أكد خبراء إعلاميون ونواب وشوريون أهمية وضع استراتيجية إعلامية وطنية شاملة تهدف لإبراز إنجازات المرأة البحرينية في شتى المجالات وبشكل مستدام، لافتين إلى أهمية هذه الاستراتيجية في توعية الرأي العام المحلي بأهمية حضور المرأة، إضافة إلى تعريف العالم بمنجزات مملكة البحرين على صعيد تقدم المرأة.
وأشاروا خلال مائدة مستديرة نظمها المجلس الأعلى للمرأة بالتعاون مع معهد البحرين للتنمية السياسية تحت عنوان "الإعلام والمشاركة السياسية للمرأة"، إلى أن المشاركة السياسية للمرأة في المجلس النيابي والمجالس البلدية مسألة لا ترتبط فقط بالتمكين السياسي للمرأة، وأكدوا في الوقت ذاته مسؤولية المرأة ذاتها في التواصل مع وسائل الإعلام والعمل على إبراز دورها من خلال تلك الوسائل.
الإعلام وتشكيل الوعي السياسي
وأكدت هالة الأنصاري الأمين العام للمجلس الأعلى للمرأة، أن المشاركة السياسية هي أوسع بكثير من مفهوم التمكين السياسي المرتبطة بوصول المرأة لقبة البرلمان، فالمشاركة السياسية تغطي جوانب عدة من ضمنها ممارسة الناخب لحقه الانتخابي بدقة وموضوعية، كما تأتي مسألة مزاولة العمل السياسي من خلال الجمعيات السياسية كجانب واسع للمشاركة السياسية بل هي المدرسة الواقعية والعملية للوصول إلى أعلى درجات المشاركة السياسية.
وأشارت الأنصاري إلى دور الإعلام في تشكيل الوعي السياسي في المجتمع على المدى البعيد وإلى أهمية كونه الوسيلة المثالية في مجال الاتصال السياسي بين المرسل والمتلقي، أو على صعيد التسويق الإعلامي أو إبراز النماذج الناجحة بشكل يبتعد عن التكرار والجمود، مشيرة إلى أهمية وسائل الاتصال الجديدة في تجديد وسيلة التواصل الإعلامي وطريقة التواصل ومضمون الرسائل الإعلامية التي تستطيع أن تصل إلى أكبر قدر ممكن من الجماهير، وأن تساند دور الإعلام التقليدي في الوصول إلى أكبر شريحة ممكنة؛ مؤكدة بهذا الصدد بأن المجلس الأعلى للمرأة يتطلع إلى سياسة إعلامية متجددة تستطيع أن تعكس من خلال أدواتها المتعددة ما تحققه المرأة البحرينية بشكل متزن وأن يكون ذلك ضمن أهم أولوياتها.
لجنة نوعية
وقالت المبعوث الخاص بالديوان الملكي والكاتبة الصحافية سميرة رجب، إن الإعلام الذي لا يملك رؤية واضحة للوصول إلى أهداف معينة سيكون إعلاماً فارغاً، واقترحت الأستاذة رجب في هذا السياق تأسيس لجنة نوعية مصغرة تضم مختصين في المجال لوضع خطة إعلامية وطنية تضمن استدامة إبراز إنجازات مملكة البحرين على صعيد تمكين المرأة ورفع مشاركتها في الحياة العامة والشأن السياسي، وبيان تواجدها ونسب حضورها بالأرقام والإحصائيات.
وقالت رجب إن هذه اللجنة تكون مهمتها تعريف العالم بالصورة الحقيقية للمجتمع البحريني الحديث المتطور والمحافظ في الوقت ذاته، والتركيز على الإنجازات البحرينية المتقدمة عالميا في مختلف المجالات، ومن أبرزها مجال المرأة، ضمن رؤية استراتيجية نحدد فيها أولوياتنا الوطنية". مشددة على أهمية الدراما كوسيلة إعلامية تبين الدور الفاعل للمرأة في المجتمع .
وعي مجتمعي وموارد مالية
بدوره، أعرب عضو مجلس الشورى عضو مجلس أمناء معهد التنمية السياسية أحمد مهدي الحداد عن اعتقاده أن المرأة البحرينية تواجه مشكلتين على صعيد المشاركة السياسية، هما "وجود شريحة واسعة من المجتمع لا زالت لا ترى في مشاركة المرأة في الانتخابات ضرورة، كما أن بعض النساء ليس لديهن الموارد المالية اللازمة لدخول الانتخابات".
وأشار الحداد إلى أن على المرأة أيضاً أن تبادر وتصل للإعلام، وتستثمر إمكانيات الإعلام الجديد، مؤكداً على أهمية مواصلة المرأة في إبراز منجزاتها والتعامل مع كافة الظروف والمتغيرات.
تنوع الرسالة الإعلامية
من جانبه، قال رئيس جمعية الصحافيين البحرينية مؤنس المردي، إن الصحافة والإعلام البحريني بشكل عام لم يقم بإبراز دور المرأة في المجتمع كما يجب رغم وجود إنجازات كبيرة للمرأة، ولفت إلى أن الرسالة الإعلامية لا يجب أن تقدم بشكل واحد للجمهور، وإنما بشكل مطبوع ومرئي وعبر الإعلام الجديد.
وأشار إلى وجود مشكلة في الإعلام الخارجي في إبراز منجزات البحرين، ومن ذلك حضور المرأة الواسع في كل المجالات، وأكد في ذات الوقت أهمية الدراما والأفلام الوثائقية بشكل عام في توعية المجتمع بأهمية حضور المرأة في الحياة السياسية.
نضوج المجتمع
الدكتور إبراهيم الشيخ ذكر بأن هناك مشكلة في طرح موضوع المشاركة السياسية للمرأة ليس على مستوى البحرين وإنما على مستوى الوطن العربي ككل، فالمشاركة السياسية هي نتيجة للوعي وتطور ونضوج المجتمع، وهنا يبرز دور الإعلام في نقل صورة حقيقية عن المرأة.
وأشار إلى أن التنشئة السياسية هي عملية متكاملة تجري بمشاركة البيت والأسرة والمجتمع والحكومة ومؤسسات المجتمع المدني، وقال إن "عدم إدراك وسائل الإعلام لدورها في موضوع التنشئة السياسية يعني وجود خلل في إدراك أهمية المشاركة السياسية للمرأة والرجل على حد سواء، وقال "نحتاج إلى وضع سياسيات إعلامية دائمة تدعم هذا التوجه وليس فزعة سياسية لتشجيع المرأة على المشاركة في الحياة السياسية كناخبة ومرشحة لفترة محددة ثم نعود إلى حالة الركون التي كنا عليها".
يستطيع أن يفعل أكثر
بدورها، أشارت عضو مجلس الشورى د.جهاد الفاضل إلى "الصورة الإيجابية لدور وجهود المرأة في المجال السياسي"، وقالت إن الإعلام البحريني لم يقصر في إبراز جهود عضوات السلطة التشريعية في مجلس الشورى تماما كما يفعل مع الأعضاء الرجال، بل على العكس قام الإعلام بإبراز هذا الدور على أكمل وجه"، وخلصت إلى نتيجة أن "التقصير من قبل الجانب الآخر، وليس من قبل الإعلام".
وتابعت الفاضل في هذا الشأن "ما ينقص المرأة المنخرطة في الشأن العام هو التواصل مع الإعلام العربي والخارجي، وهنا يجب تفعيل دور مركز الاتصال الوطني التابع لوزارة الإعلام".
ذلك فيما قالت عضو مجلس الشورى هالة رمزي "المرأة الشورية موجودة في المؤتمرات الخارجية والمحافل الدولية، والرجل داعم لنا، لكن دور الإعلام أن يسلط الضوء على هذه الإنجازات بشكل أكبر ويبرزها"، وأضافت أن "الإعلام يقوم بما عليه لكنه يستطيع أن يفعل أكثر".
رأي مختلف
لكن النائب د.جميلة السماك أكدت "الحاجة الماسة لوضع استراتيجية إعلامية واضحة"، وقالت "ما زلنا كنساء بحرينيات بحاجة إلى دعم قوي من الإعلام"، وتابعت "فيما نرى أن المرأة في البحرين تميزت عن نظيراتها في المنطقة وبرزت حتى على مستوى العالم ولا نرى أن الإعلام يحتفي كما يجب بذلك".
وأشارت إلى أن المرأة التي تشارك في الحياة السياسية بحاجة إلى دعم إعلامي في ثلاث مراحل، الأولى هي توعية المجتمع بشكل عام بقدرة المرأة على تمثيل مصالح الناس، والثانية هي خلال العملية الانتخابية، والثالثة هي عندما تكون نائبة".
بدورها، قالت م.سيما اللنجاوي "إن المرأة في المجتمع البحريني تمكنت من تأكيد حضورها في كل المجالات، لكن ما ينقصها هو الاستدامة أو الاستمرارية، لافتة إلى دور الإعلام في ضمان تلك الاستمرارية، وقالت "إعلامنا هو ردة فعل مرتبطة بالأحداث الآنية، بينما حري به أن يعمل ضمن خطة متكاملة".
صناعة السمعة
بدوره أشار الإعلامي إبراهيم التميمي إلى "وجود مشكلة في البحرين عند المرأة والرجل على حد سواء تتعلق بمسألة صناعة النموذج، وقال "هناك نماذج لنساء خارج البحرين تمكنت دولهن من أن تصنع منهن نجوما عبر بربوغاندا إعلامية ليس إلا"، وأضاف "نحن نفتقد إلى إبراز النماذج النسائية المحققة للأثر، ويجب أن يكون هناك اتفاق عام مجتمعي على أمور يجب التركيز عليها وإبرازها في كل مرة يتم فيها التعاطي مع موضوع المرأة البحرينية في الإعلام".
الإعلام يعمل تحت الضغط
وقال الإعلامي ومدير الندوة غسان الشهابي إن وسائل الإعلام واقعة تحت وطأة المطالبة بإبراز كم كبير من القضايا من بينها المرأة والطفل والإعاقة والبيئة. لكن ما يحدث أن يصل ويضغط أكثر يحصل على النتيجة الأفضل، وتابع في هذا السياق "يجب أن يكون هناك ميثاق شرف إعلامي حول كيفية التعاطي مع قضايا المجتمع، وعدم الانجرار خلف الأخبار المسيئة لغرض لفت الأنظار ليس إلا، مؤكداً ضرورة أن يعكس الإعلام الصورة الحقيقة للمرأة البحرينية".
وقال "لا أحد يجادل في نجاح المرأة البحرينية، لكن التحدي أمامنا هو كيفية تسويق هذا النجاح محلياً ودولياً"، وأضاف على صعيد ذي صلة "المرأة حاضرة بقوة في الكوادر الإعلامية البحرينية، لكن ذلك لا ينعكس في الإعلام البحريني مع الأسف".
وعي الناخب البحريني
د.بثينة قاسم قالت إن الإعلام البحريني قام بدوره في التعريف بأهمية حضور المرأة البحرينية في الحياة السياسية، وأضافت أن الدليل على ذلك هو أن الناخب البحريني استطاع أن يوصل المرأة بالاقتراع الحر المباشر إلى مجلس النواب منذ قرابة عقد من الزمن، لكنها أشارت إلى دراسة ميدانية قامت بها واستنجت أن الإعلام البحريني لا زال مقصرا في متابعة إنجازات المرأة البحرينية في الخارج، في المنظمات الأممية والسفارات وغيرها، مشيرة في الوقت ذاته إلى أنه مطلوب من المرأة أيضا أن تقوم بدورها حتى يقوم الإعلام بدوره.
فيما أشارت المرشحة السابقة فوزية زينل إلى أن الإعلام مرآة عاكسة للمجتمع، وما يجري في المجتمع هو ما يعكسه الإعلام، ولا بد للمجتمع بكل فئاته من أن يكون ممثلا بشكل ملائم في وسائل الإعلام، وأكدت أن "المجلس الأعلى للمرأة قام بدوره كاملاً في مسألة التمكين السياسي للمرأة، لكن انعكاس هذا التمكين على أرض الواقع لم يكن كما يجب لأسباب موضوعية خارجة عن السيطرة.
أهمية الإعلام الاجتماعي
بدوره أكد خبير الإعلام الاجتماعي علي سبكار على أهمية استثمار الإعلام الاجتماعي في إبراز نجاحات المرأة البحرينية، وقال "لدينا كل المعطيات اللازمة لذلك، لكن ما ينقصنا هو التنسيق ووضع خطة متكاملة يشارك فيها جميع المعنيين في مجال إبراز نجاحات المرأة البحرينية على صعيد المشاركة السياسية وغيرها".
{{ article.visit_count }}
وأشاروا خلال مائدة مستديرة نظمها المجلس الأعلى للمرأة بالتعاون مع معهد البحرين للتنمية السياسية تحت عنوان "الإعلام والمشاركة السياسية للمرأة"، إلى أن المشاركة السياسية للمرأة في المجلس النيابي والمجالس البلدية مسألة لا ترتبط فقط بالتمكين السياسي للمرأة، وأكدوا في الوقت ذاته مسؤولية المرأة ذاتها في التواصل مع وسائل الإعلام والعمل على إبراز دورها من خلال تلك الوسائل.
الإعلام وتشكيل الوعي السياسي
وأكدت هالة الأنصاري الأمين العام للمجلس الأعلى للمرأة، أن المشاركة السياسية هي أوسع بكثير من مفهوم التمكين السياسي المرتبطة بوصول المرأة لقبة البرلمان، فالمشاركة السياسية تغطي جوانب عدة من ضمنها ممارسة الناخب لحقه الانتخابي بدقة وموضوعية، كما تأتي مسألة مزاولة العمل السياسي من خلال الجمعيات السياسية كجانب واسع للمشاركة السياسية بل هي المدرسة الواقعية والعملية للوصول إلى أعلى درجات المشاركة السياسية.
وأشارت الأنصاري إلى دور الإعلام في تشكيل الوعي السياسي في المجتمع على المدى البعيد وإلى أهمية كونه الوسيلة المثالية في مجال الاتصال السياسي بين المرسل والمتلقي، أو على صعيد التسويق الإعلامي أو إبراز النماذج الناجحة بشكل يبتعد عن التكرار والجمود، مشيرة إلى أهمية وسائل الاتصال الجديدة في تجديد وسيلة التواصل الإعلامي وطريقة التواصل ومضمون الرسائل الإعلامية التي تستطيع أن تصل إلى أكبر قدر ممكن من الجماهير، وأن تساند دور الإعلام التقليدي في الوصول إلى أكبر شريحة ممكنة؛ مؤكدة بهذا الصدد بأن المجلس الأعلى للمرأة يتطلع إلى سياسة إعلامية متجددة تستطيع أن تعكس من خلال أدواتها المتعددة ما تحققه المرأة البحرينية بشكل متزن وأن يكون ذلك ضمن أهم أولوياتها.
لجنة نوعية
وقالت المبعوث الخاص بالديوان الملكي والكاتبة الصحافية سميرة رجب، إن الإعلام الذي لا يملك رؤية واضحة للوصول إلى أهداف معينة سيكون إعلاماً فارغاً، واقترحت الأستاذة رجب في هذا السياق تأسيس لجنة نوعية مصغرة تضم مختصين في المجال لوضع خطة إعلامية وطنية تضمن استدامة إبراز إنجازات مملكة البحرين على صعيد تمكين المرأة ورفع مشاركتها في الحياة العامة والشأن السياسي، وبيان تواجدها ونسب حضورها بالأرقام والإحصائيات.
وقالت رجب إن هذه اللجنة تكون مهمتها تعريف العالم بالصورة الحقيقية للمجتمع البحريني الحديث المتطور والمحافظ في الوقت ذاته، والتركيز على الإنجازات البحرينية المتقدمة عالميا في مختلف المجالات، ومن أبرزها مجال المرأة، ضمن رؤية استراتيجية نحدد فيها أولوياتنا الوطنية". مشددة على أهمية الدراما كوسيلة إعلامية تبين الدور الفاعل للمرأة في المجتمع .
وعي مجتمعي وموارد مالية
بدوره، أعرب عضو مجلس الشورى عضو مجلس أمناء معهد التنمية السياسية أحمد مهدي الحداد عن اعتقاده أن المرأة البحرينية تواجه مشكلتين على صعيد المشاركة السياسية، هما "وجود شريحة واسعة من المجتمع لا زالت لا ترى في مشاركة المرأة في الانتخابات ضرورة، كما أن بعض النساء ليس لديهن الموارد المالية اللازمة لدخول الانتخابات".
وأشار الحداد إلى أن على المرأة أيضاً أن تبادر وتصل للإعلام، وتستثمر إمكانيات الإعلام الجديد، مؤكداً على أهمية مواصلة المرأة في إبراز منجزاتها والتعامل مع كافة الظروف والمتغيرات.
تنوع الرسالة الإعلامية
من جانبه، قال رئيس جمعية الصحافيين البحرينية مؤنس المردي، إن الصحافة والإعلام البحريني بشكل عام لم يقم بإبراز دور المرأة في المجتمع كما يجب رغم وجود إنجازات كبيرة للمرأة، ولفت إلى أن الرسالة الإعلامية لا يجب أن تقدم بشكل واحد للجمهور، وإنما بشكل مطبوع ومرئي وعبر الإعلام الجديد.
وأشار إلى وجود مشكلة في الإعلام الخارجي في إبراز منجزات البحرين، ومن ذلك حضور المرأة الواسع في كل المجالات، وأكد في ذات الوقت أهمية الدراما والأفلام الوثائقية بشكل عام في توعية المجتمع بأهمية حضور المرأة في الحياة السياسية.
نضوج المجتمع
الدكتور إبراهيم الشيخ ذكر بأن هناك مشكلة في طرح موضوع المشاركة السياسية للمرأة ليس على مستوى البحرين وإنما على مستوى الوطن العربي ككل، فالمشاركة السياسية هي نتيجة للوعي وتطور ونضوج المجتمع، وهنا يبرز دور الإعلام في نقل صورة حقيقية عن المرأة.
وأشار إلى أن التنشئة السياسية هي عملية متكاملة تجري بمشاركة البيت والأسرة والمجتمع والحكومة ومؤسسات المجتمع المدني، وقال إن "عدم إدراك وسائل الإعلام لدورها في موضوع التنشئة السياسية يعني وجود خلل في إدراك أهمية المشاركة السياسية للمرأة والرجل على حد سواء، وقال "نحتاج إلى وضع سياسيات إعلامية دائمة تدعم هذا التوجه وليس فزعة سياسية لتشجيع المرأة على المشاركة في الحياة السياسية كناخبة ومرشحة لفترة محددة ثم نعود إلى حالة الركون التي كنا عليها".
يستطيع أن يفعل أكثر
بدورها، أشارت عضو مجلس الشورى د.جهاد الفاضل إلى "الصورة الإيجابية لدور وجهود المرأة في المجال السياسي"، وقالت إن الإعلام البحريني لم يقصر في إبراز جهود عضوات السلطة التشريعية في مجلس الشورى تماما كما يفعل مع الأعضاء الرجال، بل على العكس قام الإعلام بإبراز هذا الدور على أكمل وجه"، وخلصت إلى نتيجة أن "التقصير من قبل الجانب الآخر، وليس من قبل الإعلام".
وتابعت الفاضل في هذا الشأن "ما ينقص المرأة المنخرطة في الشأن العام هو التواصل مع الإعلام العربي والخارجي، وهنا يجب تفعيل دور مركز الاتصال الوطني التابع لوزارة الإعلام".
ذلك فيما قالت عضو مجلس الشورى هالة رمزي "المرأة الشورية موجودة في المؤتمرات الخارجية والمحافل الدولية، والرجل داعم لنا، لكن دور الإعلام أن يسلط الضوء على هذه الإنجازات بشكل أكبر ويبرزها"، وأضافت أن "الإعلام يقوم بما عليه لكنه يستطيع أن يفعل أكثر".
رأي مختلف
لكن النائب د.جميلة السماك أكدت "الحاجة الماسة لوضع استراتيجية إعلامية واضحة"، وقالت "ما زلنا كنساء بحرينيات بحاجة إلى دعم قوي من الإعلام"، وتابعت "فيما نرى أن المرأة في البحرين تميزت عن نظيراتها في المنطقة وبرزت حتى على مستوى العالم ولا نرى أن الإعلام يحتفي كما يجب بذلك".
وأشارت إلى أن المرأة التي تشارك في الحياة السياسية بحاجة إلى دعم إعلامي في ثلاث مراحل، الأولى هي توعية المجتمع بشكل عام بقدرة المرأة على تمثيل مصالح الناس، والثانية هي خلال العملية الانتخابية، والثالثة هي عندما تكون نائبة".
بدورها، قالت م.سيما اللنجاوي "إن المرأة في المجتمع البحريني تمكنت من تأكيد حضورها في كل المجالات، لكن ما ينقصها هو الاستدامة أو الاستمرارية، لافتة إلى دور الإعلام في ضمان تلك الاستمرارية، وقالت "إعلامنا هو ردة فعل مرتبطة بالأحداث الآنية، بينما حري به أن يعمل ضمن خطة متكاملة".
صناعة السمعة
بدوره أشار الإعلامي إبراهيم التميمي إلى "وجود مشكلة في البحرين عند المرأة والرجل على حد سواء تتعلق بمسألة صناعة النموذج، وقال "هناك نماذج لنساء خارج البحرين تمكنت دولهن من أن تصنع منهن نجوما عبر بربوغاندا إعلامية ليس إلا"، وأضاف "نحن نفتقد إلى إبراز النماذج النسائية المحققة للأثر، ويجب أن يكون هناك اتفاق عام مجتمعي على أمور يجب التركيز عليها وإبرازها في كل مرة يتم فيها التعاطي مع موضوع المرأة البحرينية في الإعلام".
الإعلام يعمل تحت الضغط
وقال الإعلامي ومدير الندوة غسان الشهابي إن وسائل الإعلام واقعة تحت وطأة المطالبة بإبراز كم كبير من القضايا من بينها المرأة والطفل والإعاقة والبيئة. لكن ما يحدث أن يصل ويضغط أكثر يحصل على النتيجة الأفضل، وتابع في هذا السياق "يجب أن يكون هناك ميثاق شرف إعلامي حول كيفية التعاطي مع قضايا المجتمع، وعدم الانجرار خلف الأخبار المسيئة لغرض لفت الأنظار ليس إلا، مؤكداً ضرورة أن يعكس الإعلام الصورة الحقيقة للمرأة البحرينية".
وقال "لا أحد يجادل في نجاح المرأة البحرينية، لكن التحدي أمامنا هو كيفية تسويق هذا النجاح محلياً ودولياً"، وأضاف على صعيد ذي صلة "المرأة حاضرة بقوة في الكوادر الإعلامية البحرينية، لكن ذلك لا ينعكس في الإعلام البحريني مع الأسف".
وعي الناخب البحريني
د.بثينة قاسم قالت إن الإعلام البحريني قام بدوره في التعريف بأهمية حضور المرأة البحرينية في الحياة السياسية، وأضافت أن الدليل على ذلك هو أن الناخب البحريني استطاع أن يوصل المرأة بالاقتراع الحر المباشر إلى مجلس النواب منذ قرابة عقد من الزمن، لكنها أشارت إلى دراسة ميدانية قامت بها واستنجت أن الإعلام البحريني لا زال مقصرا في متابعة إنجازات المرأة البحرينية في الخارج، في المنظمات الأممية والسفارات وغيرها، مشيرة في الوقت ذاته إلى أنه مطلوب من المرأة أيضا أن تقوم بدورها حتى يقوم الإعلام بدوره.
فيما أشارت المرشحة السابقة فوزية زينل إلى أن الإعلام مرآة عاكسة للمجتمع، وما يجري في المجتمع هو ما يعكسه الإعلام، ولا بد للمجتمع بكل فئاته من أن يكون ممثلا بشكل ملائم في وسائل الإعلام، وأكدت أن "المجلس الأعلى للمرأة قام بدوره كاملاً في مسألة التمكين السياسي للمرأة، لكن انعكاس هذا التمكين على أرض الواقع لم يكن كما يجب لأسباب موضوعية خارجة عن السيطرة.
أهمية الإعلام الاجتماعي
بدوره أكد خبير الإعلام الاجتماعي علي سبكار على أهمية استثمار الإعلام الاجتماعي في إبراز نجاحات المرأة البحرينية، وقال "لدينا كل المعطيات اللازمة لذلك، لكن ما ينقصنا هو التنسيق ووضع خطة متكاملة يشارك فيها جميع المعنيين في مجال إبراز نجاحات المرأة البحرينية على صعيد المشاركة السياسية وغيرها".