نجحت هيئة البحرين للثقافة والآثار، بالتعاون مع سفارة مملكة البحرين لدى الولايات المتحدة الأمريكية، في استثمار فعاليات "مهرجان الفنون الآسيوية للطعام والثقافة" في العاصمة الأمريكية واشنطن، والذي أقيم مؤخراً تزامناً مع إعادة افتتاح متحف Sackler Freer Gallery أحد أهم متاحف مؤسسة "السميثسونيان" في الولايات المتحدة. وبذلك، نقلت الهيئة صورة مشرقة عن مملكة البحرين إلى زوار المهرجان والمسؤولين عنه، إذ حظي الحضور البحريني اهتماماً لافتاً من قبل الزوار الذين شاركوا في مختلف البرامج والفعاليات المقدمة في ركن مملكة البحرين المشارك. وشهد المهرجان، الذي أقيم على مدى يومين بعنوان illuminate Asia، مجموعة من البرامج الفنية والثقافية الهادفة إلى إبراز مقومات التراث في مجالي الطهي التقليدي الأزياء التقليدية. وتميزت مملكة البحرين بما قدمته خلال المهرجان من فعاليات ثقافية متنوعة استعرضت من خلالها فنون الطهي البحريني، والأزياء التقليدية التي اشتهرت بها البحرين منذ القدم. وحظي زوار المهرجان بفرصة لاكتشاف ما ينتج عنه تداخل الطهي والفنون، من خلال تقديم تجربة "الطعام ثقافة" مع الشيف بسام العلوي والفنان زهير السعيد، كما أقيمت ورشة عمل مميزة بعنوان "صباغة الأقمشة" باستخدام مكونات طبيعية استمتع خلالها المشاركون بتقنيات الصباغة التي كانت تمارس في الماضي، بالإضافة إلى بدء تصميم عمل فني تركيبي تفاعلي يساهم في إعداده الفنان زهير السعيد وزوار المهرجان من مختلف دول العالم. وقدمت الفنانة الشيخة هلا بنت محمد آل خليفة في اليوم الثاني، ورشة عمل فنية تحاكي أساليب وفنون الحياكة ونقوش الأزياء البحرينية التقليدية، تعرف من خلالها زوار المهرجان على أحد جوانب تراث البحرين المادي، حيث أقامت الشيخة هلا ورشة عمل في حديقة المتحف عنوانها "أساليب الحياكة ونقوش الأزياء البحرينية التقليدية" استخدمت فيها ورق سعف النخيل ورسم نقوش مختلفة عليها بمشاركة الحضور. ونوهت الشيخة هلا، والتي شاركت في الفعالية بصورة شخصية، بالجهود التي بذلتها د.نادين فتوح، مستشار المتاحف بهيئة البحرين للثقافة والآثار في الإشراف العام على هذه الفعالية بالإضافة فريق الثقافة الذي يقف وراء نجاح كل فعاليات الهيئة. فيما عبر الشيف بسام العلوي عن سعادته بإتاحة الفرصة له للمشاركة في فعالية كبرى مثل مهرجان الفنون الآسيوية للطعام والثقافة في واشنطن التي تبادل من خلالها الخبرات والتجارب مع المشاركين من الثقافات المختلفة من الدول الآسيوية والأفريقية، منوها بمستوى التفاعل الذي تحقق مع زوار المهرجان. وأكد العلوي أن الشيف البحريني يعتمد على نفسه في الابتكار واختلاق ثقافة الغذاء باستخدام بهارات متعددة النكهات والألوان، منوهاً إلى أنه من خلال المشاركة في مهرجان الفنون الآسيوية للطعام والثقافة في واشنطن دي سي كانت لديه الفرصة للالتقاء مع طهاة محترفين من العالم وتبادل خبرة ثقافة الطعام معهم واطلاعهم على البهارات البحرينية وكيفية استخدامها في أطباق مختلفة وكيفية استخدام بعض البهارات المشابهة في أطباقهم العالمية. وأوضح الشيف البحريني بسام العلوي للحضور من خلال مشاركته في الفعالية بالطبخ بصورة حية، أن البحرين هي بوابة المنطقة للبهارات، ويرجع الفضل في ذلك إلى موقعها الاستراتيجي المتميز. وأضاف أنه حرص من خلال ورش العمل على توضيح قصة البهارات البحرينية للحضور وانها تختلف باختلاف مواطنها، في عرض دقيق ومعلومات غنية عن الطريق الذي سلكتها البهارات منذ القدم للوصول إلى البحرين ومن ثم انتشارها في المنطقة. فيما ذكر الفنان زهير السعيد أن القائمين على المهرجان وفروا لهم زاوية خاصة، تم تحويلها إلى مشغل ومعمل، حيث كان الشيف بسام العلوي يطبخ أمام الجمهور بصورة حية ويقدم محاضرة عن الطعام البحريني لمدة 45 دقيقة وسط تفاعل جماهيري لافت، فيما قدم السعيد عملاً فنياً حياً باستخدام قطع القماش التي لونها الزوار بأنفسهم بألوان الطعام الطبيعية. وقام الفنان زهير السعيد بعمل لوحات فنية بدمج الألوان التي يستخدمها في الرسم مع ألوان البهارات من خلال مجموعة من ورش العمل التي كانت تنطق بتراث وثقافة البحرين، حيث قام باستخدام خامات بحرينية معروفة او الرسم على قماش أبيض وتلوينها بواسطة ثلاثة ألوان: الأصفر وكان يعكس لون الكركم، والأحمر الذي يمثل الكركديه، بالإضافة إلى اللون الأزرق والذي يمثل النيلة. وأضاف الفنان زهير السعيد أنه وسط حضور فاق جميع التوقعات وعكس تجاوب الحضور الإيجابي مع الثقافة البحرينية، نجحت الفعالية في وضع بصمة البحرين في ذهن كل زائر للمتحف، كما أهدى الفنان زهير السعيد في نهاية الفعالية لوحة فنية للمتحف ليخلد بها اسم مملكة البحرين هناك. ومهدت هذه الفعالية، إلى توقيع اتفاقية بين هيئة البحرين للثقافة والآثار ومؤسسة السميثسونيان، وهي مؤسسة تعليمية بحثية تضم مجموعة متاحف تمولها وتديرها الولايات المتحدة الأمريكية وتفتح الآفاق لتعاون وتبادل ثقافي على مستوى البلدين.