جدد الأمين العام للمجلس الإسلامي العربي العلامة الدكتور محمد الحسيني "عهد المجلس للأمة العربية والإسلامية بحمايتها وصيانة أمنها، وعهده للشيعة العرب أنه لن يتوانى ولن يتراخى في محاربة مشاريع مشبوهة تجرهم إلى الفتنة والموت والدمار."
وعرض في كلمة له بمناسبة الذكرى الحادية عشرة لتأسيس المجلس الإسلامي العربي أبرز محطات مسيرته، مشيراً إلى أن الانطلاقة كانت "من قلب الضاحية الجنوبية لبيروت في لبنان البلد الذي عانى أكثر من غيره من التطرف والغلو والارتهان للخارج، حيث تم استقطاب بعض شيعته إلى مشروع إيراني تفتيتي تقسيمي فتنوي نفذه حزب الله بأوامر وأموال إيرانية، فأخرج الطائفة الشيعية في لبنان من تاريخها وموقعها الطبيعي، بانتمائها الوطني، وإخلاصها لعروبتها، وحولها إلى وقود للأحلام الإمبراطوية الفارسية في المشرق العربي."
وأكد أن إنشاء المجلس تم "ليكون الممثل العربي الإسلامي المعتدل الذي يعبر بحق عن مصالح الشيعة العرب وتطلعاتهم، ويعمل لتحقيق استقرارهم وأمنهم ، ومن أجل استعادتهم إلى الحضن العربي الإسلامي، بعد أن أخضعهم الولي الفقيه الإيراني لمشروعه، ذات الأهداف الإقليمية ."
ولفت الحسيني إلى أن "قرار تأسيس المجلس كان مخاطرة ندرك سلفاً عواقبها، ونعرف الأثمان التي سندفعها في مقارعة حزب مسلح وممول بشكل هائل، ويسيطر بشكل شبه مطلق على الدولة في لبنان."
وقال "بالفعل ، تعرض مجلسنا للتضييق بداية، والاضطهاد لاحقاً، ولما لم تنجح كل هذه المحاولات في ثنينا عن عزمنا بأداء واجبنا الديني والقومي، تعرضنا لاعتقال سياسي دام أربع سنوات ظلماً وعدواناً، فخرجنا من المعتقل أقوى وأشد عزماً على الجهاد في سبيل بلدنا وامتنا العربية والاسلامية."
وأوضح أنه "رغم الضغوط الكبيرة والإمكانات المتواضعة، أطلق المجلس الإسلامي العربي حركة واسعة ومكثفة باتجاه شيعة العرب أينما وجدوا، منبهاً من خطورة المخططات الإيرانية التي تستهدف بلادهم وأنظمة الحكم فيها، ومحذراً من أن الانجرار خلف هكذا مخططات سيجلب الخراب عليهم أولاً، ويحولهم، في أحسن الأحوال، إلى ورقة تفاوض إقليمي ودولي، في لعبة الأمم وإعادة تشكيلها وتقاسمها."
وكشف أن الجهد تركز في الساحات المشتعلة والمستهدفة مثل لبنان والبحرين والعراق ولاحقاً سوريا واليمن، حيث تم تنبيه وإرشاد الشيعة في الدول العربية كافة، عبر وسائل الإعلام، أو خلال اللقاءات والزيارات، من الأخطار الأمنية التي تستهدفها، من خلال عناصر مأجورة تريد تحقيق ما عجزت آلة الحرب الإيرانية وأبواق الدعاية والتحريض الفارسية من تحقيقه، أي زعزعة استقرار مجتمعاتنا العربية الواحد تلو الآخر، وإسقاط الأمن القومي العربي برمته ."
وأكد النجاح في إيجاد الشيعي المعارض لجماعات المرتزقة التي يديرها الحرس الثوري الإيراني، في محتلف البلاد العربية المعنية، والتي تروج للولاية العام للفقيه الايراني علي خامنئي على كل الشيعة في العالم، بخيث تم اسقاط هذه النظرية في بلادنا، وردها إلى مصدرها، أي إيران المنقسمة، هي نفسها، حول هذه الولاية."
وجزم أن إبقاء شيعة العرب في الحضن العربي، واستعادة من ظل منهم، ليست مهمة مستحيلة، لأنها تستند إلى وقائع التاريخ وإلى تراكم فكري وثقافي واجتماعي. فالشيعة العرب كانوا منذ القدم، ولا يزالون يشكلون جزءاً لا يتجزأ من مجتمعاتهم التي يعيشون فيها، إلى جانب إخوانهم من المذاهب الإسلامية، أو الطوائف الدينية. وأن مشروع تحريضهم على التمرد وسلخهم من بيئتهم إنما هو مشروع معاد لهم بالدرجة الأولى."
وشدد على "أن مهمة المجلس الإسلامي العربي هو أن يكون ممثلاً للشيعة العرب، يعايش همومهم، ويتشارك معهم الإخلاص لبلدانهم، يعبر عن تطلعاتهم".
وخلص إلى التأكيد أن "الكثير من العمل ينتظرنا لأن الأمة تمر بمرحلة خطيرة تستوجب حشد كل الإمكانات العربية الإسلامية لمواجهتها، فالحروب المشتعلة في سوريا والعراق واليمن وليبيا، والحروب المستترة على امتداد الأرض العربية، بفعل التدخل الإيراني السافر، تقتضي تجنيد كل الطاقات، من دول وهيئات وشخصيات، للتصدي لها.