أشاد أعضاء الجمعية البحرينية للتسامح وتعايش الأديان خلال اجتماعهم الخميس، بمقال حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المفدى، المنشور بصحيفة "واشنطن تايمز"، مؤكدين أنه وثيقة تاريخية يهتدي بها أعضاء الجمعية وكل النشطاء في مجال التسامح والتعايش.

واستحسن أعضاء الجمعية ما أكده العاهل المفدى من أن "التنوع الديني في المملكة هو نعمة لشعب البحرين الذي يستند إلى تراث عريق من قيم التعايش والتسامح الروحي والثقافي"، وما أوضحه جلالته من أن "مجتمع البحرين يقدم نموذجاً يحتذى لكل شعوب الأرض، حيث يعيش جنباً إلى جنب أصحاب الديانات والحضارات المختلفة، في جو يملؤه الود والألفة والتناغم بين مكونات وشرائح المجتمع، سواء كانوا من المواطنين أو من المقيمين الذين وفدوا من شتى بقاع الأرض".

ونوه أعضاء الجمعية برأيه جلالته السديد حين اعتبر أن "العالم سيكون أكثر أمناً وازدهاراً إذا تعلم كيف يستوعب التمايزات بين الأفراد باعتبارها عنصر دعم وقوة وتكامل بين الناس وبعضهم البعض، وليس كما يراها شرذمة قليلون باعتبارها عنصر ضعف وهوان".

وأشادوا برأي جلالته حين قال إنه "من المهم أن يتعرف العالم، كما تعرفت البحرين، على جمال هذه الاختلافات بين البشر وبعضهم البعض، وكيف يمكن أن يعلمنا هذا الاختلاف دروسا كثيرة، بما في ذلك درس التسامح الديني"، مؤكداً أنه "لا ينبغي النظر إلى الحرية الدينية باعتبارها مشكلة، بل حلاً حقيقياً جداً لعديد من أكبر التحديات التي تواجه عالمنا، وخصوصاً الإرهاب الذي لا يعرف الدين، ويهدد جميع الشعوب المحبة للسلام".

وأكد أعضاء الجمعية بمختلف دياناتهم ومذاهبهم أن مملكة البحرين بيئة خصبة لإنجاح الحوارات وتبادل الأفكار التي من شأنها خدمة الإنسان بغض النظر عن عرقه وانتمائه. فللبحرين بصمة كبيرة ليس في مجال حوار الأديان فحسب بل على كافة المستويات السياسية والثقافية والعمل على وضع الحلول الناجعة للعديد من القضايا الإقليمية، كما إنها صاحبة باع طويل في خدمة الإنسانية، موضحين أن روح المودة والمحبة كانت وستبقى متجلية بين أبناء الشعب البحريني على اختلاف شرائحهم، وهو ما يثبته التعايش التاريخي في البلاد.

وأكدوا أن جلالة الملك المفدى هو والد الجميع، وإن المودة والرحمة اللتين تنعم بهما البحرين ليستا جديدتين بل هما متأصلتان بين أهلها.

وأعربوا عن اعتزازهم بالانفتاح الذي تعيشه مملكة البحرين حالياً، والذي يملي على المهتمين بالشأن الديني توعية الأجيال المقبلة بالحوار وأهميته، وتشجيعهم على الاطلاع على ثقافات الآخرين، بما يكفل لهم الاعتدال والحفاظ على الهوية، ولا أحد يمكنه إنكار جهود البحرين في تبني مجال حوار الأديان علمياً وأكاديمياً وثقافياً، فضلا عن إشاعة ثقافة الحوار والتفاعل مع الثقافات الأخرى.

وبين أعضاء الجمعة أن التوجه البحريني يتماشى بالفعل مع روح الأديان التي تدعو إلى المحبة والسلام والقضاء على روح العدوانية والتباغض البشري وقد شهدنا مواقف قطرية كثيرة في هذا الاتجاه على الصعد الإقليمية والدولية والآن وعبر مركز حوار الأديان الأكثر فاعلية وتميزاً على المستوى العالمي أرى أن مملكة البحرين هي بالفعل محطة لقاء الثقافات وتقارب الأديان وتجسد صورة المحبة والسلام العالمي.