قال أستاذ العقيدة والفكر الإسلامي بكلية الحقوق في جامعة العلوم التطبيقية د.مراد الجنابي "إن إدمان الأطفال في استخدام أجهزة التواصل الاجتماعي يمثل خطورة كبيرة على المجتمعات في حاضرها ومستقبلها، وأن تعلق الأطفال بهذه الأجهزة جعلهم لا يتكلمون يعيشون في توحد وانغلاق على أنفسهم، في مثل هذه السن مع انها سنين اللعب والحديث والمناجاة وليس سنين الانغلاق والوحدة".
ولفت إلى تأثير هذه الأجهزة حتى على الكبار من رواد المجالس والمنتديات الشعبية التي يلتقي فيها الناس على المحبة والتآخي، وزيادة اللحمة الاجتماعية والوطنية بينهم، مبيناً أن البيوت أصبحت خالية من المحبة والحنين والرعاية والاهتمام والعاطفة الأسرية بسبب امتلاكنا لهذا "الجهاز".
جاء ذلك في ندوة علمية فكرية تربوية تحدث فيها الجنابي بمجلس الدوي بمقره بحالة بوماهر بالمحرق الإثنين، حيث استفاض في الحديث حول السلبيات التي أثرت كثيراً في المجتمعات تجاوزت في مجملها الحوادث البسيطة إلى الموت ودمار الأسر وضعضعتها، نتيجة للاستخدام السيء لأجهزة الهواتف النقالة وبما تحتويه من عناصر ووسائل تواصل مع الآخرين جعلت الأدمان مشكلة تؤرق الناس.
وتحدث باستفاضة عن الفوائد الجمة لوسائل الاتصال في نشر العلوم وتوسيع دائرة المعرفة واثراء المجتمعات المعرفية بكل ما هو جديد، وما يتصل بالفوائد التي يجنيها العالم منها في التربية وترسيخ كل ما هو مفيد للإنسان.
وأشار الجنابي إلى "عملية الإدمان على الأجهزة التواصلية وما تسببه للناشئة تجعلهم مصابين بـ"التوحد" إزاء استخدامهم لها فلا نجدهم يلعبون في المساحات الخضراء وما فيها من مراجيح وأدوات لعب، في الحدائق التي يزورونها مع ذويهم، ولا نجدهم يتكلمون مع بعضهم البعض".
وأوضح أن الأمة العربية والإسلامية هي أمة الفكر والحضارة والايمان، مشيراً إلى أنه وبعد المتابعة والتحليل العلمي الدقيق هناك ثلاث فئات مجتمعية ذات أثر في مواقع التواصل الاجتماعي الأولى هي مجموعة أهل العلم والفضل والنور وهم الذين ينشرون ما يصلح أمر الأمة من العلوم والآداب التربوية بوسطية وتوازن ويدعون إلى الحكمة، ولهم تأثير إيجابي فعال.
وسمى المتحدث الفئة الثانية أهل الجهل ببلاغة وهم أهل التخلف لا يأبهون بأمر الأمة لا في أمنها واستقرارها ولا في تطورها وازدهارها، يسهمون في تردي الأمة ودمارها من خلال ما يقومون به في وسائل التواصل الاجتماعي وبشكل خاص "الواتساب" إذ ينشرون ما يصلهم بدون تروي ولا تفكير ولا مخافة من الله، ساهموا في تسويد صفحات التواصل، لا يميزون بين الحسن والخبيث، لا يفقرون بين نور العلم والضلالة، لا يسمعون نداءات العقلاء.
وبيّن أن الفئة الثالثة في مواقع التواصل الاجتماعي هي الأخطر، لان إعدادها تم من خلال الأعداء الذين يريدون العبث بالأمة، وهم يقومون بذلك ليس بجهل منهم ولا تخلف ولا عدم معرفة انما يستهدفوننا وأمننا واستقرارنا، وذلك من خلال بث رسائل الهدم والتشكيك والتضليل والظلم، وسياسة فرق تسد، وترسيخ العنصرية والطائفية، وهؤلاء يسعون لنقل كل ما يهدد أمن الأوطان وما يبعد أبناءها عن جادة الطريق القويم، من أجل ايقاعهم في براثن الانحراف والجهل، وكل ما يدمر ويهدم الأمة في مجتمعها وأمنها واقتصادها ومستقبلها.