جسدت زيارة حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المفدى الإثنين، للمملكة العربية السعودية الشقيقة ومباحثات جلالته المكثفة مع أخيه خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، ثوابت المواقف المشتركة التي عملت المملكتان عليها دوما من أجل صالح وخير شعبيهما وأمتهما العربية والإسلامية.
وضرب البلدان عبر مشاوراتهما وتطابق موقفيهما من مختلف القضايا على مر التاريخ الحديث للدولتين أروع الأمثلة في نكران الذات لصالح خير هذه الأمة وشعوبها، وجسدا حائط صد قوي في مجابهة أعتى التحديات التي واجهت، وما زالت تواجه المنطقة منذ قرون، ولا تمض أيام إلا وتتناقل الأنباء لقاء أو اتصالاً يجمع واحداً أو أكثر من ممثلي المملكتين، لتعطي اجتماعات الأمس برهاناً حياً على متانة ورسوخ العلاقات الضاربة في عمق التاريخ بين قادة وشعبي البلدين الشقيقين.
وجاءت الزيارة في وقت يواجه العالم والمنطقة أيضاً جملة من التهديدات والمخاطر التي تتطلب تنسيق الجهود والتكاتف في التصدي لها، لا سيما في مواجهة ذلك التصاعد في مؤشرات العنف التي تضرب أطناب دول العالم، شرقه وغربه، ومست بتداعياتها قلب البحرين الاثنين في منطقة "الديه"، الأمر الذي استدعى التأكيد على أن قادة وشعبي المملكتين الغاليتين كانا ومازالا وسيظلان على قلب رجل واحد، وسيستمران -نظراً لدورهما الإقليمي المقدر وثقلهما العالمي- في التعبير عن التضامن إزاء خطر الإرهاب المشترك، والعمل بكل ما أوتوا من قوة لاستئصال شأفته.
من جهة أخرى، فإن الزيارة السامية لمدينة جدة تكشف عن مستوى آخر من التطلعات والطموحات التي تنتظر أن تشهدها العلاقات الوطيدة بين المملكتين الغاليتين في المستقبلين القريب والبعيد على السواء، حيث يبدو أن قادة البلدين يسعيان لنقلها لمرحلة جديدة مهمة تجسد حقيقة أن كلاً منهما تمثل بالفعل عمقاً استراتيجياً للأخرى، وامتداداً طبيعياً لها في مواجهة أية محاولات للتدخل أو المساس بحدود سيادة دولتيهما وأمنهما واستقرار ومنجزات شعبيهما.
ولعل تأكيد العاهلين عقب المباحثات بينهما على "الحرص على تطوير وتنمية العلاقات الوطيدة بين البلدين، والدفع بوتيرة التعاون، وتطوير آليات التنسيق المتبادل على مختلف الصعد"، يعد تعبيراً واضحاً عن الرغبة في تطوير مسار العلاقات المشتركة ونقلها لآفاق أرحب مستقبلاً، خاصة في ضوء ما يجمع بينهما وشعبيهما من أواصر تمتد لتصل كل بيت في مملكة البحرين وكل أسرة في المملكة السعودية.
واقع الأمر، أن الأجواء التي أحيطت بالزيارة السامية، والمباحثات التي جرت خلالها، تعكس الكثير من الأشياء، وتنبئ بالكثير أيضا، فإضافة إلى التأكيد على طبيعة العلاقات التاريخية والأخوية الوطيدة والمتميزة بين البلدين والمسؤولين فيهما، والحرص المشترك على تطويرها وتنميتها بما يصب في صالح الشعبين الشقيقين ودول المنطقة والعالم بأسرها، فقد عبرت الزيارة ومباحثات العاهلين على عدة رسائل واضحة لكل من يهمه الأمر في المنطقة والعالم:
أول هذه الرسائل خاص بالتأكيد الثابت على أهمية مواصلة التنسيق الدائم والتشاور المستمر بين قادة البلدين من أجل إيجاد حلول نهائية وحاسمة للمستجدات الإقليمية والدولية على السواء، سيما بالنظر لطبيعة الملفات الساخنة على الساحة، وتمثل في ذاتها تحدياً مشتركاً لكل من البحرين والسعودية، ويلقيان بظلالهما على أوضاع المنطقة ككل، وفي مقدمة ذلك بالطبع الأوضاع في سوريا واليمن، فضلاً عن الأطماع والتدخلات والتهديدات التي تقوم بها قوى وأطراف إقليمية لها أذرع وامتدادات في داخل وخارج المنطقة، وترتبط بشكل مباشر بجرائم العنف والتطرف والإرهاب الذي يمثل الآن واحداً من أهم مصادر التهديد الإقليمي والعالمي سواء بسواء.
يذكر أن زيارة العاهل المفدى لمدينة جدة ولقاءه خادم الحرمين الشريفين، تأتي عقب زيارتين مهمتين تسجلاَن بحروف من نور في تاريخ مسيرة تطور العلاقات البحرينية - السعودية، إحداها عقب استقبال مملكة البحرين الحافل في مطلع ديسمبر 2016 -رسمياً وشعبيا- لخادم الحرمين الشريفين، تلك الزيارة التي شهدت لفتة كريمة قام بها العاهل السعودي بتقبيل علم مملكة البحرين أثناء مشاركته في حفل العرضة الذي أقيم على شرفه آنذاك.
أما الزيارة الأخرى، فكانت في أواخر مايو من العام الجاري، عقب مشاركة العاهل المفدى على رأس وفد رفيع المستوى في مباحثات قمم الرياض الثلاثة، تلك الزيارة التي شهدت هي الأخرى تجسيداً حياً لواقع العلاقات البحرينية السعودية المشتركة، وعمق الوشائج التي تربط قيادتي البلدين، وحرصهما على المضي بها قدماً للأمام، والمسار المتميز والمتقدم الذي تسلكه تلك العلاقات المستندة إلى تاريخ طويل من الروابط العميقة في جميع المجالات.
ثاني هذه الرسائل المستفادة من الزيارة السامية، تلك الإشادة البحرينية الكبيرة بالدور الذي تقوم به المملكة السعودية الشقيقة في حماية أمن المنطقة واستقرارها أمام ما يواجهها من أخطار، وبخاصة في مملكة البحرين، إذ عبَّر عاهل البلاد المفدى عن ثناء وتقدير المملكة الكبير "بالمواقف الثابتة والمشرفة للشقيقة الكبرى بقيادة خادم الحرمين الشريفين الداعمة والمساندة لمملكة البحرين في كل الظروف والمواقف لحفظ أمنها واستقرارها في وجه التهديدات والتدخلات الخارجية"، وهي رسالة مهمة لكل من تسول له نفسه المساس بأمن أي من دول المنطقة عامة، وأمن البحرين بشكل خاص.
وتجلى هذا المعنى واضحاً في أكثر من مناسبة، لعل أبرزها وآخرها في الوقت ذاته: إدانة مصدر مسؤول بوزارة الخارجية السعودية التفجير الإرهابي الذي وقع في مملكة البحرين بشارع البديع، وأسفر عن إصابة عدد من رجال الشرطة كانوا يؤدون واجبهم الوطني.
كما تلقى الفريق الركن الشيخ راشد بن عبدالله آل خليفة وزير الداخلية اتصالاً هاتفياً من صاحب السمو الملكي الأمير عبدالعزيز بن سعود بن نايف بن عبدالعزيز آل سعود وزير الداخلية بالمملكة السعودية، أكد فيه وقوف بلاده مع شقيقتها البحرين في كل ما يحفظ أمنها واستقرارها، وهو ما جسد -واقعاً وفعلاً- وقوف الشقيقة السعودية ومؤازرتها للبحرين -دائماً وأبداً- ضد أي عمل يستهدف زعزعة أمنها واستقرارها وترويع الآمنين فيها.
الرسالة الثالثة تتعلق بتأكيد مملكة البحرين على "وقوفها التام والثابت بجانب الشقيقة السعودية في تصديها للإرهاب بجميع أشكاله، ودعمها لجهود الرياض في تعزيز اللحمة الوطنية ووحدة الصف لمواجهة التحديات المختلفة".
وتبدو أهمية هذه الرسالة في وقت تواجه المملكة السعودية جملة من التهديدات التي تحاول النيل من أمن المنطقة ككل واستقرارها، خاصة أن الرياض هنا لا تمثل بثقلها وأدوارها دولة عادية، وإنما هي دولة فاعلة ومؤثرة لما تمثله من مكانة في الإقليم كقطب توازن، وما تقوم به من جهود وتضحيات في العديد من القضايا، ولما لها من تأثير تجاه ملفات دول المنطقة ودول العالم بأسرها.
وعبر عن هذا المعنى بجلاء العاهل المفدى، حيث أشار جلالته إلى أن التضامن مع السعودية هو خيار تاريخي واستراتيجي لمملكة البحرين، وأنها لن تحيد عنه أبداً باعتبار ذلك "ضمانة أكيدة لثبات الأمن والاستقرار والتصدي للأخطار والتدخلات وبما يحفظ أمن واستقرار دولنا وشعوبنا الخليجية ويصون مكتسباتها التنموية والحضارية".
{{ article.visit_count }}
وضرب البلدان عبر مشاوراتهما وتطابق موقفيهما من مختلف القضايا على مر التاريخ الحديث للدولتين أروع الأمثلة في نكران الذات لصالح خير هذه الأمة وشعوبها، وجسدا حائط صد قوي في مجابهة أعتى التحديات التي واجهت، وما زالت تواجه المنطقة منذ قرون، ولا تمض أيام إلا وتتناقل الأنباء لقاء أو اتصالاً يجمع واحداً أو أكثر من ممثلي المملكتين، لتعطي اجتماعات الأمس برهاناً حياً على متانة ورسوخ العلاقات الضاربة في عمق التاريخ بين قادة وشعبي البلدين الشقيقين.
وجاءت الزيارة في وقت يواجه العالم والمنطقة أيضاً جملة من التهديدات والمخاطر التي تتطلب تنسيق الجهود والتكاتف في التصدي لها، لا سيما في مواجهة ذلك التصاعد في مؤشرات العنف التي تضرب أطناب دول العالم، شرقه وغربه، ومست بتداعياتها قلب البحرين الاثنين في منطقة "الديه"، الأمر الذي استدعى التأكيد على أن قادة وشعبي المملكتين الغاليتين كانا ومازالا وسيظلان على قلب رجل واحد، وسيستمران -نظراً لدورهما الإقليمي المقدر وثقلهما العالمي- في التعبير عن التضامن إزاء خطر الإرهاب المشترك، والعمل بكل ما أوتوا من قوة لاستئصال شأفته.
من جهة أخرى، فإن الزيارة السامية لمدينة جدة تكشف عن مستوى آخر من التطلعات والطموحات التي تنتظر أن تشهدها العلاقات الوطيدة بين المملكتين الغاليتين في المستقبلين القريب والبعيد على السواء، حيث يبدو أن قادة البلدين يسعيان لنقلها لمرحلة جديدة مهمة تجسد حقيقة أن كلاً منهما تمثل بالفعل عمقاً استراتيجياً للأخرى، وامتداداً طبيعياً لها في مواجهة أية محاولات للتدخل أو المساس بحدود سيادة دولتيهما وأمنهما واستقرار ومنجزات شعبيهما.
ولعل تأكيد العاهلين عقب المباحثات بينهما على "الحرص على تطوير وتنمية العلاقات الوطيدة بين البلدين، والدفع بوتيرة التعاون، وتطوير آليات التنسيق المتبادل على مختلف الصعد"، يعد تعبيراً واضحاً عن الرغبة في تطوير مسار العلاقات المشتركة ونقلها لآفاق أرحب مستقبلاً، خاصة في ضوء ما يجمع بينهما وشعبيهما من أواصر تمتد لتصل كل بيت في مملكة البحرين وكل أسرة في المملكة السعودية.
واقع الأمر، أن الأجواء التي أحيطت بالزيارة السامية، والمباحثات التي جرت خلالها، تعكس الكثير من الأشياء، وتنبئ بالكثير أيضا، فإضافة إلى التأكيد على طبيعة العلاقات التاريخية والأخوية الوطيدة والمتميزة بين البلدين والمسؤولين فيهما، والحرص المشترك على تطويرها وتنميتها بما يصب في صالح الشعبين الشقيقين ودول المنطقة والعالم بأسرها، فقد عبرت الزيارة ومباحثات العاهلين على عدة رسائل واضحة لكل من يهمه الأمر في المنطقة والعالم:
أول هذه الرسائل خاص بالتأكيد الثابت على أهمية مواصلة التنسيق الدائم والتشاور المستمر بين قادة البلدين من أجل إيجاد حلول نهائية وحاسمة للمستجدات الإقليمية والدولية على السواء، سيما بالنظر لطبيعة الملفات الساخنة على الساحة، وتمثل في ذاتها تحدياً مشتركاً لكل من البحرين والسعودية، ويلقيان بظلالهما على أوضاع المنطقة ككل، وفي مقدمة ذلك بالطبع الأوضاع في سوريا واليمن، فضلاً عن الأطماع والتدخلات والتهديدات التي تقوم بها قوى وأطراف إقليمية لها أذرع وامتدادات في داخل وخارج المنطقة، وترتبط بشكل مباشر بجرائم العنف والتطرف والإرهاب الذي يمثل الآن واحداً من أهم مصادر التهديد الإقليمي والعالمي سواء بسواء.
يذكر أن زيارة العاهل المفدى لمدينة جدة ولقاءه خادم الحرمين الشريفين، تأتي عقب زيارتين مهمتين تسجلاَن بحروف من نور في تاريخ مسيرة تطور العلاقات البحرينية - السعودية، إحداها عقب استقبال مملكة البحرين الحافل في مطلع ديسمبر 2016 -رسمياً وشعبيا- لخادم الحرمين الشريفين، تلك الزيارة التي شهدت لفتة كريمة قام بها العاهل السعودي بتقبيل علم مملكة البحرين أثناء مشاركته في حفل العرضة الذي أقيم على شرفه آنذاك.
أما الزيارة الأخرى، فكانت في أواخر مايو من العام الجاري، عقب مشاركة العاهل المفدى على رأس وفد رفيع المستوى في مباحثات قمم الرياض الثلاثة، تلك الزيارة التي شهدت هي الأخرى تجسيداً حياً لواقع العلاقات البحرينية السعودية المشتركة، وعمق الوشائج التي تربط قيادتي البلدين، وحرصهما على المضي بها قدماً للأمام، والمسار المتميز والمتقدم الذي تسلكه تلك العلاقات المستندة إلى تاريخ طويل من الروابط العميقة في جميع المجالات.
ثاني هذه الرسائل المستفادة من الزيارة السامية، تلك الإشادة البحرينية الكبيرة بالدور الذي تقوم به المملكة السعودية الشقيقة في حماية أمن المنطقة واستقرارها أمام ما يواجهها من أخطار، وبخاصة في مملكة البحرين، إذ عبَّر عاهل البلاد المفدى عن ثناء وتقدير المملكة الكبير "بالمواقف الثابتة والمشرفة للشقيقة الكبرى بقيادة خادم الحرمين الشريفين الداعمة والمساندة لمملكة البحرين في كل الظروف والمواقف لحفظ أمنها واستقرارها في وجه التهديدات والتدخلات الخارجية"، وهي رسالة مهمة لكل من تسول له نفسه المساس بأمن أي من دول المنطقة عامة، وأمن البحرين بشكل خاص.
وتجلى هذا المعنى واضحاً في أكثر من مناسبة، لعل أبرزها وآخرها في الوقت ذاته: إدانة مصدر مسؤول بوزارة الخارجية السعودية التفجير الإرهابي الذي وقع في مملكة البحرين بشارع البديع، وأسفر عن إصابة عدد من رجال الشرطة كانوا يؤدون واجبهم الوطني.
كما تلقى الفريق الركن الشيخ راشد بن عبدالله آل خليفة وزير الداخلية اتصالاً هاتفياً من صاحب السمو الملكي الأمير عبدالعزيز بن سعود بن نايف بن عبدالعزيز آل سعود وزير الداخلية بالمملكة السعودية، أكد فيه وقوف بلاده مع شقيقتها البحرين في كل ما يحفظ أمنها واستقرارها، وهو ما جسد -واقعاً وفعلاً- وقوف الشقيقة السعودية ومؤازرتها للبحرين -دائماً وأبداً- ضد أي عمل يستهدف زعزعة أمنها واستقرارها وترويع الآمنين فيها.
الرسالة الثالثة تتعلق بتأكيد مملكة البحرين على "وقوفها التام والثابت بجانب الشقيقة السعودية في تصديها للإرهاب بجميع أشكاله، ودعمها لجهود الرياض في تعزيز اللحمة الوطنية ووحدة الصف لمواجهة التحديات المختلفة".
وتبدو أهمية هذه الرسالة في وقت تواجه المملكة السعودية جملة من التهديدات التي تحاول النيل من أمن المنطقة ككل واستقرارها، خاصة أن الرياض هنا لا تمثل بثقلها وأدوارها دولة عادية، وإنما هي دولة فاعلة ومؤثرة لما تمثله من مكانة في الإقليم كقطب توازن، وما تقوم به من جهود وتضحيات في العديد من القضايا، ولما لها من تأثير تجاه ملفات دول المنطقة ودول العالم بأسرها.
وعبر عن هذا المعنى بجلاء العاهل المفدى، حيث أشار جلالته إلى أن التضامن مع السعودية هو خيار تاريخي واستراتيجي لمملكة البحرين، وأنها لن تحيد عنه أبداً باعتبار ذلك "ضمانة أكيدة لثبات الأمن والاستقرار والتصدي للأخطار والتدخلات وبما يحفظ أمن واستقرار دولنا وشعوبنا الخليجية ويصون مكتسباتها التنموية والحضارية".