قبل أن تبدأ الحديث مع شخص غريب لابد أن يلفت انتباهك مظهره الخارجي، وذلك أمر طبيعي ولكن أن تصل المرحلة إلى تحديد قيمة الشخص بحسب "الماركة" التي يرتديها، فهذا أمر غير طبيعي، وكأنما شخصية الإنسان تحدد من نوع الماركة التي يلبسها أو التي يفضلها، فقد أصبحت "كشخة" يتحدثون عنها الشباب والفتيات في مجالسهم، فتجد فتيات لا يملكن المال ومع ذلك يقترضن من أجل شراء شنطة ماركة معينة تتجاوز قيمتها الـ 500 دينار.
ولا يتوقف الأمر عند الفتيات، فقد أصبح أغلب الشباب أيضاً لا يرتدون إلا الماركة من ساعات وكبكات أو حتى أحذية ، فلا تستغرب إن شاهدتم شاباً يرتاد الدوام الرسمي وهو يرتدي الثوب على حذاء رياضي ذي ماركة محددة، فقد أصبح الأمر طبيعيا، كما أن أغلبهم لا يشترون إلا أقلاماً من ماركة معينة تتناسب مع الساعة حتى وإن كان القلم لا يعمل ولكن ذلك من أجل "الشو" و"البرستيج" .
تروي إحدى الفتيات قصة إحدى صديقاتها التي لا تبتاع إلا ما غلا ثمنه وما ارتفع ولا تأكل إلا من مطاعم مشهورة جداً ولها اسم وصيت، حتى أنها تتباهى بذلك ودائماً ما تلتقط الصور وترفعها على وسائل التواصل الاجتماعي من أجل يعرف الجميع أنها تأكل من مطاعم مشهورة ولا ترتدي إلا الماركات، رغم أن راتبها أغلبه قروض، من أجل التفاخر ولا يتبقى معها ثمن البترول حتى منتصف الشهر.
يقول أطباء علم النفس في هذا الشأن إن شراء الماركات أصبح أمرا يعطي للشخص الذي يملكه اعتباراً، وهو يعتمد على هذه الأمور لتحقيق مكانة اجتماعية كي يكون مختلفاً عن نظرائه، كما أن مقتني الماركة لا يرغب بها بحد ذاتها، بقدر رغبته في أن يكون له قدر في الفئة التي ينتمي لها، باعتبار ذلك مؤشراً لتقيم النفس من قبل الآخرين يجعل منه واثقاً بنفسه أكثر، خصوصاً في عصر كثرة وسائل التواصل الاجتماعي التي ساعدت بشكل أو بآخر في انتشار التباهي بالماركات العالمية، فيصل الشخص إلى آخر المطاف إلى الإفلاس لكون الديون تلاحقه، كما أنها قد تتسبب في مشاكل أسرية ومادية بالطبع سواء للفتيات أو الزوجة أو حتى الشباب.