حذيفة إبراهيم:
قال قائد سلاح الجو الملكي البحريني اللواء طيار الركن الشيخ حمد بن عبدالله آل خليفة، إن العديد من الدراسات في القرن الحالي تغيرت، خصوصاً تلك التي تتحدث عن الصراعات، مشيراً في كلمته خلال الجلسة الثالثة لمؤتمر التحالفات العسكرية في الشرق الأوسط، الثلاثاء، بعنوان "العمليات المشتركة للتحالفات والتكنولوجيا الجديدة لتعزيز القدرات العسكرية" إلى أن التحديات تغيرت ولم تعد مقتصرة على التنظيمات الإرهابية.
وقال إن "الحروب التي نمر بها والتهديدات المستمرة من الجماعات الإرهابية، وغيرها من الظروف، أصبحت تهدد كياناتنا، حيث هناك تصرفات الدول المارقة، فضلاً عن الجماعات الإرهابية"، مشدداً على أن التهديد الجديد هو القرصنة الإلكترونية التي يمكن من خلالها للجهات الوصول إلى المعلومات، والتواصل مع عدة جماعات.
وبيّن أن الشرق الأوسط اليوم تؤثر عليه الأزمات حتى من الدول البعيدة، وهو ما يؤكد أهمية التكامل بين القوى من أجل جاهزية أفضل وأكبر، وإحراز تقدم، حيث أصبح الأمر أكثر صعوبة من العهد السابق، لافتاً أن "التكنلوجيا الحديثة تتغير بسرعة، وسنوياً تصدر العديد من الأمور، ولكن البرامج الدفاعية لا تواكب تلك التكنلوجيا بسرعة"، ومشيراً إلى أن توفير الدعم لبعض العمليات، يجب أن يتم بذات الدرجة من الخبرة للدولة التي يتم العمل معها، حيث لابد لتلك العمليات أن تسمح للدول بفهم بعضها بطريقة أفضل، وأن يعمل الحلفاء سوياً في أماكنهم.
وتابع "ليس المهم زيادة عدد ساعات التدريب، بل زيادة الإعداد للتدريبات وجودتها، كما أن التركيز يجب أن ينصل على تطوير خطط الشراء العسكري لقوات التحالف"، مبيناً أن تلك الخطوات ستمكن أعضاء التحالف من الرد على التهديدات الطارئة في أي وقت، ومشيراً إلى أنه وللحد من هذه الصعوبات، لابد من وجود تنسيق عالي في تبادل المعلومات، وتواصل مستمر بين الدول الكبرى، والتي بدورها يجب أن تشارك في هذه التحالفات.
وأكد أن "مصداقية قدرتنا على التعاون مع التعقيدات والبيئة المستقبلية ستدفعنا للتعاون، وأدعو الجميع للعمل بشكل أفضل لتعزيز قدرات التحالفات عوضاً عن سعي الحكومات لتوفير التكنولجيات الحديثة والمعدات".
من جانبه، قال المستشار الدبلوماسي السابق لرئيس إيطاليا والممثل الدائم السابق لإيطاليا في حلف شمال الأطلسي السفير ستيفانو ستيفانيني إن التحالفات المؤقتة تواجه مشكلة في تنفيذ العمليات المشتركة، مشيراً إلى ضرورة دمج جميع القطاعات في التحالف، سواء القوات الجوية أو البرية أو البحرية، فضلاً عن الفضاء الإلكتروني، مبيّناً أن العمل المشترك في المجالات الأربع هو مطلب أساسي في أي عمل عسكري، ولتحقيق هذا الهدف يجب أن تكون هناك أرضية مشتركة، والتحدث بذات اللغة للتفاهم مع بعضنا البعض.
وأضاف أنه "عندما شاركت إيطاليا في اول عملية للنيتو في البوسنة والهيرسك واجهت القوات الإيطالية صعوبه في التحدث في اللغة الإنجليزية، ونحتاج أيضاً لمعدات موحدة، ليكون التلائم العام لأي قوة على الأرض للتفاهم مع باقي القوات"، مشيراً إلى أن حلف الناتو هو أفضل خيار متاح في التحالفات العسكرية، ويشابه إلى حد كبير نظام تشغيل “مايكروسوفت”، وموضحاً أن دور التكنولوجيا يتمثل في 3 أمور تغير قواعد اللعبة، حيث أصبحت العامود الفقري للعمليات المشتركة، كتحديد الأصدقاء والأعداء، ومراقبة مجال الاستخبارات، ومؤكداً أن من سلبيات التقنية أن الدول متفاوتة في الوصول إليها، ويجب مراعاة تقاسم التكنلوجيا مع الآخرين.
من جانبه، قال قائد القوات البحرية الأمريكية في القيادة المركزية قائد الأسطول الخامس الفريق البحري جون أكويلينو إن البيئة بالبحرين معقدة جداً، والتهديدات تأتي من البر والبحر وحتى من الفضاء الإلكتروني، مبيناً أن السفن معرضة لتهديدات كبيرة من الهجمات، منبهاً إلى أن القوة البحرية المشتركة التي ينظم بها 32 بلداً تعتمد على تكنولوجيا ومنصات متنوعة، ولغات متنوعة، ونقوم بتلك المهمة بنجاح كل يوم، معتبراً أن الجميع بحاجة إلى المزيد من التدريب، حتى جنود البحرية الأمريكية، الذين لديهم إمكانيات متاحة أكثر من غيرهم، إلا أنه يجب إشراكهم مع الآخرين في التدريبات.
من جهته، قال قائد قوات حفظ السلام التابعة لأمم المتحدة في قبرص الجنرال محمد همايون كبير، إن التكنولوجيا الحديثة تعزز حفظ السلام في العالم، مشيراً إلى أن الاعتماد على النماذج المختلفة في العمليات العسكرية أمر أصبح ناجحاً، وأن عمليات حفظ السلام، ليست عسكرية بحتة، وإنما جهد مشترك تشارك فيه أطراف متنوعة.
وأشار همايون إلى وجود عدة أطراف تساهم في حفظ السلام من خلال القوات والجنود، فيما زادت فكرة مزج عدة بلدان تحت هدف وإطار قانوني واحد يزيد من مصداقية حفظ السلام الدولية، قائلاً إن السنوات الماضية شهدت عدة تحالفات إقليمية تقوم بدور قوات حفظ السلام الدولية والعديد من الجهات التي استطاعت الوصول إلى ذات الهدف والنتيجة.
وتابع همايون "في مهمات حفظ السلام، يجب أن يكون هناك فهم مشترك للوضع، ويجب أن تكو هناك التكنولوجيا الملائمة لتحقيق الأهداف التي نسعى إليها، واتخاذ القرارات المناسبة في الوقت المناسب"، لافتاً إلى أن الأنظمة التكنلوجية مهمة في العمليات التي تقوم بها قوات حفظ السلام، أم على الصعيد التكتيكي، فإن التعاون بين جميع الدول ووجود منصة لتبادل المعلومات أمر أساسي في مهمة هذه القوات.
وأشار همايون إلى أن الاعتماد المفرط على التكنلوجيا في الميدان، قد يكون له آثار عكسية، مؤكداً الحاجة للكثير من التدريب لقوات حفظ السلام التي تدوم لـ 6 أشهر، قائلاً: من بين التقنيات التي يتم استخدامها في الأمم المتحدة هي الطائرات بدون طيار في جمهورية الكونغو، ووحدات استخباراتية، فضلاً عن زيادة استخدام صور الأقمار الصناعية لتنفيذ المهام، ومشدداً على أن العبوات الناسفة أصبحت أكبر تهديد يواجه حفظ الأمن لقوات حفظ السلام التي تقوم بها قوات الأمم المتحدة.
من جانبه، قال "الزميل غير المقيم" في كلية الدفاع الوطني بالإمارات العربية المتحدة د. دانيال بالتروسايتيس إن منظمات مثل "القاعدة" لديها تقنيات متميزة، واستخدمتها من أجل الأهداف التي يرغبون في التوصل إليها، مضيفاً أنه "قبل الحرب العالمية الأولى، كان واضحاً منذ البداية أن هناك مراقبة واستطلاع جيد للقوى الأخرى، لم يكن هناك تأثيراً واضحاً ولكن تلك المفاهيم تطورت في المستقبل، فضلاً عن تطوير الأفكار لاستخدام القوات الجديدة كالإرسال والاستجابة السريعة في نفس الوقت وفي الحرب العالمية الثانية كان الوقت الافضل لاختبار تلك التقنيات"، مشيراً إلى أن التكنولجيات الحديثة بحاجة لتغيير الأفراد وإطار العمل، وإلا لن نستطيع مجابهة الحروب التي تشن حولنا، ومبيّناً أن القيادة والتعليم والتنظيم لابد أن يتم تغييرها في بدايات ونهايات الحرب، ونحن بحاجة للتفكير بالضباط وضباط الصف والمنشئات والاهتمام بهم.
وذكر بالتروسايتيس أن هناك فارقاً بسيطاً بين فكرة الناتو والولايات المتحدة الأمريكية في التفكير العسكري، وملخصه أن نلقي الضوء على واقع أن التكنولوجيا الحديثة مكلفة للواقع ونحن علينا أن نقتصد في الميزانيات وصرفها على ماهو أجدى.
واختتم بالتروسايتيس قائلاً "إننا في عصر أسلحة بدون أشخاص، لذلك نعرف أن الخصوم والدول ستستفيد من هذه التكنولوجيا، ويجب علينا أن نتعلم كيفية التعامل بشكل مضاد لها دولياً ولابد أن نكون قادرين على أن يكون لدينا قادة يتحدثون مع بعضهم البعض من خلال الاتصالات المجدية والزيارات والتحدث وجهاً لوجه".