دعا النائب المساعد لوزير الخارجية المصري السابق ومندوب الجمهورية الدائم لدى الجامعة العربية د.محمد نعمان جلال، إلى أهمية الاطلاع على التراث الصيني، لما له من قيمة حضارية وفكريِّة تسهم في الارتقاء المجتمعي والأخلاقي، وما يقابلها من أفكار اجتماعية ومبادئ لدى الحضارة العربية، وقال د.جلال: "إن المعلم الصيني كونفوشيوس ترك آثاراً إيجابية على الاقتصاد الصيني اليوم، إذ بفضله صعدت الصين إلى مقدمة اقتصادات العالم".
جاء ذلك، في محاضرة ألقاها د.جلال أمام طلبة جامعة البحرين وأساتذتها الخميس، في احتفال معهد كونفوشيوس بالثقافة الصينية، وتحدّث خلالها عن شخصية كونفوشيوس في مجالاتها الفكرية والتربوية والفلسفية، وقال: "إن شخصية الفيلسوف كونفوشيوس تمتاز بميزات أساسية منها أنه شخصية حقيقية"، موضِّحاً أن المعلم كونك فو دزه (كونفوشيوس)، وُلد في العام 551 قبل الميلاد، وعاش ظروفاً صعبة انعكست على فكره وفلسفته.
وتابع د.جلال أن كونفوشيوس يمتاز بسمات الشخصية المفكرة، لذا كان أتباعه يدعونه بالمعلم، حيث نجح في إقامة تيار صيني يتضمن كل التقاليد الصينية عن السلوك الاجتماعي والأخلاقي، كما أن فلسفته قائمة على القيم الأخلاقية وعلى أن تكون هناك حكومة تخدم الشعب تطبيقاً لمثل أخلاقي أعلى، ولقد كانت تعاليمه وفلسفته ذات تأثير عميق في الفكر الصيني والحياة الصينية.
وتحدث المحاضر عن رؤى كونفوشيوس وأفكاره، مشيراً إلى أن فلسفته تقوم على حب الناس وحسن معاملتهم والرقة في الحديث والتأدب في الخطاب، وطهارة اللسان، وعلى احترام الأكبر سناً والأكبر مقاماً، وعلى تقديس الأسرة وطاعة الصغير للكبير وطاعة المرأة لزوجها، وهو يؤمن بأن الحكومة إنما أنشئت لخدمة الشعب لذا كان يكره الاستبداد، مضيفاً أن كونفوشيوس روَّج لمفهوم انسجام الأفكار، ولمفهوم المتناقضات الحميدة غير العدائية.
وقال د.جلال إن كونفوشيوس عانى بسبب أفكاره وقوله كلمة الحق، كما أنه واجه فترة الربيع والخريف الصيني، حيث ازدهرت فيهما المدارس الفكرية، وكانت في البلاد طائفة أخرى هي طائفة "القانونيين" التي استطاعت أن تناهض وقتاً ما آراء كونفوشيوس في عالم السياسة.
واختتم د.محمد جلال حديثه بالإجابة عن أسئلة الحضور، كما طرح عددٌ من الأكاديميين مداخلات أثرت محاور المحاضرة.
وحضر المحاضرة نائب رئيس الجامعة للبرامج الأكاديمية والدراسات العليا أ.د.وهيب عيسى الناصر، كما حضرت مديرة معهد كونفوشيوس في جامعة البحرين الدكتورة ووشي ين، وعدد من الأساتذة.
يذكر أن معهد كونفشيوس كان قد افتتح في جامعة البحرين في العام 2013. وقد قامت جمهورية الصين بتأسيس معاهد أدبية تسمى معاهد كونفوشيوس في الصين وفي مختلف دول العالم لغرض تعليم اللغة والثقافة الصينيتين وهي عبارة عن مؤسسات تعليمية غير ربحية تتأسس بتعاون صيني وأجنبي، وتتركز مهامها في التأقلم مع احتياجات شعوب ودول العالم في تعلم اللغة الصينية والثقافة الصينية، وتوطيد علاقات التعاون والتبادل الثقافي التعليمي، وتنمية علاقات الصداقة بين الصين والدول الأجنبية، وبناء عالم يسوده الحب والوئام. ومنذ إنشاء أول معهد لكونفوشيوس عام 2004 في سيئول بكوريا الجنوبية انتشرت فروع هذه المؤسسة التعليمية للغة الصينية في كافة القارات الخمس في العالم، وحتى أكتوبر من عام 2009 أقيم في العالم 282 معهد كونفوشيوس موزعة في 87 دولة.
{{ article.visit_count }}
جاء ذلك، في محاضرة ألقاها د.جلال أمام طلبة جامعة البحرين وأساتذتها الخميس، في احتفال معهد كونفوشيوس بالثقافة الصينية، وتحدّث خلالها عن شخصية كونفوشيوس في مجالاتها الفكرية والتربوية والفلسفية، وقال: "إن شخصية الفيلسوف كونفوشيوس تمتاز بميزات أساسية منها أنه شخصية حقيقية"، موضِّحاً أن المعلم كونك فو دزه (كونفوشيوس)، وُلد في العام 551 قبل الميلاد، وعاش ظروفاً صعبة انعكست على فكره وفلسفته.
وتابع د.جلال أن كونفوشيوس يمتاز بسمات الشخصية المفكرة، لذا كان أتباعه يدعونه بالمعلم، حيث نجح في إقامة تيار صيني يتضمن كل التقاليد الصينية عن السلوك الاجتماعي والأخلاقي، كما أن فلسفته قائمة على القيم الأخلاقية وعلى أن تكون هناك حكومة تخدم الشعب تطبيقاً لمثل أخلاقي أعلى، ولقد كانت تعاليمه وفلسفته ذات تأثير عميق في الفكر الصيني والحياة الصينية.
وتحدث المحاضر عن رؤى كونفوشيوس وأفكاره، مشيراً إلى أن فلسفته تقوم على حب الناس وحسن معاملتهم والرقة في الحديث والتأدب في الخطاب، وطهارة اللسان، وعلى احترام الأكبر سناً والأكبر مقاماً، وعلى تقديس الأسرة وطاعة الصغير للكبير وطاعة المرأة لزوجها، وهو يؤمن بأن الحكومة إنما أنشئت لخدمة الشعب لذا كان يكره الاستبداد، مضيفاً أن كونفوشيوس روَّج لمفهوم انسجام الأفكار، ولمفهوم المتناقضات الحميدة غير العدائية.
وقال د.جلال إن كونفوشيوس عانى بسبب أفكاره وقوله كلمة الحق، كما أنه واجه فترة الربيع والخريف الصيني، حيث ازدهرت فيهما المدارس الفكرية، وكانت في البلاد طائفة أخرى هي طائفة "القانونيين" التي استطاعت أن تناهض وقتاً ما آراء كونفوشيوس في عالم السياسة.
واختتم د.محمد جلال حديثه بالإجابة عن أسئلة الحضور، كما طرح عددٌ من الأكاديميين مداخلات أثرت محاور المحاضرة.
وحضر المحاضرة نائب رئيس الجامعة للبرامج الأكاديمية والدراسات العليا أ.د.وهيب عيسى الناصر، كما حضرت مديرة معهد كونفوشيوس في جامعة البحرين الدكتورة ووشي ين، وعدد من الأساتذة.
يذكر أن معهد كونفشيوس كان قد افتتح في جامعة البحرين في العام 2013. وقد قامت جمهورية الصين بتأسيس معاهد أدبية تسمى معاهد كونفوشيوس في الصين وفي مختلف دول العالم لغرض تعليم اللغة والثقافة الصينيتين وهي عبارة عن مؤسسات تعليمية غير ربحية تتأسس بتعاون صيني وأجنبي، وتتركز مهامها في التأقلم مع احتياجات شعوب ودول العالم في تعلم اللغة الصينية والثقافة الصينية، وتوطيد علاقات التعاون والتبادل الثقافي التعليمي، وتنمية علاقات الصداقة بين الصين والدول الأجنبية، وبناء عالم يسوده الحب والوئام. ومنذ إنشاء أول معهد لكونفوشيوس عام 2004 في سيئول بكوريا الجنوبية انتشرت فروع هذه المؤسسة التعليمية للغة الصينية في كافة القارات الخمس في العالم، وحتى أكتوبر من عام 2009 أقيم في العالم 282 معهد كونفوشيوس موزعة في 87 دولة.