شارك الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية عبداللطيف بن راشد الزياني في احتفال مركز الدراسات العربي الأوروبي الذي نظم الأربعاء في العاصمة الفرنسية باريس بمناسبة مرور 25 عاماً على تأسيس المركز.
وألقى الأمين العام لمجلس التعاون بهذه المناسبة كلمة بارك فيها لمركز الدراسات العربي الأوروبي احتفاله بالذكرى الخامسة والعشرين لتأسيسه، معرباً عن تقديره لما حققه المركز من سمعة مرموقة ومكانة متميزة بين مراكز الدراسات العربية، وإنجازات مهمة في مجال تنظيم المؤتمرات والندوات والملتقيات، وإعداد البحوث المتخصصة في شتى المجالات، وإصدار المطبوعات القيمة النافعة.
وأكد الأمين العام أن مراكز الدراسات والبحوث العربية المنتشرة في الوطن العربي وخارجه تمكنت من إثبات وجودها وجدوى ما تقوم به من عمل قومي مؤثر ونافع، حتى أصبحت منارات علم وتعليم وتثقيف، تستقطب مختلف الطاقات والكفاءات العلمية والفكرية، وموردا لإنتاج الأفكار وطرح التحليلات وصياغة الاستراتيجيات الوطنية والقومية، مؤكدا أهمية مواصلة بذل المزيد من الجهد والعمل الجاد والدؤوب في هذا الميدان المهم خدمة للأوطان العربية ورفعتها وتقدمها وازدهارها.
ونوه الأمين العام بما توليه دول مجلس التعاون من اهتمام بميدان البحوث والدراسات، وحرص قادة دول المجلس على هذا الجانب الحيوي حيث وجهوا دائما الى ضرورة الاستناد الى الدراسات العلمية المعمقة عند تبني المشروعات والبرامج والخطط التكاملية في دول المجلس، حرصا منهم على أن يكون العمل الخليجي المشترك قائماً على دراسات علمية واقعية تحقق مصالح دول المجلس وأهدافها المشتركة.
وأشار الزياني إلى عدد من إنجازات مجلس التعاون في هذا المجال منها الاتفاقية الاقتصادية الموحدة التي نصت في مادتها الثامنة على دعم البحث العلمي والتقني المشترك وتطويره، وإنشاء منظمة الخليج للاستشارات الصناعية، وتأسيس مركز الإحصاء لدول مجلس التعاون، بالإضافة الى حرص دول المجلس على تشجيع البحث العلمي والابتكار بين شباب دول المجلس وإبراز ابداعاتهم من خلال المشاركة في عدد من المعارض والفعاليات والمسابقات التي تعقدها لدعم المبتكرين والمخترعين وتحفيزهم.
وأشاد الأمين العام بقرار المجلس الأعلى لمجلس التعاون الصادر في عام 1997م بتأسيس هيئة استشارية لتقديم المشورة وإعداد الدراسات المتخصصة، تدعيما لمسيرة مجلس التعاون وإعداده لمواجهة تحديات المستقبل، موضحاً أن الهيئة، المكونة من ثلاثين عضوا، تتولى دراسة الموضوعات المحالة إليها من المجلس الأعلى، ورفع مرئياتها إلى المجلس، وقد أصدرت الهيئة أربعا وأربعين دراسة تضمنت حوالي ألف توصية ومرئية تولت الأمانة العامة احالتها الى اللجان الوزارية والجهات المختصة لتصدر على إثرها قرارات وسياسات عامة وبرامج تنفيذية تنسجم مع أهداف مسيرة مجلس التعاون وتعود بالمنفعة والخير على مواطني دول المجلس.
وشدد الأمين العام لمجلس التعاون على أهمية تصدي مراكز الدراسات والبحوث في الوطن العربي لمختلف القضايا والتحديات السياسية والاقتصادية والأمنية التي تواجه المنطقة، كما دعا تلك المراكز الى استقطاب الكفاءات الشبابية وفتح الأبواب أمامهم لتلقي المزيد من التدريب المكثف على إجراء البحوث الميدانية، بالتعاون مع الجامعات ومعاهد العلم العربية والأجنبية، لما تمتلكه الطاقات الشبابية العربية من العديد من المؤهلات والحماس والرغبة الصادقة في العطاء والتفوق والنجاح.