أكد نائب رئيس مجلس الوزراء الشيخ خالد بن عبد الله آل خليفة أن الحكومة ملتزمة ببرنامج عملها من حيث الارتقاء بالخدمات الصحية عبر الاستمرار في وضع وتطوير السياسات الصحية ومتابعة تنفيذها والتأكد من الاستخدام الأمثل للموارد بأكبر قدر ممكن من الكفاءة والفاعلية، لتعزيز صحة الفرد والمجتمع، وضمان توفير خدمات صحية ذات جودة عالية، منظمة ومتكاملة، وعادلة ومستدامة، وفي متناول جميع السكان في البحرين.
وأعرب، خلال افتتاحه نيابة عن صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة، رئيس الوزراء، مؤتمر الخليج للأحياء الدقيقة والأمراض المعدية في دورته الثانية، الذي تنظمه جمعية الأطباء البحرينية بالتعاون مع الجمعية السعودية للأمراض المعدية والكائنات الدقيقة، وجمعية الإمارات الطبية للأمراض المعدية، عن ثقته في أن يتوصل المؤتمر إلى نتائج وتوصيات من شأنها أن تسهم في تعزيز مهارات ومعارف الأطباء في مجال مكافحة الأمراض وتزويدهم بأحدث المعلومات الطبية والصحية، وبما يدعم جهود الارتقاء بالقطاع الصحي، وتقديم الخدمات الصحية والطبية وفقاً لأرقى المعايير العالمية. مرحباً معاليه في الوقت نفسه بجميع المشاركين في هذا المؤتمر من خارج البحرين، وشاكراً كذلك جمعية الأطباء البحرينية على ما تضطلع به من جهود حثيثة في سبيل تنظيم هذا المؤتمر الذي يعكس الاهتمام والتقدم الذي يشهده القطاع الصحي في البحرين.
وكان الشيخ خالد بن عبد الله قد افتتح المؤتمر الذي تستمر أعماله حتى الرابع من نوفمبر الجاري، بحضور رئيس مجلس النواب، وأحمد بن إبراهيم الملا، وعدد من الوزراء وكبار المسؤولين والمدعوين من داخل وخارج البحرين.
ورفع الشيخ خالد بن عبد الله آل خليفة جزيل الشكر والعرفان إلى صاحب السمو الملكي رئيس الوزراء على تكليفه بافتتاح أعمال المؤتمر نيابة عن سموه، مشيراً إلى أن الرعاية الكريمة التي يحظى بها المؤتمر من لدن سموه تؤكد ما يوليه سموه من اهتمام بالقطاعين الطبي والصحي، بخاصة وأن المؤتمر يهدف إلى تبادل الخبرات ومناقشة الحالات الغريبة والنادرة وطرق علاجها بحسب المعايير العالمية وآخر ما توصل إليه الطب الحديث في هذا المجال.
وقال "إن القيادة الحكيمة لحضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة، عاهل البلاد المفدى، وحكومته برئاسة صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة، رئيس الوزراء، ومساندة صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة، ولي العهد نائب القائد الأعلى النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء، قد أولت القطاع الصحي وكوادره اهتماماً خاصاً، لاسيما وأن جميع مجالات التنمية البشرية مرتبطة في المقام الأول بصحة الإنسان، فلا تنمية ما لم يكن محورها وهو الإنسان سليماً صحياً".
ويشارك في هذا الحدث الطبي العالمي نحو 500 ممارس صحي من مختلف التخصصات الصحية بالمنطقة والوطن العربي، إضافة إلى 78 متحدثاً من مختلف أنحاء العالم بما في ذلك خمسة من مملكة البحرين كمتحدثين رئيسين وكوكبة من متحدثي منطقة الخليج العربي والوطن العربي، إضافة إلى نحو 32 متحدثاً رسمياً من الولايات المتحدة، والمملكة المتحدة، وكندا، وأستراليا، ونيوزلندا، وسويسرا، وإيطاليا، وإسبانيا.
وخلال الحفل، ألقى عدد من المتحدثين الكلمات الافتتاحية لهذا المؤتمر، أعربوا فيها جميعاً عن خالص شكرهم وتقديرهم إلى صاحب السمو الملكي رئيس الوزراء الموقر على تفضل سموه برعاية هذا المؤتمر للدورة الثانية على التوالي، معربين عن عميق امتنانهم للقيادة الحكيمة وللحكومة الموقرة لما يبذل من جهود طيبة وحرص كبير على تطوير منظومة القطاع الصحي والطبي في مملكة البحرين، ضماناً لتوفير الخدمات الصحية للمواطنين والمقيمين وفق أعلى المعايير.
من جهته، قال رئيس جمعية الأطباء البحرينية، الدكتور محمد رفيع: "لقد حققت البحرين تطوراً كبيراً في مجال الرعاية الصحية والطبية، وهو ما تؤكده المؤشرات والتقارير العالمية المتخصصة في هذا المجال، ولقد بذلت الحكومة الموقرة جهوداً حثيثة على مدى أعوام طويلة من أجل تجهيز البنية الطبية وتطوير أنظمتها وإعداد وتأهيل الكوادر المختصة، حتى وصلت المملكة إلى مستوى متقدم جداً في مجال تقديم الخدمات الصحية يضاهي المستويات العالمية"، موضحاً أن رعاية سمو رئيس الوزراء للمؤتمر تعتبر دليلاً آخر يؤكد حرص سموه على جعل برامج الرعاية الصحية في مقدمة اهتمامات الحكومة التي نشهد وبفضل هذا الاهتمام توسعاً في الخدمات الصحية، وباتت المستشفيات العامة والمتخصصة ومراكز الرعاية الصحية الأولية تغطي كل مناطق البحرين، وهي مجهزة بأعلى مستوى من التقنية الطبية وتأمين المعدات واللوازم الجراحية والتأهيلية.
أما رئيس مؤتمر الخليج الثاني للأحياء الدقيقة والأمراض المعدية، الدكتور هايل العبدلي، فقد أشار في كلمة له إلى أن هذا المؤتمر يمثل ثمرة لتعاون بين العديد من الجهات العلمية والجمعيات الإقليمية والعالمية.
وقال: "أعدت لجان التنظيم للمؤتمر برنامجاً علمياً حافلاً يتكون من تسع ورش عمل وأكثر من 100 محاضرة علمية وورقة بحث مقدمة من أكثر من 70 متخصصاً عالمياً وخليجياً وعربياً. وبالإضافة إلى التنوع في مواضيع الجلسات العلمية، كان هناك الحرص على المستجدات والأخطار التي تواجه المنطقة والعالم من أوبئة وأمراض ميكروبية مستجدة وطرق مواجهتها، ومنها على سبيل المثال لا الحصر الجراثيم المقاومة للمضادات الحيوية وأنواع من الفيروسات الوبائية".
من جانبها، قالت رئيسة الجمعية السعودية للأمراض المعدية، البروفيسورة هدى البخاري، في كلمة لها في الجلسة الافتتاحية: "إن استمرار التعاون العلمي والمعرفي بين القطاعات الصحية والجمعيات العلمية هو المفتاح الأهم لفتح آفاق المعرفة وتجاوز كل التحديات، ونحن في هذا اليوم نشارك العالم الطبي في قيادة دفة الخدمات الطبية وتحمل مسؤولياته تجاه توفير خدمة طبية راقية للمجتمع المحلي والإقليمي والعالمي".
كما ألقى أمين سر المؤتمر ونائب رئيس جمعية الأطباء البحرينية، الدكتور مناف القحطاني، كلمة أشار فيها مبادرة مملكة البحرين إلى إطلاق واحتضان هذا المؤتمر المهم، وذلك يأتي من منطلق اهتمامها بقطاع الرعاية الصحية، ودعم ومساندة الجهود الإقليمية والدولية لتحسين الخدمات العلاجية والوقائية، حيث يشكل المؤتمر أهمية كبيرة للبحرين والمنطقة والعالم، خاصة في ظل انتشار أمراض وبائية تحصد حياة ملايين البشر، وتستنزف مليارات الدولارات للبحث عن سبل العلاج والوقاية منها.
بعدها، قام الشيخ خالد بن عبد الله آل خليفة بتكريم كبار ضيوف المؤتمر والمؤسسات الداعمة، كما تجول في المعرض المصاحب الذي تقدم من خلاله الشركات الطبية أحدث ما انتجته من تجهيزات ومنتجات وخدمات صحية وطبية.