زهراء حبيب

شرعت المحكمة الكبرى الجنائية الرابعة بمحاكمة أب بحريني وزوجته عربية الجنسية عن واقعة تعذيب الطفلة زهراء "ابنة المتهم الأول" ضرباً وحرقاً حتى الموت، جراء تعرضها لنزيف في البطن بسبب إصابة حديثة بالظهر، وقررت تأجيلها إلى جلسة 1 نوفمبر المقبل لإعلان المتهمين بموعد الجلسة.

وجلبت الطفلة زهراء ذات الـ9 سنوات إلى مستشفى الملك حمد من قبل الإسعاف بعد أن أبلغ ذووها عن سقوطها في دورة المياه بمنزلها الكائن بالحد، لكنها كانت فارقت الحياة.

وبعد الكشف عليها اكتشف الأطباء وجود كدمات ورضوض وحروق بمختلف أنحاء جسمها، فعلى الفور تم إبلاغ الشرطة بالواقعة، والتي عرضتها على الطبيب الشرعي لتبيان سبب وفاتها.

ويواجه الأب (37 سنة) وزوجته (26 سنة) تهمة أنهما في 3 يوليو 2016 ألحقا عمداً ألماً شديداً بالمجني عليها (زهراء) ذات الـ9 سنوات، التي كانت تحت سيطرتهما، بأن قامت بالتعدي على سلامة جسمها بالضرب والحرق بغرض تخويفها ومعاقبتها وتمييزها، ونتج عن ذلك وفاتها.

الأب نفى تعنيف طفلته زهراء من زوجته السابقة، ودفع بأن الحروق في رقبتها سببها مشاجرتها مع شقيقتها الصغرى التي سكبت عليها الماء الحار.

وأشار إلى أنه تزوج بزوجته الحالية "المتهمة" عام 2012 وأنجب منها طفلين "فتاة وولد" تتراوح أعمارهم بين 3 أعوام وعامين، وأنه لديه من زوجته الأولى المجني عليها ذات الـ9 سنوات وشقيقها (11 سنة)، وشقيقتها (10 سنوات)، منوهاً بأنه انفصل عن أمهم عام 2010 وهي مقيمة بموطنها ولم يجلبها للبحرين بتاتاً، وجلب أبناءه الثلاثة منها فقط.

وأكد بأن زوجته" المتهمة" ترعاهم وتعاملهم بالحسنى، وفي يوم الواقعة شاهد الطفلة زهراء وكانت بصحة جيدة، وحضنها ومسح على رأسها قبل خروجه من المنزل، لكنه فوجئ باتصال زوجته لتخبره بسقوط المجني عليها في دورة المياه وهي في حالة حرجة، فطلب الإسعاف لحين وصوله للمنزل.

وجاء تقرير الطبيب الشرعي كاشفاً لسبب وفاة الطفلة زهراء جراء تعرضها لإصابة بليغة في ظهرها معاصرة وحديثة أدى لوقوع نزيف في البطن، وأكد بأن الإصابات الظاهرة

كما لفت الطبيب الشرعي إلى وجود إصابات من أدوات صلبة غير خشنة السطح كالضرب بقبضة اليد والركلات على سبيل المثال، ومنها حدث بجسم أسطواني كعصا أو خرطوم، وأن الآثار الحرقية الموجودة على جانب الظهر تتشابه مع شكل المكواة وأن الآثار على الرقبة لا تحدث من السوائل.

وأكد بأن الإصابات على ظهر الطفلة الجسيمة أدت إلى نزيف وهي إصابة غير جائزة الحدوث من مجرد السقوط بدورة المياه أو الدفع، بل من اعتداء تم بعنف، ونرى بأنها لا تحدث من هؤلاء الأطفال الصغار.

ومن خلال التحريات تبين بأن العائلة كانت سبق أن سكنت في شقة أخرى، وبسؤال الجيران أكدوا سماعهم لأصوات صراخ زوجة الأب والأب، وكانا غير مهتمين بنظافتهم مما يدل على الإهمال من وجهة نظرهم.

وتبين دخول شقيقة المتوفاة إلى المستشفى لشكواها من الآلام في رأسها، وبعد الكشف عليها اتضح وجود كدمات في العين والوجه وتشوهات.