بدأت بمقر المجلس الاعلى للمرأة، الأربعاء، أعمال ورشة العمل الإقليمية حول "تعزيز صورة المرأة في وسائل الإعلام العربية"، التي تنظمها منظمة التعاون الإسلامي والمنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة "إيسيسكو" بالتعاون مع المجلس الأعلى للمرأة، ووزارة شئون الإعلام، ولجنة البحرين الوطنية للتربية والعلوم والثقافة.وذلك ضمن الأنشطة التي تقام بمناسبة اختيار المنامة عاصمة للمرأة العربية.
وفي بداية افتتاح الورشة الاقليمية القى مدير عام الشؤون الإدارية والإعلامية في المجلس الأعلى للمرأة عزالدين المؤيد كلمة أكد فيها على اهمية هذا اللقاء الذي يتناول أحد من اهم المواضيع التي يوليها المجلس الأعلى للمرأة كل المتابعة والاهتمام وهو "الاعلام" كونه محوراً مهما في مفردات الخطة الوطنية لتنفيذ استراتيجية نهوض المرأة البحرينية.
وأضاف المؤيد أن هذه الورشة تهدف للتعرف على تجارب الدول العربية واستراتيجياتها الإعلامية للخروج في نهاية المطاف بتوصيات من شأنها المساهمة في دعم توجهات أصحاب القرار باعتماد سياسات واضحة الرؤية لصورة المرأة العربية في الاعلام عبر ابراز تقدم المرأة وبيان ما حققته من نجاحات على مختلف الأصعدة وبالتالي تعزيز صورة المرأة في وسائل الإعلام بمختلف تفرعاته، لنتجاوز بذلك مفاهيم الصورة النمطية للمرأة في الاعلام، وانعكاس ذلك على المناهج الدراسية، وتصحيح صورة المرأة في الاعلام العربي والغربي.
مرصد إعلامي-إسلامي
من جانبها قالت مها عقيل مديرة إدارة الإعلام في منظمة التعاون الإسلامي إن المنظمة تعمل على تصحيح ما تواجهه المرأة من تحديات ناجمة عن تكريس الصورة النمطية السلبية عنها في إذهان المجتمع، ودور الإعلام السلبي في ذلك، وقالت "لذلك شرعت المنظمة في إنشاء مشروع المرصد الإسلامي للمرأة في الدول العربية، وذلك لسد الحاجة في هذا المجال، كما نهدف لإدماج المزيد من الدول الأعضاء في المشروع العالمي للرصد الذي تتطلع به الأمم المتحدة".
أهمية نقل المعلومة
كما ألقت د. لبنى صليبيخ الأمين العام للجنة البحرين الوطنية للتربية والعلوم والثقافة، كلمة المنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة (الإيسيكو) اشارت فيها ان هذه الورشة تنصب في اطار إدراك الجهات المنظمة لأهمية نقل المعلومة والصورة الصحيحة عن واقع المرأة العربية ودورها الرائد في كافة المجالات، والطموحات الكبيرة للمرأة العربية بالانتقال الدائم للمرأة نحو مستقبل أكثر إشراقا.
تجارب الدول العربية
واستعرضت الدول العربية المشاركة الواقع وأفضل الممارسات في توظيف صورة المرأة في وسائل الإعلام العربية، وقالت أ. حلمية عبد القادر مظفر وهي أديبة وكاتبة صحفية ومشرف ثقافي بالشؤون الثقافية وزارة الثقافة والإعلام السعودية قدمت ورقة عمل بعنوان "المرأة بين تعليب الإعلام وتصحيح الوعي"، عرضت خلالها نماذج للمرأة السعودية القيادية والمتميزة في مختلف المجالات الطبية والعلمية والثقافية وغيرها، لافتة أن هؤلاء النسوة السعوديات هن امتداد للنساء اللواتي برزن في مجالات مختلفة عبر الزمن.
وأضافت مظفر أن تطور وسائل الإعلام ودخول الإعلام الجديد صبَّ في مصلحة إبراز نجاحات المرأة السعودية التي تعمل على رفع اسم وطنها في المحافل الدولية، وتجاوز عقبة ظهور الصورة النمطية او السلبية للمرأة السعودية في الإعلام.
الإعلام سلبي وإيجابي
ومن دولة الكويت قالت الخبيرة الإعلامية أمل عبد الله إن الإعلام يتعامل مع المرأة بشكل إيجابي من خلال حضور المرأة كمقدمة ومنتجة وإعلامية، وإبراز الكثير من النماذج النسائية الناجحة، لكنها أضافت أن ذات الإعلام يتناول المرأة بالسلب عندما يصورها على أنها مجرد أنثى جميلة تبالغ في وضع المكياج، أو أنها ضعيفة تمضي عمرها متنقلة من وصاية والدها إلى وصاية زوجها إلى وصاية ابنها.
في حين قدمت د. بدرية بنت خلفان اليحيائية عرضا حول "تجربة سلطنة عمان في مجال تمكين المرأة وتعزيز حضورها في الإعلام" وخلصت إلى القول إنه يمكن حصر المؤثرات التي أسهمت في تأكيد النظرة النمطية التي تسود عمل المرأة العمانية في المجال الإعلامي في تأثير التحديات الاجتماعية على توجهات المرأة للعمل الإعلامي، إضافة إلى تأثير الانحياز للظروف العائلية، وتربية الأبناء على حساب متطلبات العمل الصحفي والإعلامي.
خطة موحدة للإعلام للمرأة
من جانبها قدمت الأستاذة محاسن الإمام مؤسسة ورئيسة مركز الإعلاميات العربيات في الأردن مجموعة من التوصيات في نهاية ورقة بحثية تقدمت بها، دعت فيها إلى وضع استراتيجية وخطة موحدة لوسائل الإعلام والاتصال تتعلق بالمرأة وقضاياها ودورها في عملية التنمية الاجتماعية والاقتصادية والسياسية، مؤكدة أهمية تعزيز دور العاملات في وسائل الإعلام بما في ذلك اشراكهن في تخطيط وصنع القرار بكل ما يتعلق بالبرامج الإعلامية المختلفة.
تطوير الرسالة الإعلامية
كما قدمت المهندسة بدور عبدالنور عبدالرحيم ورقة عمل حول دور المرأة السودانية في تغيير الصورة النمطية للمرأة في الإعلام، أكدت فيها أهمية تطوير الرسالة الإعلامية في مضمونها ومفهومها لمزيد من التفاعل مع قضايا المرأة، وتبني برامج اعلامية مستمرة بمختلف الدول العربية ومتابعة تنفيذها، إضافة إلى زيادة مساحات التناول الاعلامي عن قضايا المرأة وحقوقها.
وعرضت فاطمة الردايدة مدير عام الإعلام والتأثير بوزارة شؤون الشباب بدولة فلسطين ورقة عمل تحت عنوان "تجربة دولة فلسطين في تعزيز دور الإعلام في تغيير الصورة النمطية عن المرأة" ذكرت فيها أن تناول قضايا المرأة في وسائل الإعلام الفلسطيني يتصف بالسطحية وبالموسمية وردود الفعل دون متابعة حثيثة ومعالجات جدية، ولا وجود لمساحة ثابتة في الإعلام لتناول قضايا المرأة.
ومن لبنان عرضت د. آمال حبيب من اللجنة الوطنية اللبنانية لليونسكو تجارب لبنان في تصحيح الصورة النمطية للمرأة على مستوى السياسات والاستراتيجيات وآليات مراقبة والعقوبات، معربة عن أملها في أن يبتعد الإعلام العربي العام والخاص عن الصورة النمطية للمرأة في برامجه واعلاناته، ووجود أنظمة رادعة للعنف ضد المرأة والاطفال في زمن العولمة والانفتاح، ووضع التشريعات الضرورية لحفظ الشراكة والمساواة بين الجنسين، ومنح المرأة كامل حقوقها وعدم التمييز ضدها.