انطلقت الإثنين، أعمال الاجتماع الخاص لوضع استراتيجية جديدة للمركز الإقليمي العربي للتراث العالمي في مقر المركز بالمنامة، بحضور رئيسة مجلس إدارة المركز الشيخة مي بنت محمد آل خليفة، المدير السابق ومستشار المركز د.منير بوشناقي، المديرة د.شادية طوقان وعدد من الخبراء المستقلين وآخرين ممثلين لكل من منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة "UNESCO"، الاتحاد الدولي لصون الطبيعة "IUCN" والمجلس الدولي للآثار والمواقع "ICOMOS".

ويهدف الاجتماع، الذي يستمر حتى 25 أكتوبر، إلى وضع استراتيجية المركز للسنوات الخمس القادمة بما يساهم في تحقيق رؤيته في حفظ وصون التراث الإنساني في بلدان الوطن العربي أجمع.

وقالت الشيخة مي بنت محمد: "نرحب بشركائنا العالميين في البحرين، ونشكر لهم حضورهم معنا لقراءة وتقييم واقع التراث الإنساني في أوطاننا، ونأمل أن يثمر لقاؤنا عن استراتيجية مطوّرة للمركز الذي يعمل على المحافظة على تراثنا وحضاراتنا في شتى أنحاء عالمنا العربي".

وأضافت: "نأمل أن تأخذ استراتيجية الأعوام القادمة بعين الاعتبار الظروف الاستثنائية لعالمنا العربي وما تتعرض له مواقع التراث الإنساني العالمي من أذى جرّاء ذلك، ونعمل بجهد لتحديد أولوياتنا ونقدم للعالم العربي خدمة نعزز بها الهوية المحلية ونحفظ بها أغلى ما نملك".

فيما قالت د.شادية طوقان إن النزاعات التي تحدث في بعض بلدان الوطن العربي أثرت سلباً على حالة التراث الإنساني والحضاري فيها، مشيرة إلى صعوبة العمل الميداني في عدد من المواقع التراثية المهددة بالخطر.

وأكدت أن على الجميع التفكير بسبل مواجهة العقبات التي تقف في وجه إغاثة التراث، موضحة أن الاجتماع سيتوقف عند ما حققه المركز الإقليمي حتى الآن ومن ثم وضع استراتيجية للسنوات القادمة.

أما د.منير بوشناقي مستشار المركز الإقليمي العربي للتراث العالمي ومديره السابق، وجه الشكر إلى الشيخة مي بنت محمد آل خليفة على رؤيتها التي أثمرت تأسيس المركز الإقليمي بدعم القيادة.

وقال: "إن تأسيس المركز أدى إلى بذل جهود جديدة لحفظ تراثنا الإنساني في ظل أوضاع صعبة يعيشها الوطن العربي"، مشيراً إلى أن منظمة اليونيسكو نوّهت إلى حسن عمل وإدارة المركز الإقليمي وذلك في تقريرها الذي أعدته حول عمل المركز للسنوات الماضية.

وأعرب بوشناقي عن سعادته للمنجزات التي يحققها المركز في ظل إدارة طوقان التي تكمل المسيرة في حفظ وصون التراث الإنساني العربي.

وخلال جلسات اليوم الأول، تناول الاجتماع عمل المركز الإقليمي العربي للتراث العالمي خلال السنوات الماضية وتم تسليط الضوء بالأخص على طريقة تطبيق المركز لاتفاقية التراث العالمي لعام 1972 في بلدان الوطن العربي.

كما بحث الخبراء تطلعات المركز وأهدافه المستقبلية مع التطرق إلى المهام الحالية للمركز ورؤيته بعيدة المدى. أما اليوم الثاني فيناقش التحديات التي يواجهها المركز الإقليمي في تطبيق اتفاقية التراث العالمي في البلدان العربية وكيفية وضع البرامج الملائمة التي تحقق الأثر الفعلي في مناطق تواجد مواقع التراث العالمي.

كما سيقرر المجتمعون في جلسة خاصة أهم القضايا التي يجب على المركز التركيز عليها. وفي اليوم الأخير سيقوم الخبراء بتحديد الأهداف التفصيلية للمركز الإقليمي خلال السنوات الخمس القادمة مع وضع خطة مجدولة زمنياً من أجل تحقيق هذه الأهداف.