أكد مجلس إدارة الأوقاف الجعفرية، أن 540 أسرة بحرينية تستفيد شهرياً، من مشروع "المبرات الخيرية الملكية" عبر تفعيل وقف صاحب العظمة المغفور له الشيخ سلمان بن حمد آل خليفة بإطلاق المشروع بالتعاون مع الجمعيات الخيرية في مختلف محافظات المملكة، ضمن تقرير بمناسبة انتهاء الدورة الحالية.ومنذ تعيينه بالمرسوم الملكي السامي الصادر في أغسطس 2013 عمل مجلس الأوقاف الجعفرية بكل جد لتطوير الأوقاف وتعزيز دورها في خدمة الوطن وتنمية المجتمع وفق خطة الإصلاح الإداري الشامل التي وضعها المجلس لتتواكب مع تطلعات حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المفدى، في مشروعه الإصلاحي التاريخي وتطلعات المجتمع من هذه الدائرة العريقة بما يعود على البحرين بالخير والرخاء والازدهار.وارتكزت هذه الاستراتيجية على ثلاثية الشراكة والشفافية والتنمية مع مراعاة إبراز هذه الجهود واطلاع الجمهور بكل شفافية على ما يحصل من تطوير شامل. كما سعى مجلس الأوقاف الجعفرية في شتى المحافل المحلية والدولية والمنابر الإعلامية على نقل الصورة المشرقة لمملكة البحرين كواحة تحتضن جميع المكونات الدينية بفضل النهج الذي أرساه وعززه جلالة الملك المفدى، في كفالة حرية ممارسة مختلف الأديان بحرية وبروح التسامح والتعايش بين مكونات مختلف المجتمع والحث على تعزيز قيم السلام واحترام الآخر.وقال آل عصفور: "يتشرف رئيس وأعضاء مجلس الأوقاف برفع أسمى آيات الشكر والتقدير والاعتزاز إلى مقام حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد، وصاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة رئيس الوزراء، وصاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد الأمين نائب القائد الأعلى النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء على توجيهاتهم الكريمة للمجلس وللإدارة في مختلف المشاريع والتي كان لها أبلغ الأثر في تحقيق إنجازات تاريخية ونوعية في شتى المجالات".وأضاف: "على الرغم من أن المجلس الحالي ورث تركة تراكمية ثقيلة على مدى سنوات إلا أنه تمكن من حلحلة جزءاً كبيراً جداً منها ويعمل على استكمال إجراءات التصحيح والتطوير الشامل، ولم يأل المجلس جهداً في تعزيز التواصل والتعاون والشراكة مع مختلف الوزارات والهيئات الرسمية في المملكة وإطلاق العديد من المبادرات المشتركة، فضلاً عن تعزيز التواصل مع القطاع الخاص والقطاع الأهلي بما يجسد دور الأوقاف في المساهمة في تحقيق التنمية المستدامة، والتي يعكس هذا التقرير أبرز الإنجازات التي تمكن المجلس من إنجازها بتوفيق من الله سبحانه وبفضل التوجيهات الملكية السامية والتعاون والدعم الوثيق من الحكومة".وعلى صعيد التطوير الإداري تم اعتماد هوية جديدة لإدارة الأوقاف الجعفرية، إيذاناً بعهد جديد من التطوير وفتح فرعين للإدارة أحدهما بجانب المبنى الحالي للإدارة والآخر بضاحية السيف، وإجراء تحديث شامل للأنظمة الداخلية للإدارة وترقية النظام الخاص بإدارة العقارات وإقرار الهيكل الوظيفي للإدارة بالتعاون الوثيق مع ديوان الخدمة المدنية واستحداث أقسام ووحدات جديدة بما يلبي الخطط الاستراتيجية للإدارة.وتشمل مركز خدمات المراجعين، وحدة خدمات النظافة، وحدة المآتم النسائية، قسم الاستثمار، وحدة العمارة الإسلامية، مركز الوثائق والمعلومات، مركز خدمات المستثمرين، وحدة التدقيق والتفتيش، وغيرها من الأقسام والوحدات ومن بينها وحدة الشؤون القانونية وتزويدها بمحامين بحرينيين لمتابعة كافة القضايا ذات العلاقة بالإدارة.وانصبت توجهات المجلس كذلك على تحسين الإنتاجية عبر حوكمة الإجراءات الوظيفية بضبط نظام الحضور والانصراف في الإدارة وربطه بأنظمة ديوان الخدمة المدنية، وتوظيف أكثر من 120 موظفاً وموظفة من الكفاءات البحرينية الشابة والمؤهلة وذلك بعقودٍ مؤقتة في مختلف الأقسام مما ساهم مساهمة بارزة في تحسين أداء الإدارة.تعزيز الحوكمة والشفافيةوسعت الإدارة بشكل حثيث على استصدار وثائق مسح ووثائق ملكية للمآتم والمساجد والمقابر، ورفع تقارير مفصلة بهذا الشأن، وتوقيع اتفاقية مع شركة متخصصة لإصدار دليل السياسات والإجراءات في الإدارة، وإقرار أول دليل تنظيمي شامل يتناول كافة إجراءات وسياسات التأجير والاستثمار في إدارة الأوقاف الجعفرية، إبرام اتفاقية مع "جرانت ثورنتون عبدالعال" للدعم الفني المحاسبي والتدقيق الداخلي للشروع في إنجاز "ملف الحسابات الختامية" تعزيزاً للحوكمة والنزاهة والشفافية.علاوة على ضبط جوانب القصور ووضع الآليات لعمل اللجان التابعة لمجلس الأوقاف الجعفرية واستحداث الاستمارات الموثقة ورفد أمانة السر واللجان بكوادر شابة ومؤهلة والاستعانة بمستشارين عقاريين لضمان أن تكون أسعار التأجير متوائمة مع الأسعار السائدة.كما سعى المجلس إلى تنمية الإيرادات الوقفية عبر مراجعة أسعار التأجير بما يتماشى مع الأسعار السائدة في السوق مع وضع العديد من المزايا التفضيلية والتحول الإلكتروني بشكل كامل في جميع معاملات الأوقاف، ومتابعة تحصيل الديون المستحقة للإدارة.الشراكة بتحقيق التنميةوعلى صعيد التنسيق والتعاون مع الجهات الرسمية، عمل المجلس على تعزيز التنسيق والتواصل مع وزارة العدل والشؤون الإسلامية والمجلس الأعلى للشؤون الإسلامية، والتنسيق الدائم مع وزارة الداخلية والمحافظات على مدار العام وخصوصاً في المواسم الدينية، وتشكيل لجنة مشتركة بين إدارة الأوقاف الجعفرية مع وزارة الأشغال وشؤون البلديات والتخطيط العمراني لمتابعة كافة الملفات المشتركة ومن بينها تسريع إصدار رخص للمشاريع التي تنوي الإدارة تنفيذها وتشكيل لجنة مشتركة مع وزارة العمل والتنمية الاجتماعية للمساهمة في توفير فرص العمل مع الشباب لاستقطاب الحرفيين بمشاريع الأوقاف الاستثمارية الجديدة.وسعت الإدارة إلى المساهمة في تفعيل الرؤية الاقتصادية والاجتماعية للمملكة 2030 عبر تطوير العمل الوقفي المؤسسي بالاستفادة من التجارب والنماذج العملية في المجالات التنظيمية والاستثمارية والشرعية، وهندسة أكثر من 40 مشروعاً وفق أعلى المواصفات الهندسية والعمرانية، ومن أبرزها المحافظ الاستثمارية ومحافظ الأسواق الشعبية والمجمعات الحرفية والتجارية وغيرها.وعلى صعيد المشاريع التنموية والعمرانية وتنفيذاً للتوجيهات الملكية السامية، قامت الإدارة بالإشراف والمتابعة لملف بناء المساجد الواردة في اللجنة البحرينية المستقلة لتقصي الحقائق بالتنسيق الوثيق مع وزارة العدل والشؤون الإسلامية والأوقاف، وأضحت هذه المساجد منارات دينية وعمرانية متميزة.وتزامناً مع حلول الذكرى التسعين لتأسيس إدارة الأوقاف الجعفرية مشروعاً لإعمار وصيانة 900 مسجد ومأتم ومقبرة، وتم البدء في تنفيذ عدد من المشاريع الرئيسة في مختلف مناطق المملكة، أبرزها صالة المقشع التي تمثل أحد المشاريع التاريخية في الإدارة، فضلاً عن التطوير الشامل لمسجد الشيخ عزيز في السهلة، وبناء وتطوير 20 مسجداً آخر في مختلف محافظات المملكة، كما شهدت فترة المجلس الحالي بناء وافتتاح العديد من مشاريع بناء المآتم بحلة متميزة.تطوير منظومة الخدمات لدور العبادةوعلى صعيد تطوير منظومة الخدمات وتنفيذاً للمكرمة الملكية السامية، قامت الإدارة بتطوير شامل لمنظومة الخدمات التي تقدمها الإدارة للمآتم والروضات الحسينية وتوفير خدمة مواصلات من وإلى داخل المنامة للمعزين وإطلاق حملة لاستبدال مكيفات وفرش المساجد شملت أكثر من 120 مسجداً على مستوى محافظات مملكة البحرين وتزويد 150 جامعاً ومسجداً بمكيفات جديدة كدفعة واحدة لأول مرة في تاريخ الإدارة.ونجحت الإدارة في تنظيم شؤون موسم عاشوراء، عبر خطة متكاملة لتوزيع المكرمة الملكية للمآتم وتطوير منظومة الخدمات التي تشهد عاماً بعد عام توسعة وتطوير لتشمل عدة مجالات تستفيد منها المآتم طوال الموسم، وتم إنشاء مركز خاص لتوزيع الخدمات التموينية على جميع المآتم والحسينيات والمضائف والتنسيق المباشر مع 15 هيئة عزاء مركزية و600 مأتم و81 موكباً و340 مضيفاً على مستوى المحافظات الأربع بمملكة البحرين.كما شاركت في اجتماعات تنسيقية داخل وخارج الإدارة مع الجهات الحكومية والمآتم والحسينيات إلى جانب التعاون والتنسيق المباشر مع رؤساء وممثلي المآتم الحسينية وجميع منظمي مواكب العزاءات المركزية، بالإضافة إلى تدشين خدمة مجانية لنقل آلاف المعزين من وإلى خارج العاصمة من ليلة السابع الى ليلة العاشر من شهر محرم الحرام بالتعاقد من إحدى شركات النقل المحلية مع توفير عدد من سيارات الغولف لتسهل تنقل كبار السن والنساء داخل مسارات العزاء الداخلية .وقامت الأوقاف الجعفرية وللعام الثالث على التوالي بإنشاء خيمة مركزية في وسط العاصمة المنامة بمحاذاة مسار المواكب الحسينية، في إطار حرص الإدارة على استثمار موسم عاشوراء للتواصل المباشر مع الجمهور من خلال آلاف الزوار الذين يزورون العاصمة.المبادرات الاستراتيجيةوعلى صعيد المبادرات الاستراتيجية قامت الإدارة بإبرام اتفاقية التطوير الاستراتيجي لنظام عمليات الإدارة، وحيازة نظام "أوبتمم" لتخطيط موارد المؤسسات متمثلاً في مجموعة من الوحدات، كوحدة نظام أوبتمم للتسجيل، نظام إدارة التأجير، نظام إدارة التجميع والتحصيل، نظام إدارة الموارد البشرية، نظام الإدارة المحاسبية، نظام إدارة الأصول الثابتة، ونظام إدارة العلاقات العامة بالإضافة إلى برنامج التقارير الذكية.كما تم تدشين بوابة "استثمار العقارات الوقفية" لعرض كافة العقارات المتاحة للاستثمار بكل شفافية وبما يعزز التنافسية وتكافؤ الفرص وتحقيق العائد الأعلى للوقف، وعرض جميع الأراضي بشفافية للجميع لأول مرة في تاريخ الإدارة، وتوقيع اتفاقية مع الهيئة الوطنية للنفط والغاز للتعاون في استثمار أراضٍ وقفية لمحطات التزود بالوقود والخدمات.وتم إطلاق الإدارة لمبادرة استخدام الطاقة الشمسية في المآتم والحسينيات في البحرين، حيث تم استثمار موسم عاشوراء للتعريف بهذه المبادرة التي دشنتها الإدارة، والتي تأتي انسجاماً مع الخطة الوطنية للاستفادة من الطاقة المتجددة التي تتم متابعتها من قبل وحدة الطاقة المستدامة، حيث تم تنفيذ هذا المشروع المميز لتركيب نظام الطاقة الشمسية في مأتم بن شبيب كأول نموذج من هذا النوع في المآتم، الأمر الذي يسهم في السير على طريق تحقيق الأهداف الوطنية لمملكة البحرين في الطاقة المتجددة وكفاءة الطاقة وتفعيل استخدامات الطاقة الشمسية في المنشآت الدينية.الحضور الإعلامي وتعزيز الوسطية والتسامحيذكر أن تعزيز الصورة المشرقة للتسامح والتعايش في مملكة البحرين كان على رأس الأولويات، فقد عمدت الإدارة إلى المشاركة في إظهار الصورة الحضارية لمملكة البحرين من خلال المشاركة في فعاليات هذه هي البحرين في لندن وألمانيا وبروكسل المشاركة في العديد من البرامج التلفزيونية التي تعنى بتعزيز قيم الحوار والتعايش الحضاري في المملكة.وعلى الصعيد الإعلامي، قامت إدارة الأوقاف الجعفرية بتعزيز التواصل مع وزارة شؤون الإعلام وهيئة الإذاعة والتلفزيون والصحافة المحلية وتدشين صفحات الإدارة على مواقع التواصل الاجتماعي، كما تم إصدار أول تقرير سنوي بتاريخ إدارة الأوقاف الجعفرية وإصدار العديد من المطبوعات التي تعنى بالوسطية والمواطنة والتسامح وتعزيز التراث الديني كالتقاويم السنوية والكتب وتنظيم ورعاية المسابقات الدينية والثقافية.وتم أيضاً، إطلاق الموقع الإلكتروني الجديد للأوقاف الجعفرية بحلة متميزة شكلاً ومحتوى وإطلاق موقع "بوابة استثمار العقارات الوقفية" لعرض كافة العقارات الوقفية وتمكين جميع رؤساء المآتم والمتولين والمراجعين من تقديم طلباتهم إلكترونياً من خلال الموقع دون الحاجة لتحمل عناء زيارة الإدارة.