وسط الظروف الصعبة التي تعيشها بعض مناطق الوطن العربي، يمكن للمناظر الطبيعية والمحميات أن تكون آخر اهتمام جهود الإغاثة، إلا أن المركز الإقليمي العربي للتراث العالمي يحمل على عاتقه مهمة حفظ وصون التراث الطبيعي في كل أرجاء الوطن العربي. ولذلك بعث المركز بمهمة إلى جمهورية سويسرا حيث عقد مؤتمر "أصدقاء جزيرة سقطرى" نهاية أكتوبر الماضي.

وقدّم المركز الإقليمي العربي للتراث العالمي خلال المؤتمر عرضاً بعنوان "سقطرى مصدر الإلهام لبرنامج طبيعة"، ويعمل برنامج "طبيعة" على حفظ وصون التراث العالمي الطبيعي في الوطن العربي ويستضيفه المركز الإقليمي بالتعاون مع الاتحاد الدولي لصون الطبيعة IUCN.

واستعرضت هيفاء عبد الحليم مديرة البرنامج وإسماعيل محمد نقطة اتصال البرنامج في سقطرى أهم ما قدّمه المركز لجزيرة سقطرى كإنجاز مسودة خطّة العمل الاستراتيجية لهيئة حماية البيئة العاملة في الجزيرة، تقديم خطة استجابة الجزيرة بعد إعصار عام 2015 ومجموعة ورش العمل لبناء قدرات الخبراء المحليين.

بدوره أشار محمد إسماعيل منسق برنامج "طبيعة" في جزيرة سقطرى، عبر مكالمة متلفزة نقلت من مملكة البحرين، إلى أهم المشاريع التي أجراها المركز الإقليمي العربي للتراث العالمي لدعم المجتمع المحلي في جزيرة سقطرى مثل تركيب الألواح الشمسية لإنتاج الطاقة النظيفة في جزيرة سمحة التابعة لسقطرى، مشروع إعادة تأهيل الغطاء النباتي في منطقة مومي، مشروع ترميم الكريف (والكريف هو مكان تجميع مياه الأمطار)، كذلك تنظيم مهرجان للشعر السقطري.

وتعد جزيرة سقطرى اليمنية موقعاً مسجلا على قائمة التراث العالمي لمنظمة اليونيسكو وعلى قائمة المواقع المعرضة للخطر وتضم تنوعاً أحيائياً نادر الوجود في العالم. وهدف المؤتمر إلى تقدم ونشر نتائج أحدث الأبحاث العلمية المتعلقة بالجزيرة وإطلاع المجتمع الدولي المهتم بالتراث على آخر تطورات المشاريع الجارية هناك. كما وناقش المجتمعون سبل دعم سقطرى وشعبها من أجل تحقيق أسلوب حياة أفضل لهم عبر وسائل التنمية المستدامة.

كما تباحث ممثلو المركز الإقليمي العربي للتراث العالمي مع منظمة أصدقاء سقطرى إمكانية تعزيز التعاون ما بين الطرفين عبر إقامة شراكة جديدة تساهم في إنجاز المشاريع الحالية والمشاريع المستقبلية خلال عام 2018م.