عبدالله نوري
قصات شعر غريبة، لبس ملفت للأنظار، أغاني صاخبة، ألفاظ دخيلة ... تجسد أبرز السلوكيات الواضحة للعيان على تقليد الشباب العربي وخاصةً المراهقين للغرب.
تتنوع مظاهر تقليد الشباب العربي المسلم لعادات وسلوكيات المجتمع الغربي وهوسهم بذلك المجتمع، ومن أبرز تلك المظاهر التي تم رصدها ونعايشها بشكل يومي تقليد الشباب للباس الغربي كاللباس الضيق أو المُشقق أو شبه العاري ، أو الذي عليه شعارات وصور لا تمت لمجتمعنا بصلة، وقد تحوي بعضها رموز وعبارات مسيئة لمجتمعنا، وكذلك لبس السلاسل في الرقبة، والتراكي بالأذن بالنسبة للذكور. فضلاً عن قصات الشعر الغريبة أو صبغه بألوان ملفتة.
ناهيك عن وضع الملصقات "إستكرات" على السيارات ولصق شعارات أندية غربية ومشاهير داخل السيارة وعلى أغلفة الجوال، والإقبال على الموسيقى والفن الغربي بأنواعه وكذلك تقليدهم للغرب في طريقة المأكل والمشرب وأسلوب الحياة.
وفي رصد لردود أفعال مجموعة من الشباب ( ذكور وإناث ) بسؤالهم عن ردة فعلهم إذا أعترض أحد على مظهرهم الخارجي؟ أجاب أكثر من شخص أن الأمر حرية شخصية وأن الأذواق تختلف من شخص لآخر. فيما قال آخر (( أقبل رأيه )). وقالت إحدى الفتيات (( طالما أن مظهري مقبول ودون غرابة فالأمر عادي)). وبررت أخرى بالقول(( قناعة وحرية شخصية وكل شخص يختلف ذوقه عن الآخر)) بينما قلنَ أخريات أن لهن الحرية الشخصية في لبس ما يردن وسيطلبن من الآخرين عدم التدخل في مظهرهن.
وتعلق أستاذة علم النفس المشارك بجامعة البحرين د. شيخة الجنيد على تبرير أغلب الشباب تصرفاتهم بـ (( حرية شخصية )) بالقول: أن ذلك لا يعتبر من مفهوم الحرية الشخصية ولا يندرج تحت هذا المسمى، وأن هؤلاء الشباب لديها صورة مشوهة عن الحرية الشخصية، مضيفةً أن ذلك يمكن أن يكون كذلك إذا كان الشباب سيقتصرون على ذلك المظهر في بيوتهم أو فيما بينهم، ولكن لا يحق لهم أن يؤذون الآخرين بتلك المناظر من قصات شعر، وشم، أو لبس لباس عليه عبارات وصور ليست من ثقافة المجتمع.
وتسرد الجنيد عدد من الحالات التي مرت عليها كونها تدرس في الجامعة، فتقول أن في إحدى المحاضرات دخل عليها طالب بفانيلا عليها صورة " لسان ممدود" فتناقشت مع الطالب الذي برر لها أنه حر في لبسه، ولكنها ردت عليه بأن هذا اللبس لا يليق بطالب جامعي وليس فيها احترام للمعلم ووجود بهذه الصورة كأنك تمد لسانك لي... فأستجاب الطالب لكلامها وقام بقلب الفانيلا وعدم الحضور بها مرة اخرى. وتحكي كذلك واقعة لشاب حضر لديها بتسريحة شعر غريبة فتحاورت معه وأفلحت بإقناعه بتغييرها. وكذلك فعلت أيضاً مع فتاة حضرت لمناسبة عزاء وقد صبغت شعرها بلون أخضر وسرحته بطريقة ملفتة.
وتوجه الجنيد الأساتذة الجامعين ومعلمين المدارس إلى متابعة هذه السلوكيات وتوجيه الطلبة ونصحهم، مشددةً على أن يكون النصح بشكل سليم وبأسلوب لائق، ليس فيه إحراج أو ترجيح للطالب، لأن ذلك قد يؤدي إلى العناد وعدم استجابته لهم.
وتبين أستاذة علم النفس أسباب انجرار الشباب وراء تلك الموضات وتقليدهم للغرب: بضعف الوازع الديني، وبأن الإسلام ينهى عن تلك السلوكيات وعن تقليد الكفار وكذلك عن تشبه الرجال بالنساء، وتشبه النساء بالرجال. وكذلك شعور الشباب باللامبالاة وغياب القدوة الحسنة، فالمثل الأعلى للشاب الدور الأهم في تكوين شخصيته وطريقة حياته.
وتضيف أن إهمال الوالدين للأبناء وعدم تربيتهم التربية الصحيحة، وعدم مراقبتهم لتصرفات أبنائهم، فوضع الوالدين حالياً كالغائب الحاضر، وجل تركيزهم على توفير المال والطعام للأبناء فقط، دون التركيز بشكل أكبر على التربية وغرس المبادئ والأخلاق، وبالتالي أصبح الأبناء ينصاعون نحو تقليد ومتابعة صيحات الموضة الغربية من خلال الإنترنت ووسائل الإعلام التي أصبحت تلعب دوراً كبيراً في تنشئة الأبناء، وغالباً ما تنشئ جيل بعيد عن قيم وعادات المجتمع العربي.
وتذكر الجنيد ما كانت عليها المجتمعات العربية قبل سنوات وخصوصاً المجتمع البحريني إذ كان الأهل يراقبون كل تصرفات أبنائهم ويرافقونهم إلى مختلف الأماكن والنشاطات وكذلك كان أهل الحي بمثابة آباء لجميع أبناء الحي فلا يقبلون بالتصرف الخاطئ ويقومون بالنصح والتوجيه.
وتؤكد أن وسائل الإعلام لها دور كبير في تلك الظاهرة، إذ أصبح الإعلام بوسائله المختلفة لا يسلط الضوء إلا على الحضارة الغربية. ويروج لها على أنها أساس ومظهر كل تقدم، حتى أصبح راسخاً في عقول شبابنا أن كل ما هو غربي دليل على التمدن والتقدم، مما أحدث فجوة بين الشباب وهويته العربية وعاداته وتقاليده، فأصبح شغلهم الشاغل تتبع ومطالعة وتقليد كل ما يصدر عن المجتمع الغربي دون تفكير أو تردد.
والمؤسف حقاً أن اغلب ما يتم نقله من الغرب هو آخر صيحات الملابس والطعام والاكسسورات، أما إيجابيات المجتمع الغربي في مجال العلم والمعرفة والاختراع فلا يتم عرضها بشكل كبير ومشجع للشباب العربي بحيث يتم تحفيزهم على الاقتداء بها.
وتنبه أستاذة علم النفس إلى ضرورة استغلال وقت الفراغ عند الشباب، فوقت الفراغ خطير وأثره سلبي على الشباب مما يوجب الحرص على شغل أوقات الفراغ بكل ما هو مفيد ويعود بالنفع على الشباب ومجتمعه، ويبعده كذلك عن أصحاب السوء لما لهم من تأثير كبيراً على الشباب، وتنصح الآباء والأمهات بمتابعة أصدقاء أبنائهم والتعرف على أفكارهم وأخلاقهم وتوجيهم لاختيار الصديق الحسن.
قصات شعر غريبة، لبس ملفت للأنظار، أغاني صاخبة، ألفاظ دخيلة ... تجسد أبرز السلوكيات الواضحة للعيان على تقليد الشباب العربي وخاصةً المراهقين للغرب.
تتنوع مظاهر تقليد الشباب العربي المسلم لعادات وسلوكيات المجتمع الغربي وهوسهم بذلك المجتمع، ومن أبرز تلك المظاهر التي تم رصدها ونعايشها بشكل يومي تقليد الشباب للباس الغربي كاللباس الضيق أو المُشقق أو شبه العاري ، أو الذي عليه شعارات وصور لا تمت لمجتمعنا بصلة، وقد تحوي بعضها رموز وعبارات مسيئة لمجتمعنا، وكذلك لبس السلاسل في الرقبة، والتراكي بالأذن بالنسبة للذكور. فضلاً عن قصات الشعر الغريبة أو صبغه بألوان ملفتة.
ناهيك عن وضع الملصقات "إستكرات" على السيارات ولصق شعارات أندية غربية ومشاهير داخل السيارة وعلى أغلفة الجوال، والإقبال على الموسيقى والفن الغربي بأنواعه وكذلك تقليدهم للغرب في طريقة المأكل والمشرب وأسلوب الحياة.
وفي رصد لردود أفعال مجموعة من الشباب ( ذكور وإناث ) بسؤالهم عن ردة فعلهم إذا أعترض أحد على مظهرهم الخارجي؟ أجاب أكثر من شخص أن الأمر حرية شخصية وأن الأذواق تختلف من شخص لآخر. فيما قال آخر (( أقبل رأيه )). وقالت إحدى الفتيات (( طالما أن مظهري مقبول ودون غرابة فالأمر عادي)). وبررت أخرى بالقول(( قناعة وحرية شخصية وكل شخص يختلف ذوقه عن الآخر)) بينما قلنَ أخريات أن لهن الحرية الشخصية في لبس ما يردن وسيطلبن من الآخرين عدم التدخل في مظهرهن.
وتعلق أستاذة علم النفس المشارك بجامعة البحرين د. شيخة الجنيد على تبرير أغلب الشباب تصرفاتهم بـ (( حرية شخصية )) بالقول: أن ذلك لا يعتبر من مفهوم الحرية الشخصية ولا يندرج تحت هذا المسمى، وأن هؤلاء الشباب لديها صورة مشوهة عن الحرية الشخصية، مضيفةً أن ذلك يمكن أن يكون كذلك إذا كان الشباب سيقتصرون على ذلك المظهر في بيوتهم أو فيما بينهم، ولكن لا يحق لهم أن يؤذون الآخرين بتلك المناظر من قصات شعر، وشم، أو لبس لباس عليه عبارات وصور ليست من ثقافة المجتمع.
وتسرد الجنيد عدد من الحالات التي مرت عليها كونها تدرس في الجامعة، فتقول أن في إحدى المحاضرات دخل عليها طالب بفانيلا عليها صورة " لسان ممدود" فتناقشت مع الطالب الذي برر لها أنه حر في لبسه، ولكنها ردت عليه بأن هذا اللبس لا يليق بطالب جامعي وليس فيها احترام للمعلم ووجود بهذه الصورة كأنك تمد لسانك لي... فأستجاب الطالب لكلامها وقام بقلب الفانيلا وعدم الحضور بها مرة اخرى. وتحكي كذلك واقعة لشاب حضر لديها بتسريحة شعر غريبة فتحاورت معه وأفلحت بإقناعه بتغييرها. وكذلك فعلت أيضاً مع فتاة حضرت لمناسبة عزاء وقد صبغت شعرها بلون أخضر وسرحته بطريقة ملفتة.
وتوجه الجنيد الأساتذة الجامعين ومعلمين المدارس إلى متابعة هذه السلوكيات وتوجيه الطلبة ونصحهم، مشددةً على أن يكون النصح بشكل سليم وبأسلوب لائق، ليس فيه إحراج أو ترجيح للطالب، لأن ذلك قد يؤدي إلى العناد وعدم استجابته لهم.
وتبين أستاذة علم النفس أسباب انجرار الشباب وراء تلك الموضات وتقليدهم للغرب: بضعف الوازع الديني، وبأن الإسلام ينهى عن تلك السلوكيات وعن تقليد الكفار وكذلك عن تشبه الرجال بالنساء، وتشبه النساء بالرجال. وكذلك شعور الشباب باللامبالاة وغياب القدوة الحسنة، فالمثل الأعلى للشاب الدور الأهم في تكوين شخصيته وطريقة حياته.
وتضيف أن إهمال الوالدين للأبناء وعدم تربيتهم التربية الصحيحة، وعدم مراقبتهم لتصرفات أبنائهم، فوضع الوالدين حالياً كالغائب الحاضر، وجل تركيزهم على توفير المال والطعام للأبناء فقط، دون التركيز بشكل أكبر على التربية وغرس المبادئ والأخلاق، وبالتالي أصبح الأبناء ينصاعون نحو تقليد ومتابعة صيحات الموضة الغربية من خلال الإنترنت ووسائل الإعلام التي أصبحت تلعب دوراً كبيراً في تنشئة الأبناء، وغالباً ما تنشئ جيل بعيد عن قيم وعادات المجتمع العربي.
وتذكر الجنيد ما كانت عليها المجتمعات العربية قبل سنوات وخصوصاً المجتمع البحريني إذ كان الأهل يراقبون كل تصرفات أبنائهم ويرافقونهم إلى مختلف الأماكن والنشاطات وكذلك كان أهل الحي بمثابة آباء لجميع أبناء الحي فلا يقبلون بالتصرف الخاطئ ويقومون بالنصح والتوجيه.
وتؤكد أن وسائل الإعلام لها دور كبير في تلك الظاهرة، إذ أصبح الإعلام بوسائله المختلفة لا يسلط الضوء إلا على الحضارة الغربية. ويروج لها على أنها أساس ومظهر كل تقدم، حتى أصبح راسخاً في عقول شبابنا أن كل ما هو غربي دليل على التمدن والتقدم، مما أحدث فجوة بين الشباب وهويته العربية وعاداته وتقاليده، فأصبح شغلهم الشاغل تتبع ومطالعة وتقليد كل ما يصدر عن المجتمع الغربي دون تفكير أو تردد.
والمؤسف حقاً أن اغلب ما يتم نقله من الغرب هو آخر صيحات الملابس والطعام والاكسسورات، أما إيجابيات المجتمع الغربي في مجال العلم والمعرفة والاختراع فلا يتم عرضها بشكل كبير ومشجع للشباب العربي بحيث يتم تحفيزهم على الاقتداء بها.
وتنبه أستاذة علم النفس إلى ضرورة استغلال وقت الفراغ عند الشباب، فوقت الفراغ خطير وأثره سلبي على الشباب مما يوجب الحرص على شغل أوقات الفراغ بكل ما هو مفيد ويعود بالنفع على الشباب ومجتمعه، ويبعده كذلك عن أصحاب السوء لما لهم من تأثير كبيراً على الشباب، وتنصح الآباء والأمهات بمتابعة أصدقاء أبنائهم والتعرف على أفكارهم وأخلاقهم وتوجيهم لاختيار الصديق الحسن.