أكد الشيخ حمود بن عبد الله آل خليفة سفير البحرين في الرياض أن العلاقات البحرينية السعودية علاقات تاريخية متجذرة وراسخة تقوم على الود والمحبة، وذات بعد ثنائي خليجي عربي إسلامي في آن واحد، وهذا يجعلها علاقات استراتيجية متنامية ومتطورة.
ووصف الشيخ حمود في لقاء خاص مع العدد الـ 8 من "النشرة الدبلوماسية" التي تصدرها وزارة الخارجية البحرينية لشهر سبتمبر 2017 طبيعة العلاقات التي تربط الشعبين والقيادتين في المملكتين الغاليتين بأنها أخوية ووطيدة، قائلاً: "معاً كنا، ومعاً نبقى، ومعاً سوف نكمل المشوار".
وأوضح الشيخ حمود أن العلاقات البحرينية السعودية هي نموذج من العلاقات الصادقة والعميقة التي يحتذى بها بين البلدين الشقيقين، حيث يجمع بين البلدين والقيادتين تاريخ مشترك طويل، ومسيرة حافلة بالعطاء والنماء ومرصعة بكل معاني الأخوة وصلة الدم والقربى، وأن تلك العلاقات ارتقت إلى الآفاق وتعمقت في جذور التاريخ ووصلت إلى أقصى مدى من المحبة والتعاون.
وأبرز الشيخ حمود أن هناك الكثير من المواقف الجديرة بالذكر التي مرت عليه خلال عمله الدبلوماسي كسفير للمملكة في الرياض، معتبراً أن العلاقات والعمل مع الجهات الرسمية وغير الرسمية في المملكة العربية السعودية لها طبيعة خاصة وغنية بالتجارب والكفاءات والخبرات التي نستطيع التفاعل معها وتبادلها لتعزيز العلاقات التي تربط بلدينا وهي علاقات وثيقة وعميقة راسخة الجذور متوارثة كابراً عن كابر.
وأضاف الشيخ حمود "كان لي شرف المشاركة وحضور لقاءات القمة التي عقدت بين سيدي صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة وأخيه خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود في الرياض وجدة ولمرات عديدة خلال العام الحالي، وكذلك زيارات صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة رئيس الوزراء وصاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد نائب القائد الأعلى النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء والوزراء وكبار المسؤولين، واستطاعت هذه الزيارات أن تعزز العلاقات الثنائية وتنميها وتزيدها رسوخاً كما أنها ضاعفت قدرتنا على العمل والعطاء لخير البلدين والشعبين الشقيقين واكتساب الدروس وتطوير التجربة الدبلوماسية والعملية.
وبين الشيخ حمود موقفاً لا ينسى مر به، حيث ذكر أنه في أحد لقاءات وزراء خارجية مجلس التعاون لدول الخليج العربية في مقر الأمانة العامة في الرياض والذي تصادف مع تفضل سيدي صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المفدى بتسلم تقرير اللجنة البحرينية المستقلة التي تشكلت بأمر من جلالته لتقصي الحقائق في أحداث 2011 برئاسة القاضي الدولي الراحل محمود شريف بسيوني، وكان المغفور له الأمير سعود الفيصل يرأس الاجتماع، فوجه حديثه إلى الحضور قائلاً: "هنيئاً لنا بالبحرين وهنيئا للبحرين بالملك حمد"، ثم أضاف: أن البحرين بفضل الله وبقيادة الملك حمد وحكمته تمكنت من إحباط المؤامرة والانتصار على قوى الشر وإطفاء نار الفتنة التي كانت تستهدفنا جميعاً نحن الجالسين على هذه الطاولة، ويقصد دول مجلس التعاون".
وجدد الشيخ حمود تأكيده أن البحرين لا تنسى مثل هذه المواقف الخالدة للأشقاء في المملكة العربية السعودية، وأن طبيعة هذه العلاقات تجعل العمل مع الأخوة هناك مريحاً ومتكاملاً ومنتجاً، وما ذلك إلا لكون المواقف متطابقة والسياسات متماثلة والمصير مشترك والتعاون غير محدود والآفاق مفتوحة والأبواب لا تغلق أبداً.
وتابع: إن العمل مع هذه النخبة من السياسيين ورجال الدولة والدبلوماسيين البارزين في المملكة الشقيقة لهو شرف كبير، وإننا نحفظ لهم مواقف لا تنسى وليست بغريبة عليهم في خدمة الأمة والدفاع عن أمنها واستقرارها وخير شعوبها.
وحول أبرز المهام التي تقدمها سفارة المملكة لخدمة البلدين والشعبين الشقيقين، ذكر الشيخ حمود أن عمل السفارة مهم وحيوي ومؤثر لتحقيق الأهداف والغايات النبيلة المشتركة لبلدينا وشعبينا بتوجيهات كريمة من قيادتنا الحكيمة، وينقسم هذا العمل في العادة إلى قسمين: الأول لتعزيز علاقات البلدين وتنميتها في مختلف المجالات، والثاني رعاية شؤون المواطنين البحرينيين وتلبية احتياجاتهم سواء كانوا يقيمون في المملكة العربية السعودية أو يعملون فيها أو كانوا من طلاب العلم والدراسة أو أصحاب الأعمال أو يقصدونها للعلاج والاستشفاء أو لأية أغراض أخرى.
وأردف الشيخ حمود "في الوقت الذي تواصل فيه السفارة أعمالها في تنمية العلاقات الثنائية بين البلدين بالطرق الدبلوماسية المعروفة، فإنها تعمل على تعزيز التعاون الثنائي في المجالات السياسية والاقتصادية والتجارية والتعليمية والثقافية والأمنية لما يخدم الأهداف المشتركة للبلدين والشعبين الشقيقين تنفيذا للتوجيهات السديدة الكريمة لسيدي صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المفدى وسيدي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود ملك المملكة العربية السعودية، في هدي السياسة الرشيدة لحكومتي البلدين الشقيقين".
وشدد الشيخ حمود على أهمية دور السفارة في تسهيل عمليات التبادل الثقافي والإعلامي والاقتصادي والتجاري بين القطاعات المتعددة في البلدين باعتبار ذلك جزءاً مهماً من عملها ومهامها التي نعمل دائماً على تحسينها وتطويرها، موضحاً أن هذا كله يشمل المشاركة في الاجتماعات والمؤتمرات والفعاليات المختلفة التي تشهدها المملكة السعودية على مدار العام خاصة وأنها تستضيف أيضا الأمانة العامة لمجلس التعاون لدول الخليج العربية ومنظمة التعاون الإسلامي، والبحرين عضو فاعل في كل منهما، وهو ما يضع على عاتق السفير والسفارة واجبات ومسؤوليات مهمة للغاية في المشاركة في اجتماعات ونشاطات هاتين المنظمتين.
ولفت الشيخ حمود إلى أن احتفال المملكة العربية السعودية الشقيقة في الـ 23 من سبتمبر من كل عام بيومها الوطني هو مناسبة عزيزة وغالية على قلوب أهل البحرين جميعاً "ملكا وحكومة وشعباً"، مشيراً إلى أنه يوم مشهود ارتفعت فيه راية التوحيد المباركة فوق هذه الأرض العربية الطيبة التي حملت اسم المملكة العربية السعودية لتكون واحدة موحدة بفضل الله جلت قدرته وبجهود العاملين المخلصين بقيادة الملك المؤسس الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود.
ورفع الشيخ حمود أجمل التهاني والتبريكات إلى مقام سيدي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود عاهل المملكة العربية السعودية الشقيقة وإلى مقام ولي عهده الأمين نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان آل سعود، وإلى الحكومة السعودية الرشيدة وإلى كافة أبناء الشعب السعودي الشقيق، سائلاً الله أن يحفظ القيادة الحكيمة وأن يسدد خطاها على طريق الخير والنصر، وأن يمكنها من التصدي بنجاح لكل المؤامرات والمخططات الأجنبية التي تحاك ضد المملكة الشقيقة ودول الخليج العربي وشعوبها والأمة جمعاء.
وخلص الشيخ حمود إلى أنه تحققت للمملكة السعودية العزيزة بقيادة الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود خادم الحرمين الشريفين وبمؤازرة صاحب السمو الملكي ولي عهده الأمين الكثير من الإنجازات والمكتسبات الطموحة في النهضة والتطور والتقدم في سائر المجالات، وذلك تطلعاً إلى تنفيذ "رؤية السعودية 2030"، وكذلك على صعيد المواجهة مع أعداء الوطن والأمة ومكافحة الإرهاب وحماية مسيرة مجلس التعاون لدول الخليج العربية، وهذه كلها تدعو إلى الفخر والاعتزاز والتقدير، ونسأل الله أن يوفق الجميع لما يحبه ويرضاه.