي زوجها إلى موطنه وكلها أمل بحياة سعيدة.
وفوجئت زهراء صبحي بالحالة المادية لزوجها لكنها قبلت به كرجل مهما كانت الظروف، وعاشت سنوات طويلة من زواجهما في حجرة صغيرة سقفها من "الجينكو"، حتى أحيل للتقاعد المبكر من عمله في إحدى الشركات المعروفة بسبب عدم انضباطه بالعمل، وحصل على حقوقه المادية بعد إحالته للتقاعد، فقرر شراء أرض ثم باعها ليشتري منزله الحالي بجبلة حبشي بقيمة 250 ألف دينار بينما قيمته السوقية لا تتعدى 120 ألف دينار.
وانتقلت زهراء صبحي إلى المنزل الجديد وهي تتأمل خيراً، وأن تتذوق طعم الحياة التي حرمت منها طوال السنوات الماضية، وكانت حاملاً بطفلتها الأخيرة دون أن يخطر ببالها بأن هذه المشاعر ستعيشها لفترة قصيرة جداً.
ويقول المحامي السيد جعفر المعتوق، بأن موكلته صعقت عندما طلب منها تطليقها وسيبقيها بالمنزل مقابل الزواج بها متعة، معلناً لها عن رغبته بالزواج بفتاة بحرينية تعمل موظفة لتعيله، لكنها رفضت ذلك.
وطلبت من أسرته بالتدخل بالأمر ومنعه من الزواج بفتاة أخرى، لكنهم فضلوا الوقوف بمنطقة الحياد، خوفاً من بطش ونوبات غضبه التي لا تحمد عقباها، خاصة وأنه رجل سبق أن رفع السكين بوجه والدته ويقوم بالبصق بوجهها.
ونفذ الزوج خطته بأن قام بتطليقها غيابياً أثناء حملها بطفلتها الأخيرة، فرفعت دعوى لاستئناف حكم طلاقها، ودعوى مستعجلة للنفقة لأبنائها الأربعة وقد صدر حكم لصالحها بنفقة شهرية 250 دينار، وعندما علم طليقها بالأمر ثار غضباً وطردها من المنزل هي وأبناءها فلجأت لدار الأمان.
ورفع المحامي سيد جعفر المعتوق دعوى سكن، فصدر حكم بإلزامه بالسماح لها مع أبنائها بالمكوث في منزله بجبلة حبشي، كما رفعت دعوى نفقة كسوة للعيدين، ومصاريف المدارس إذ بدأ أطفالها العام الدراسي دون ملابس جديد ولا قرطاسية، ومن المقرر أن يصدر الإثنين حكماً بقضية نفقة المدارس واستئناف الطلاق.
وأكد بأن موكلته تعرضت عدة مرات للتعنيف والشروع بالقتل على يد طليقها، وكانت تعيش بغرفة بالرغم من صدور حكم بحقها بالسكن، وتتوخى الحذر بتحركاتها وتوصد أبواب الغرفة بصورة مستمرة، ففي أحد المرات دخل الغرفة بعد أن استغل خروج ابنته لدورة المياة، وجثم على صدر المجني عليها محاولاً كتم أنفاسها.
وأشار المعتوق بأن طليقها مازال يحتجز جواز سفرها، بعد رفضه تنفيذ حكم المحكمة بتسليمه لها، وحبسه لمدة أسبوعين لعدم التنفيذ، وحتى يومنا هذا وهي على فراش المرض مازال الجواز بحوزته.
وسألت الوطن المعتوق إن كان طليقها يتردد على الطب النفسي أو يعاني من مرض ما، أكد بأنه إنسان طبيعي جداً ولا يملك أي ملف لدى المستشفى النفسي.
الأعلى للمرأة يتابع
وعلى الصعيد ذاته يتابع المجلس الأعلى للمرأة قضية المعتدى عليها زهراء صبحي، لتقديم الدعم، وكلف المجلس المحامية ابتسام الصباغ للدفاع عنها.
وقالت الصباغ بأن دعوى نفقة وتجهيز المدراس التي من المقرر أن يصدر حكمها الإثنين، هو سبب الاعتداء عليها بالضرب المبرح، وسيتم رفع دعوى جديدة لمطالبته بتوفير سكن آمن منفصل عن منزله.
وأشارت إلى أن بعدها عن أسرتها أحد الأسباب الرئيسة لسوء حالتها النفسية، كما إنها تعاني من الالآم بجميع أنحاء جسمها، كما حضرت شرطية من دار الأمان لتقوم بطمأنتها على أبنائها في الدار.
وتردد عدد من المحامين والناشطين في مجال حقوق المرأة على المعنفة زهراء صبحي في مستشفى السلمانية للاطمئنان عليها، وتقديم الدعم والمساندة والتعبير عن رفض المجتمع البحريني لشتى أنواع العنف الممارس ضد المرأة، فمهما كانت الأسباب فلا يوجد عذر يشفع للمعتدي فعلته.